منذ عام2014، يشغل ناريندرا مودي المولود عام1950 خطة رئيس الوزراء في الهند. ويمكن أن يظل في نفس المنصب بعد انتخابات عام2024.
وهو معروف بموالاته التي تكاد تكون مطلقة للهندوس، مظهرا دائما ارتيابا وحذرا من القوميات، ومن الأقليات الأخرى العرقية والدينية.

وفي مقال بعنوان: المسلمون في مُصوّب ناريندرا مودي"، تقول مجلة Le courrier de l’Atlas بإن الهند التي تعد من أكثر البلدان ديمقراطية في العالم، والذي يضمن دستورها الذي يعود إلى سنة1942، الحرية والمساواة لجميع الأقليات العرقية والاثنية والدينية، تبدو في ظل حكم رئيس الوزراء ناريندرا مودي مهددة بفقدان هذه الخاصيات التي تميزت بها على مدى تاريخها المعاصر.

ويقول الفرنسي جيل بوكيرا، المتخصص في شؤون الهند، والذي أصدر مؤخرا كتابا بعنوان: "الهند من خلال مائة سؤال" بإن المسلمين الذين يبلغ عددهم 180مليون نسمة قد يواجهون مصاعب كثيرة مستقبلا، لأن ناريندرا مودي أكثر راديكالية من كل سابقيه، وأنه هندوسي لا يخفي حذره من المسلمين لأنهم في اللاوعي الجماعي يمثلون منذ عام 1947 التطرف والعنف، وباكستان الأخت العدوة.

ومثل كل وزرائه ومساعديه الذين اختارهم لقيادة البلاد، ينتمي ناريندرا مودي إلى منظمة شبه عسكرية تأسست عام1925، على غرار التنظيمات الفاشية، لترويج فكرة العرق الهندوسي.

وقد قامت هذه المنظمة اليمينية المتطرفة بإعداد بنود في برنامجها السياسي تخص التعامل مع المسلمين، معتبرة إياهم "معادين للهندوس". لذا يتوجب الحذر منهم، ومحاربتهم إن لزم الأمر قبل أن "يلتهموا البلاد والعباد" كما جاء في أحد تقارير المنظمة المذكورة.

وفي عام 2019، استجابة للهندوس، لم تعد كشمير ذات الأغلبية المسلمة، تتمتع بالاستقلال الذاتي، بل "جزءا من الوطن الأم" بحسب ناريندرا مودي.
وقد مثّل هذا القرار ضربة موجعة للمسلمين.

ويقول صحافي في جريدة: Time of India بإن الحكومة الهندية قررت الرفع في مستوى الحضور العسكري في كشمير من دون استشارة البرلمان. كما أنها قامت باعتقال ما يقراب8000 من سكان كشمير من دون تحديد واضح لأسباب الاعتقال. ومستقبلا يمكن لأي هندي أن يستقر في كشمير لكي يصبح الهندوس الأغلبية الساحقة من سكانه. كما أن كشمير أصبحت منطقة مغلقة بالنسبة للصحافيين المحللين والأجانب. وبسبب ذلك، لم يعد أحد يعرف ما يحدث هناك.

وفي عام 2019، سنّت حكومة ناريندرا مودي قوانين تسهِّل على الأفغان والباكستانيين والبنغال المقيمين في الهند منذ عشر سنوات الحصول على الجنسية الهندية، شرط ألاّ يكونوا مسلمين. وهناك ميليشيات فاشية مثل "شيف سينا" تنشط بشكلٍ علني معتدية على المسلمين في وضح النهار من دون أن تقوم الحكومة بأي ردة فعل على ذلك.

وفي جامعة بقلب العاصمة نيو دلهي، قام طلبة هندوس بالاعتداء بالعنف على طلبة وعلى أساتذة من غير جنسيتهم، وأغلب هؤلاء كانوا مسلمين.

وفي مقاطعة "غوجارات"، هاجمت ميلشيات هندوسية محلات المسلمين التجارية ومساجدهم وبيوتهم، مشعلة النيران في العديد منها. وكان أولئك الهندوس يرددون نشيدا حماسيا بقول: "يوم يستيقظ الهندوسي، فإن النتيجة النهائية سوف تنطق وحدها بالحقيقة. والرجل الذي يضع الطاقية على رأسه سوف يقول هندوستان ثم يطأطأ رأسه وينظر إلى الأرض ذليلا ".
ويقول أحد الهندوس: "حين نسمع مثل هذه الأناشيد يلتهب حماسنا لقتل كل المسلمين".