إيلاف من لندن: اكد رئيس الحكومة العراقية لوزير خارجية سوريا الاحد حرص بلاده على وحدة بلاده.. فيما اكد الرئيس رشيد أهمية التنسيق بين البلدين في المحافل الاقليمية والدولية.

وخلال اجتماع عقده مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بغداد اليوم فقد بحث وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مختلف أوجه العلاقات بين بلديهما وسبل تطويرها ونقل دعوة الرئيس بشار الاسد له لزيارة دمشق "من أجل البحث في مزيد من آفاق التعاون الثنائي وتنسيق العمل المشترك، نحو ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة كما قال مكتب المسؤول العراقي في بيان تابعته "ايلاف".

وشدد السوداني على "أهمية وحدة الأراضي السورية بالنسبة للعراق وترابط الأمن الوطني العراقي بأمن سوريا".. مؤكدا "الاستعداد التامّ لمساعدة الشعب السوري في تجاوز معاناته وأزماته".

من جانبه أعرب المقداد عن "دعم بلاده لدور العراق المحوري في المنطقة وجهوده لتوطيد العلاقة بين الأشقاء العرب وبين دول المنطقة".. مؤكداً "الرغبة في العمل المشترك لمواجهة التحديات المشتركة وتبادل المعلومات في ما يتعلق بمكافحة المخدرات والإرهاب ورعاية ملف اللاجئين".

وأعرب عن "تقدير حكومة بلاده لمواقف العراق الداعمة لسوريا في مواجهة الأزمات وفي استضافته عدداً كبيراً من المواطنين السوريين" البالغ عددهم حول ربع مليون مواطن.

تنسيقٌ إقليمي ودولي
ولدى اجتماع المقداد مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد اليوم فقد أكد الاخير ضرورة تعزيز علاقات بلديهما وتوثيقها في مختلف المجالات وبما يخدم مصالحهما وكذلك التشاور والتنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية وأهمية دور العراق في حل المشاكل في المنطقة، لافتا إلى ضرورة التعاون من أجل ملاحقة فلول الإرهاب وضبط الحدود ومكافحة المخدرات بما يرسخ الأمن والاستقرار كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "ايلاف".

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد مجتمعا في بغداد الاحد 4 يونيو 2023 مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد (الرئاسة)

وأشار رشيد إلى أن تأكيدات العراق المستمرة لاهمية عودة مقعد سوريا في الجامعة العربية كانت تنطلق من ادراكه بأهمية ذلك على صعيد المنطقة ككل كما بذل أقصى جهوده من أجل تحقيق مشاركتها في القمة العربية الأخيرة.
من جانبه ثمّن الوزير المقداد دور العراق الدبلوماسي اللافت من أجل إعادة مقعد سوريا إلى الجامعة العربية، مشيرا الى تطلّع سوريا لتعزيز العمل المشترك لمواجهة الإرهاب وتعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري.

تنسيقٌ لمواجهة الارهاب والمخدرات
وفي وقت سابق اليوم قال وزير الخارجية السوري انه بحث مع نظيره العراقي فؤاد حسين تنسيق جهود البلدين لتأمين الحدود المشتركة ومكافحة الارهاب والمخدرات ورفع العقوبات الدولية عن بلده.
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد وتابعته "ايلاف" فقد وصف المقداد الذي وصل الى بغداد أمس علاقات البلدين بأنها استراتيجية في مختلف المجالات.
وشدد الوزير السوري على ان بلاده تؤمن بالتنسيق السياسي والعسكري والاقتصادي مع العراق وضرورة إنهاء الوجود الإرهابي في الشمال الغربي من سوريا وتحديدا بمحافظة أدلب المتمثلة بتنظيم داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الأخرى وكذلك في الجانب الشمال الشرقي من سوريا.
ومن جهته أكد وزير الخارجية العراقي على دعم بلاده لاعادة سوريا الى وضعها الطبيعي ضمن الجامعة العربية .. موضحا ان العراق مستمر في طرح معاناة الشعب السوري في كل اجتماعاته الدولية.
واشار الى ان سوريا والعراق ينسقان ويتعاونان في محاربة تجار المخدرات ومن المؤمل العمل مع الدول المحيطة ايضا بهذا الشأن.

وحذّر الوزير العراقي من ان الوضع الإنساني في سوريا صعب جدا ويحتاج إلى حراك إقليمي ودولي لمعالجته.. مشيرا الى ان العراق سيتحرك ايضا خلال المرحلة المقبلة لإيصال المساعدات الإنسانية الى سوريا.

ضبط الحدود المشتركة
وقبيل ذلك أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن العراق وسوريا يسعيان إلى ضبط الحدود المشتركة ومنع تسلل الإرهابيين.
وقال في تصريح بثته الوكالة الرسمية وتابعته "ايلاف" إن "العراق يدعم مسار تحقيق السلم الأهلي في سوريا وكل المفاوضات المتعلقة بهذا الشأن وهو يرى بضرورة حل الازمة السورية سياسياً وليس عسكرياً.
وأضاف أن "العراق وسوريا يسعيان الى تعزيز الجهود الثنائية لضبط الحدود المشتركة ومنع تسلل الارهابيين وتبادل المعلومات الاستخباراتية لضمان امن واستقرار الحدود".
وأشار إلى أن "العراق يدعم مواصلة التشاور السياسي وتنسيق المواقف فيما يخص مختلف الاحداث على الساحة الإقليمية والدولية".
وكان العراق قد أسهم بشكل فاعل في عودة سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية في السابع من الشهر الماضي وهو من بين دول قليلة في المنطقة ظل مرتبطا بعلاقات رسمية مع سوريا في وقت واجهت عزلة دولية منذ اندلاع الحرب الأهلية فيها قبل 12 عاما.