إيلاف من لندن: روسيا تستغل إيران في حربها في أوكرانيا، وتحاول تحييدها عن الملفات الساخنة في الشرق الاوسط. هذا ما قاله مسؤول إيراني لـ "إيلاف"، مشيرًا إلى أن إيران وافقت على تزويد روسيا بمسيّرات وأسلحة ومعدات تحتاج إليها في أوكرانيا، ومع ذلك قامت روسيا باستبعاد إيران اكثر من مرة في مباحثات عقدتها موسكو مع دمشق وأنقرة.

ففي 28 ديسمبر 2022، اجتمع الروس مع السوريين والاتراك في موسكو لبحث مسائل تخص الشمال السوري، من دون دعوة الإيرانيين.

وتفيد المعلومات بأن إيران تستثمر في سوريا الكثير، وتحاول التموضع في مناطق مختلفة، إلا أن روسيا لا تقبل بذلك، ولا تشرك إيران في المباحثات مع الاتراك والسوريين، على الرغم من أن إيران عضو في منصة الأستانة.

يضيف المسؤول الإيراني المقرب من الرئيس إبراهيم رئيسي أن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان اضطر لزيارة سوريا وتركيا في بداية هذا العام "كي يطلب المشاركة في المفاوضات الجارية بشأن تفاهمات سورية - تركية تخص الشمال السوري، برعاية روسية".

لكن، يبدو أن روسيا التي تحصل على أسلحة وعلى مسيرات من إيران تستغل وضع طهران الصعب ومشاكلها الكثيرة، من وقوعها تحت العقوبات ومشكلتها الحدودية مع أذربيجان والغارات التي تتعرض لها مواقع ميليشياتها في سوريا والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها، إضافة إلى والمواجهات الداخلية.

وبحسب المسؤول نفسه، لا تهتم روسيا إلا بمصالحها الخاصة، وإشراك إيران في الاجتماعات المقبلة "ما هي إلا لرفع العتب، لأن الروس توصلوا مع الاتراك إلى تفاهمات من دون الحاجة إلى الإيرانيين، ومن دون أخذ المصالح الإيرانية في الحسبان".

وتستثني الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية إيران، ويدعى الإيرانيون إلى اجتماعات يعقدها ممثلون أدنى رتبةـ وتتوسل إيران بوتين والاتراك كي تشارك في هذه الاجتماعات من دون جدوى. يقول المسؤول الإيراني: "تقدر خسائرنا في سوريا بالمليارات، ولا يرى أحد في طهران أو دمشق أي أفق لاستعادة ما صرفته إيران في سوريا من نفط وسلاح وتدريبات، واستثناؤها من المحادثات يعني أن تذهب استثماراتها أدراج الرياح، وهذا ما لن يقبل به النظام الإيراني الذي لا يقبل الخسارة".

وختم المسؤول الإيراني لـ "إيلاف": "بدأنا نفهم الآن اللعبة الروسية على حقيقتها".