علما الجزائر والمغرب.
Twitter @mshinqiti
الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ عام 1994 بعد هجمات فندق "أطلس أسني" بمراكش.

تراشقٌ بالاتهامات وانفعالٌ غير مسبوق تشهده مواقع التواصل الاجتماعي المغربية والجزائرية، وصل صداها إلى الحسابات العربية المختلفة.

وتفاعلت بعض الحسابات والشخصيات العربية لتذكر الجزائريين والمغاربة بالأخوة التي تجمع بينهما كبلدين جارين وشقيقين.

ويعزو المتابعون الخلاف الدائر بين الشعبين إلى أسباب تاريخية وسياسية قديمة، لكن زادت بعض الأحداث خلال السنوات الأخيرة من تفاقم هذا الأمر.

"نقطة اللاعودة"

يتصدر وسم #نقطة_اللاعودة حديث مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، وهو اقتباس من مقابلة سابقة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إذ تحدث فيها أن العلاقات مع المغرب وصلت إلى مرحلة اللارجوع.

ووصل الأمر مع بعض المغردين إلى المطالبة ببناء جدار عازل يفصل بين المغرب والجزائر، مع مراجعة مدة الإقامة المسموحة لمواطني المغرب، وفق تعبيرهم.

واتهم آخرون المغرب بمحاولة سرقة التاريخ والتراث الجزائري، وأن التحرك الجزائري الأخير ضد المغرب يأتي "لكشف شبكة التضليل الإعلامي" كما تصف هذه التغريدة.

قضية عبد الصمد ناصر

جاءت الأنباء المتعلقة بقضية الاستغناء عن خدمات المذيع المغربي في قناة الجزيرة عبد الصمد ناصر، لتصب مزيداً من الوقود على النار المشتعلة في وسائل الإعلام بين الطرفين.

واعتبر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن فصل المذيع جاء على خلفية مجموعة تغريدات تحدث فيها عن واجب الدفاع عن المغرب أمام "تهجم" الإعلام الجزائري على المغرب وتعرضه للنساء المغربيات.

وربط المغردون بين تغريدة عبد الناصر وتقرير بثة التلفزيون الجزائري هاجم فيه المملكة المغربية واعتبر أن النظام فيها عالق في القرون الوسطى وأن المملكة تقع على حافة الهاوية، وذكر أن القوات المغربية حاولت "احتلال أجزاء من الجزائر" وأنها "احتلت الصحراء الغربية عام 1975 من إسبانيا التي تُعتبر قوتها المديرة" وفق التقرير.

وتداول رواد المواقع مقطعاً مصوراً للمذيع ناصر يطالب فيه جميع الصحفيين والمثقفين المغاربة بالتصدي للحملة الإعلامية والسياسية الشرسة على المغرب، معتبراً أنه فرض عين على كل شخص من موقعه.

وبدوره لم يعلق المذيع ناصر حول قرار شبكة الجزيرة، لكنه شكر عبر حسابه في تويتر المتعاطفين معه واصفاً بأنه عاجز عن وصف تأثره وسروره بمحبة الناس ودعائهم له.

كما لم تصدر قناة الجزيرة أي توضيح رسمي بشأن أي إجراء تم اتخاذه مع المذيع عبد الصمد ناصر.

دعوة للأخوة

نشر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي عبر حسابه على تويتر أنه "يتابع مواقف التأجيج ونشر الاحتقان" معتبراً أن ذلك "يعمق الخلاف بين الشعبين الكريمين العزيزين المغربي والجزائري"، كما حذر من الفتن وما وصفه "اللعب بالنار" قائلاً: "لا مجال لأي تصعيد وكلنا مع الحوار وترك الشجار وأهله".

كما قال أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر محمد المختار الشنقيطي إن: "ثقافة الكراهية المتنامية بين الأشقاء في المغرب والجزائر أمر يُدْمي القلب ويبعث على الأسى" معتبراً أن منصات التواصل الاجتماعي تحولت إلى منابر لانتهاك الأعراض الجماعية بين الشعبين الشقيقين، بتشجيع من نخب سياسية قصيرة النظر على حد وصفه.

كما دعا الدكتور حسام يوسف في تغريدة لاقت تفاعلاً كبيراً إلى اتحاد شعبي الجزائر والمغرب ونسي الخلافات، على أساس وحدة التاريخ والدين والمصالح.

إلا أن هذه الحملة قابلتها بعض الحسابات الجزائرية بالتشكيك، معتبرة أنها وسيلة للضغط على الجزائر بأسلوب النظر إلى نصف الكأس الفارغ فقط.

واعتبر الإعلامي الجزائري أن تزامن التغريدات التي تدعو إلى الأخوة بين البلدين ليست إلا خوارزميات "اختارت اللعب على وتر المصالحة في توقيت متزامن بنفس الخطاب" على حد تعبيره.