"الفلسطينيون تحت رحمة المستوطنين الاسرائيليين"، ذلك هو عنوان التحقيق الذي نشرته جريدة "لوموند" الفرنسية في عددها الصادر يوم السبت الموافق للثالث والعشرين من شهر يونيو-حزيران من العام الحالي.

ويبدأ التحقيق على النحو التالي: "تهيم ربيعة حجازي بين قطع البلور المهشمة، وبين الكنبيات المحترقة في باحة بيتها بوسط الضفة الغربية. وللجيران الذين جاءوا لمواساتها، قالت: "الشكر لله لأن الأطفال لم يكونوا في الغرفة".

ويقول التحقيق إن بضع مئات من المستوطنين الاسرائيليين قاموا ظهيرة يوم الأربعاء الموافق للحادي والعشرين من شهر حزيران-يونيو من العام الحالي بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين. وكانوا مسلحين، والبعض منهم كانوا يضعون أقنعة على وجوههم مثل عصابات الـ"كو كلوكس كلان" الأميركية.
وقد تمثلت أعمال العنف في احراق عشرات المنازل، والحقول، والسيارات.

وكانت ربيعة حجازي في بيتها مع طفلها البالغ من العمر سبع سنوات لما سمعت ضجّة غريبة. وحين خرجت وجدت نفسها أمام رجلين، واحد منهما كان مسلحًا بعصا. وفي الحين انهالا ضربا على الصبي. وبعد ذلك تمت محاصرة منزلها فاختبأت في بيت الحمّام مع ابنها بينما كان بيتها يحترق. عند اشتداد الخطر، تمكنت من الخروج من المرأب.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قام بقصف جنين يوم الاثنين الموافق للتاسع عشر من الشهر المذكور لتكون الحصيلة سبعة قتلى بينهم مراهقان في الخامسة عشرة من عمرهما، و90جريحا.

وفي اليوم التالي قام فلسطينيون بهجوم على محطة خدمات، وقتلوا أربعة اسرائيليين. وردا على هذا الهجوم، أحرق المستوطنون في مساء نفس اليوم سيارات وحقولا، وهجموا على منازل وعلى محلات تجارية فلسطينية في الضفة الغربية. وأمام تدهور الأوضاع الأمنية، اكتفى بنيامين نتنياهو بالقول: "يتوجب على المواطنين الإسرائيليين الامتثال للقانونّ، ثم أمر ببناء مستوطنات جديدة."

وتقول جريدة "لوموند" إن المستوطنين المدعومين من اليمين المتطرف، يفتكون بقوة السلاح حقول الفلسطينيين وأغنامهم بحماية من الجيش. في آخر التحقيق تضيف قائلة: "عندما لا تقوم قوة محتلة بحماية السكان، فإن ذلك يكون بمثابة جريمة حرب بحسب القانون الدولي".