ايلاف من القدس: يقول الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئيل هجاري في حديثٍ خاص لـ"إيلاف" إن العملية في مخيّم جنين لن تستمر اكثر من يومين، مشيرًا إلى أن الجيش اخذ بالحسبان كل السيناريوهات، ويعمل بحسب خطة مدروسة مع استخباراتٍ دقيقة.

وعن العملية التي بدأت فجر الاثنين بعيد انتهاء عيد الاضحى في مخيم جنين، يوضح أن "الجيش" استخدم القصف الجوي من مسيّرات وبشكلٍ دقيق مستهدفًا غرفة عمليات للتنظيمات المسلحة في المخيم، وتحديدًا تلك التي أُقيمت_ بحسب قوله_ بجانب مدرسة لوكالة غوث اللاجئين وعيادة ومركز توزيع للأغذية.

ويضيف: لقد ركّز الجيش الإسرائيلي على اصابة المبنى من الشبابيك دون إحداث أضرار للمنشآت المدنية حول المبنى الذي ضمّ مسلحين وأسلحة ومركز حراسة ورصد ومراقبة.

ويؤكّد "هجاري" ان هدف هذه العملية ليس المسّ بالسلطة الفلسطينية ولا بقواتها الأمنية، انما ضرب ما أسماه بـ"الارهاب الذي ينطلق من مخيم جنين"، موضحًا ان هؤلاء المسلحين في الضفة ينفذون عمليات ضد إسرائيليين ثم يهربون ويختبئون في مخيم جنين، ويجب ان يعرفوا أنهم ليسوا آمنين هناك كما توهموا.

استدراج الجيش
وإذ يتابع مؤكدًا على أن الجيش الإسرائيلي يراقب ويرصد ويعرف المخابئ والمنافذ، يقول: "لقد حاول المسلحون استدراجه ليقصف المسجد في المخيم، الا ان الجيش لم يفعل ذلك، بل دخلت قوات خاصة إلى هناك واكتشفت مخازن أسلحة وعبوات ونفق ومخابئ للمسلحين".

ويشير إلى أن "استخدام المسيّرات والقذائف الصغيرة قللّ بشكلٍ كبير الإصابات والقتل بين المدنيين. فبحسب وزارة الصحة الفلسطينية قُتِلَ حتى الآن ثمانية مسلّحين وجُرِحَ عدد آخر بينهم مدنيين. وهذا يؤكد ان استخدام القصف الجوي بالمسيّرات اعتمادًا على الاستخبارات الدقيقة يؤتي بثمار جيدة، ويقلل عدد الإصابات في صفوف المدنيين والأبرياء".

عبوات ناسفة
ويوضح أن الجيش "قام بتجريف بعض الطرق والشوارع في المخيم بجنين لان المسلحين زرعوا عبوات تحت الإسفلت والباطون، ولم يكن أمامه إلا تجريف الشوارع والطرق لتفجير تلك الألغام والعبوات، ما أدى الى إعطاب بعض المنشآت المدنية والبنى التحتية وقطع التيار الكهربائي، لكن، إسرائيل سوف تساعد السلطة في تصليح الأعطال هناك".

عملية موضعية
عن امكانية الدخول في مواجهة على الجبهات الشمالية مع لبنان وسوريا والجنوبية مع غزة، يرى "هجاري" إلى ان إسرائيل لا تنوي القيام بذلك، وترى ان الآخرين لا يريدون ذلك. لكن، الجيش الإسرائيلي جاهز لكل طارئ.
ويضيف: هذه العملية موضعية، واستخدام المسيرات والإصابات الدقيقة وتفادي تدمير المنشآت المدنية والبيوت_ على غرار ما حدث في غزة مثلاً_ يساهم في تهدئة الأجواء ويمنع الآخرين من أخذ أي ذريعة للدخول الى المواجهة.
كما يؤكد "هجاري" أن مدينة جنين تعيش حياةً اعتيادية وأن آلاف العمال من جنين قد عبروا إلى إسرائيل صباح اليوم(الثلثاء) بالإضافة الى مئة ألف عامل فلسطيني دخلوا إسرائيل للعمل وان الحياة في مدن الضفة اعتيادية.

"استهداف الإرهابيين"
وإذ يؤكد "هجاري" أن هذه العملية تستهدف فقط المسلحين ومن أسماهم بـ"الإرهابيين"، يقول: لا نية لإسرائيل باحتلال جنين وتدميرها، أو بعملية عسكرية واسعة بالضفة الغربية.
ويرى ان هذه العملية ستساعد على استمرار الهدوء في الضفة لان مسلحي جنين من الجهاد الاسلامي وحماس يقومون بفرض الرعب على السكان. فجنين هي مركز تجاري كبير في الضفة ومئات الآلاف من عرب إسرائيل يتسوقون ويتبضعون ويتعاملون اقتصاديًا مع المدينة. لكن، استمرار اختباء المسلحين فيها يضرّ بالفلسطينيين الى جانب الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن إيران تموّل وتدرّب وتسلّح التنظيمات وخاصة الجهاد في جنين وتحوّل الاموال لهم إلى لبنان ومن هناك الى الضفة.

الجبهة الشمالية
أما عن الجبهة الشمالية واحتمال اشتعالها بحجة ما يحدث في جنين الى جانب خيمة حزب الله في مزارع شبعا، يقول "هجاري" إن الموضوع الآن لدى المؤسسات الدولية التي يجب ان تتعامل مع خرق حزب الله للخط الأزرق. وفي حال عدم التوصل لحلّ بإزالة الخيم، فإسرائيل دولة قوية وتعرف كيف ستتصرف.
ويتابع: "حزب الله يقوم بالاستفزاز لأنه يرى إسرائيل تبني جدارًا طويلاً تحت وفوق الأرض. وهذا سيمنع تصديق الدعاية بأن قوات الرضوان ستحتل الجليل او قرى حدودية. لذلك هم يقومون بهذا الاستفزاز في منطقة مريحة لهم، لأن مزارع شبعا سورية. كما أن لبنان يدعي السيادة هناك، وكل هذه المسرحية بلا جدوى".

مساعدة السلطة الفلسطينية
وفيما يشدّد "هجاري" على أن الهدف من عملية جنين اجتثاث الارهاب ومنع المسلحين من استهداف إسرائيل او الإسرائيليين، وأيضا مساعدة السلطة الفلسطينية التي تعاني من ارهاب هؤلاء_ على حد قوله_ لان الجهاد الاسلامي وحماس يعملون في الضفة لتقويض السلطة الفلسطينية الى جانب استهداف إسرائيل والإسرائيليين، يختم مؤكدًا على أن إسرائيل لن تتردد في القيام بأي عملية لضرب الإرهاب، لكن، لا نية لديها باعادة احتلال الضفة او أي مدينة فيها.