فلسطينيون يتفقدون المنزل المدمر حيث قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة فلسطينيين خلال اقتحام البلدة القديمة في نابلس بالضفة الغربية المحتلة (4 مايو/أيار 2023)
EPA
شهدت نابلس غارات ومداهمات متكررة من قبل القوات الإسرائيلية خلال العام الماضي

قالت القوات الإسرائيلية إنها قتلت مسلحيْن فلسطينييْن متهميْن بإطلاق النار وقتل سيدة بريطانية إسرائيلية وابنتيها في الضفة الغربية المحتلة الشهر الماضي.

وقتل مسلح ثالث يزعم أنه ساعد الاثنين، خلال المداهمة في مدينة نابلس.

كما أصيب عدد من الفلسطينيين في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.

وقُتلت لوسي دي، 48 عاماً، وابنتيها رينا، 15 عاماً، ومايا 20 عاماً، في هجوم في غور الأردن في السابع من أبريل/نيسان.

وكان أفراد العائلة مسافرين لحضور حدث بمناسبة عيد الفصح اليهودي، عندما فتح مسلحون النار على سيارتهم بالقرب من مستوطنة الحمرا، على بعد 16 كيلومتراً غرب نابلس.

آمال السلام الفلسطيني-الإسرائيلي بعيدة كل البعد عن الواقع

عائلة فلسطينية تبحث عن حق ابنها الذي قتله مستوطنون

عرين الأسود: ماذا نعرف عن المجموعة الفلسطينية التي تقلق إسرائيل

تحطمت سيارتهنّ وأطلق المسلحون النار مرة أخرى من مسافة قريبة.

وتوفيت كل من رينا ومايا في مكان الحادث، بينما توفيت الأم لوسي في المستشفى بعد ثلاثة أيام.

وكانت عائلتهنّ انتقلت إلى إسرائيل من المملكة المتحدة قبل تسع سنوات وعاشت في مستوطنة إفرات بالضفة الغربية.

وفي المداهمة التي بدأت في الصباح الباكر يوم الخميس في نابلس، دخل أكثر من 200 جندي إسرائيلي المدينة القديمة، مستخدمين صواريخ محمولة على الكتف ومضادة للدبابات وقنابل صوتية أطلقت من طائرات بدون طيار.

وقال السكان إنهم سمعوا دوي انفجارات بينما كان الناس يستعدون للذهاب إلى العمل ويغادر الأطفال منازلهم للذهاب إلى المدرسة.

وفي خارج البلدة القديمة، ورد أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على فلسطينيين كانوا يحاولون صدّ الآليات العسكرية من خلال رشقها بالحجارة.

وقال مسعفون إن أربعة أشخاص نقلوا إلى المستشفى، اثنان منهم أصيبوا برصاص في الساقين وأن العشرات أصيبوا جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنه كان من بين المتضررين تلاميذ في مدرسة قريبة.

وقال فواز بيطار، وهو مسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني، لبي بي سي، إن أطقم العمل التي كانت ترتدي سترات تحمل علامات واضحة تدل على هويتها، لم تتمكن من الوصول إلى موقع المبنى المتضرر لمدة ساعة ونصف لأن القوات الإسرائيلية كانت تستهدفهم بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

ومن جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته استهدفت شقة كان يختبئ فيها "قتلة ليا [اسم لوسي العبري] ومايا ورينا دي".

وعرّفتهم على أنهم حسن قطناني ومعاذ المصري وقالت إنهما عضوان في حركة حماس الفلسطينية.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الرجلين قتلا في تبادل لإطلاق النار إلى جانب مقاتل كبير في حماس، كان ساعدهما على الهروب من موقع هجوم الشهر الماضي، واسمه إبراهيم جبر. وقال الجيش إنه تم العثور على ثلاث بنادق هجومية داخل الشقة.

ومن جهتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ثلاثة فلسطينيين لقوا حتفهم، لكنها لم تتمكن على الفور من التعرف على اثنين منهم، بسبب خطورة إصاباتهم.

وأكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لاحقاً أن قطناني والمصري وجبر ينتمون للحركة وأنهم وراء الهجوم الذي قتل لوسي دي وبناتها.

ورفع المشيعون أعلام حماس الخضراء في جنازة الرجال الثلاثة التي حضرها المئات.

قال الحاخام ليو دي، أرمل لوسي، في بيان إنه وأطفالهما الثلاثة الباقين على قيد الحياة "شعروا بالارتياح لسماع أن قوات الأمن الإسرائيلية قد قضت على الإرهابيين الممولين من إيران المسؤولين عن جرائم قتل لوسي ومايا ورينا".

وأضاف "تم ذلك بطريقة لا تعرّض حياة الجنود الاسرائيليين ولا المدنيين الفلسطينيين الأبرياء للخطر".

وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بقواته الأمنية لإظهارها أنه سيتم العثور على المهاجمين في النهاية و"يدفعون الثمن".

وقال: "رسالتنا لمن يؤذينا ومن يريد أن يؤذينا هي أنه سواء استغرق الأمر يوماً أو أسبوعاً أو شهراً، يمكنك أن تكون على يقين من أننا سنقوم بتسوية الحسابات معك".

ومن جهته، ندد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، بالعملية الدامية في نابلس وقال إنه يحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن "هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني"، بحسب وكالة وفا الرسمية للأنباء.

وأصبح وسط نابلس معقل لمجموعة عرين الأسود خلال العام الماضي، وشهدت المدينة عمليات متكررة من قبل القوات الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل مدنيين ومسلحين، مع استمرار موجة الهجمات الفلسطينية المميتة التي تستهدف الإسرائيليين.

يرى العديد من الفلسطينيين أن الجماعات المسلحة الناشئة في نابلس وجنين هي إحدى الأشكال الفعالة الوحيدة "لمقاومة الاحتلال العسكري الإسرائيلي، الذي دخل عامه السادس والخمسين".

وفقدت السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب والتي يعتبرها كثير من الفلسطينيين العاديين ضعيفة وغير فعالة، السيطرة الأمنية على الجماعات المسلحة في معظم شمال الضفة الغربية. ويبدو أن المحاولات المدعومة من الولايات المتحدة لتعزيز قبضة السلطة الفلسطينية قد فشلت حتى الآن، بينما تنتقد جماعات حقوق الإنسان إسرائيل لاستخدامها المتكرر للقوة المفرطة في مناطق مدنية خلال استهدافها للمسلحين.

وفي حادث منفصل يوم الخميس جنوب نابلس، قتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص امرأة فلسطينية بعد أن طعنت جندياً إسرائيلياً في بلدة حوارة. وقال الجيش الإسرائيلي إن الجندي أصيب بجروح طفيفة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن المرأة واسمها إيمان عودة، أصيبت برصاصة في صدرها وتوفيت متأثرة بجراحها بعد نقلها إلى المستشفى.

ومنذ بداية هذا العام، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 100 فلسطيني، فيما قتل 18 إسرائيلياً وأوكراني وإيطالي في هجمات شنها فلسطينيون.