إيلاف من لندن: أثارت صور الخميس تجمع سفراء السعودية وسوريا وايران في العراق خلال مأدبة افطار بمقر السفارة الايرانية في بغداد تفاعلًا على منصات التواصل الاجتماعي.
واظهرت الصور التي اطلعت عليها "إيلاف" السفير السعودي عبد العزيز الشمري يتوسط السفيرين السوري صطام جدعان الدندح والايراني محمد آل صادق في العراق التقطت لهم بمقر السفارة الايرانية في بغداد خلال مأدبة افطار رمصانية مساء الاربعاء ونشرها الاعلام الايراني .

تفاعل واسع
وقد تلقى ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة على تويتر وفيسبوك ظهور السفراء الثلاثة في جلسة واحدة بعد سنين من الجفاء او العداء الذي ساد العلاقات بين بلدانهم الثلاثة خلال السنوات الاخيرة بتعليقات مرحبة ومشككة.
ومن بين مواقف وآراء الناشطين فقد رحب الناشط كاظم جبار باجتماع "الاشقاء".. فيما اعتبر جليل مجيد ان هذا الحدث لن يدوم.. لكن الناشطة سهير النعيمي قالت ان الاجتماع تحقق بعد جهود عراقية.
من جانبه علق الدكتور عاصم الجبوري بالقول "يبدو ان عزلة ايران الدولية دفعتها لاتجاهات جديدة لكن هل يدوم هذا".. فيما كتب نزار الخفاجي "ايران تجمع العرب" فرد عليه جميل لافي بالقول "ان العكس هو الصحيح"!.

اعادة العلاقات بعد قطيعة خمس سنوات
ويأتي هذا اللقاء للسفراء الثلاثة بعد إلاعلان في العاشر من الشهر الحالي عن عودة العلاقات بين السعودية وايران بوساطة صينية.
واعلنت السعودية وإيران والصين في بيان مشترك استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران بوساطة صينية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين.
ومن المنتظر أن يجتمع وزيرا خارجية السعودية فيصل بن فرحان وإيران حسين أمير عبد اللهيان خلال شهر رمضان الجاري، وفق ما اتفقا خلال اتصالين هاتفيين مؤخرا وذلك عقب إعلان عودة العلاقات بين البلدين.
واعتبر العراق الاتفاق السعودي الايراني اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وأعادة فتح سفارتيهما المغلقتين منذ عام 2016 بمثابة دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان ان المساعي التي بذلتها الحكومةُ العراقيَّة في هذا الإطار عبر استضافة بغداد لجولات الحوار بين الجانبين وما رسَّخَتهُ من قاعدة رصينة للحوارات التي تلت عبر سلطنةِ عُمان وجمهوريَّة الصين الشعبيَّة وصولاً للحظة الاتفاق الذي سينعكس على تكامل العلاقات بين الجانبين ويُعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة بهدف إطار يحقق تطلُّعات جميع الأطراف ويُؤذِن بتدشين مرحلة جديدة".

حوارات برعاية عراقية
يشار الى ان السعودية وايران استأنفتا اواخر ابريل 2022 جلسات الحوار بينهما في بغداد، بعد توقف أشهر، مع عقد لقاء بين ممثلين للخصمين الإقليميين ضمن الجهود الهادفة لتحسين العلاقات المقطوعة بينهما منذ مطلع عام 2016 بعد ان اجرى البلدان في عام 2021 أربعة لقاءات حوارية بهدف تحسين العلاقات استضافها العراق بتسهيل من رئيس وزرائه السابق مصطفى الكاظمي.
ضمت جلسة الحوار ممثلين لأمانة المجلس الأعلى للأمن القومي في ايران ورئاسة الاستخبارات السعودية. وقال مصدر ايراني ان اللقاء جرى في جو إيجابي ما يدفع إلى "تفاؤل باستئناف العلاقات الثنائية".
وبدأت جلسات الحوار بين البلدين في أبريل 2021 بتسهيل من الكاظمي الذي تربطه علاقات جيدة بالجانبين اللذين يعدان أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، لكنهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية وأبرزها النزاع في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قد رحّب في مارس الماضي بتصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن علاقات الجوار بين المملكة وإيران، معتبرا أنها تظهر رغبة الرياض في استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
وخلال الأيام الماضية نقلت منصات إعلامية إيرانية تبادل سفراء السعودية وإيران في عدد من الدول دعوات الإفطار في رمضان.
ومنذ أوائل 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها "الإرهاب".