إيلاف من لندن: انتهى اجتماع للحزبين الكرديين الرئيسيين في العراق الاحد من دون حل جميع القضايا الخلافية بينهما مشيرين الى أن بعض القضايا تحتاج إلى نقاشات أكثر في اجتماعات مقبلة".

وقال المكتبان السياسيان للحزبان الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني في بيان اليوم حصلت "ايلاف" على نصه في ختام اجتماع مشترك في مصيف صلاح الدين بالقرب من أربيل عاصمة الاقليم أن "مسألة إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها (في 18 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل) وعدة مسائل تتعلق بالوضع في كردستان والعلاقة الثنائية بين الجانبين كانت من محاور الاجتماع.. مؤكداً وجود "تفاهم جيد بشأن الكثير من القضايا".. مستدركاً بالقول "سيتم البت في مسائل أخرى تحتاج إلى نقاشات أكثر في الاجتماعات المقبلة" من دون توضيح ماهية هذه المسائل الامر الذي يشير الى استمرار الخلافات بينهما حول قضايا عدة.

قطيعة واتهامات
والاحد الماضي عقد الحزبان الكرديان اجتماعاً أنهى قطيعة بينهما استمرت ثلاثة أشهر حين سحب حزب الاتحاد فريقه الوزاري مقاطعاً حضوره اجتماعات حكومة الإقليم التي وصفها بأنها "أسوأ الحكومات في تاريخ الإقليم الذي يدفع ثمن سياستها غير الشفافة في إدارة قطاع النفط" ما دفع رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني في رسالة وجهها إلى المواطنين إلى اتهام حزب الاتحاد بـ"خلق عقبات أمام حكومة إقليم كردستان والتسبب بعدم جمع الواردات بشكل سليم في مناطق نفوذه"
وحمّله "مسؤولية الأوضاع المالية المزرية في السليمانية وتوابعها السياسية".
ورد حزب الاتحاد باتهام قال فيه إن "السليمانية فُرض عليها الحصار من خلال عدم إرسال مستحقات المحافظة المالية وتأخر إطلاق رواتب موظفيها والتخطيط لتقليل إيرادات السليمانية لخلق البلبلة في المدينة".
كما اتهم الحزب الديمقراطي الاتحاد الوطني بالمسؤولية عن اغتيال ضابط المخابرات هاوكار عبد الله رسول مما أدى إلى سلسلة من الحوادث التي أفسدت ترتيبات تقاسم السلطة لكن الاتحاد نفى بشدة هذه الاتهامات وقال إنها ذات دوافع سياسية.
واضافة الى ذلك تتهم الأوساط الحزبية في الاتحاد الوطني رئيس حكوة الاقليم مسرور بارزاني بمحاولة تشكيل قوة مسلحة يقودها القيادي السابق في حزب الاتحاد لاهور شيخ جنكي في السليمانية قوامها ألف مسلح تحت اسم العقرب (دوبشك) لزعزعة الأوضاع في السليمانية المعقل الرئيس لحزب الاتحاد.
وشكلت خلافات الحزبين مصدراً للقلق بالنسبة للدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة التي تقدم الدعم لكلا الفصيلين وتمثل أحدث هذا الدعم في جهود التصدي لتنظيم داعش.
ويدور صراع على النفوذ منذ فترة طويلة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وبين شريكه الأصغر في الائتلاف الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل جلال طالباني.
وترى مصادر سياسية عراقية إن الخلاف يصرف الانتباه عما يجب أن تفعله الحكومة لمعالجة مشاكل الخدمات العامة ومعدلات البطالة المرتفعة في منطقة غنية بالنفط والغاز.

حافة الهاوية
والخميس الماضي قالت رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت في احاطة عن آخر التطورات في العراق أمام مجلس الامن الدولي في نيويورك ان الخلافات بين الحزبين الكرديين الحاكمين في اقليم كردستان خلال الأشهر الأخيرة قد دفعت الإقليم إلى حافة الهاوية ولقد كانت هناك أسباب وجيهة لوصف الوضع السياسي (من قبل الكثيرين) بالمتهور وغير المسؤول على نحو متزايد.
وقالت "إننا نعتقد اعتقاداً راسخاً بأن الخلافات المالية والإدارية والأمنية والانتخابية المعلقة كان بالإمكان معالجتها منذ أشهر مضت لكن الرغبة في التوصل إلى حل توافقي كانت غائبة تماماً - لفترة طويلة جداً ".
ونوهت الى انه مع ذلك، فإن الجهود المتكررة التي بذلها رئيس الإقليم، (نجيرفان بارزاني ) فضلاً عن آخرين للعمل على إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات .. وعبرت عن الامل بأن تكثف الأطراف جهودها الآن وتتجاوز الخلافات وتعمل لخدمة مصالح جميع الناس. ومن نظرة واحدة إلى تاريخ أو جغرافية إقليم كردستان، يتضح لدينا مدى الحاجة الملحة إلى التوصل لحلول مستدامة.
واشارت الى ان إن انتخابات الإقليم البرلمانية قد تأخرت كثيراً إذ كان من المقرر بداية أن تعقد في تشرين الأول اكتوبر من عام 2022، والآن قام رئيس الإقليم بتحديد موعد الانتخابات بعد مشاورات مع جميع الأحزاب، في 18 تشرين الثاني نوفمبر المقبل .
وحذرت الأحزاب الكردية بأن الوقت عامل جوهري ويجب التوصل بصورة عاجلة إلى اتفاق بشأن المسائل الانتخابية المعلقة فإن تأجيلاً آخر سيلحق الضرر بثقة الجمهور.