إيلاف من لندن: دعا القادة العراقيون خلال مباحثات مع وزير خارجية الكويت في بغداد الاحد الى حلّ القضايا العالقة بين البلدين وفق تفاهمات مُرضية لهما بالحوار واستمرار عقد اللجان المشتركة لهذه القضايا.

وخلال اجتماع لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح فقد تم بحث
العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها وتوطيد أواصرها في مختلف المجالات وزيادة مستويات التعاون والشراكة في المجالات الاقتصادية وعلى مستوى القطاع الخاص، وفرص التعاون بين رجال الأعمال كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية تابعته "ايلاف".
وأكد السوداني رغبة بلاده الجادة في تجاوز الملفات العالقة بين البلدين، بالشكل الذي يحفظ مصالح شعبيهما .. مشيرا إلى مضيّ الحكومة العراقية في العمل المشترك مع البلدان الشقيقة والمجاورة لضمان المصالح المشتركة.
من جانبه نقل الوزير الكويتي إلى السوداني رسالة خطّية من رئيس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح تشدد على رغبة بلاده في التواصل المثمر مع العراق وتعزيز العلاقات والشراكة لما فيه مصالح البلدين.

تفاهمات مرضية حول القضايا العالقة
ولدى استقبال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد للوزير الكويتي الصباح فقد أكد أهمية توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين وتعزيز التفاهم والتعاون البنّاء وبما يحقق المصالح المشتركة وتشجيع فرص الاستثمار والتجارة، مع ضرورة مواصلة التنسيق المشترك والعمل معاً لإيجاد تفاهمات مُرضية بشأن المسائل العالقة والوصول إلى حلول حاسمة تسهم في بناء مستقبل زاهر لشعبيهما كما قال بيان رئاسي تابعته "ايلاف".

من جانبه أشار الوزير الصباح الى ان مباحثاته في وقت سابق اليوم مع نظيره العراقي فؤاد حسين كانت مثمرة.. وقال"علاقاتنا متينة وقوية وستكون أفضل وستشهد إنجازات كبيرة".. مشيرا إلى العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والتطلّع لتعزيزها في مختلف المجالات.

لجنة عليا لترسيم الحدود البحرية
وقد اتفق البلدان اليوم على تشكيل لجنة عليا لاعادة ترسيم حدود بلديهما البحرية وبحثا استثمار حقولهما النفطية المشتركة واتفقا على فتح ملحقية تجارية في قنصلية الكويت بمحافظة البصرة العراقية الجنوبية.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكويتي الصباح في بغداد وتابعته "ايلاف" فقد اشار وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الى انهما قد بحثا تطوير العلاقات بين بلديهما وتسهيل الزيارات لمواطنيهما.
واتفقا على العمل لانهاء ملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.. موضحا انه قد تم خلال المباحثات الاتفاق على تشكيل لجنة عليا لإعادة ترسيمها .
أما وزير الخارجية الكويتي فقد اوضح انه قد تم خلال مباحثات اليوم الاتفاق على فتح ملحقية تجارية في القنصيلة الكويتية بمحافظة البصرة العراقية الجنوبية.
وأكد ان العراق والكويت يعملان على إنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية "خاصة بعد وجود تطابق في وجهات النظر مع الجانب العراقي".
واوضح ان مباحثاته مع نظيره العراقي "اثبتت وجود توافق كامل في وجهات النظر للقضايا العالقة وعلى رأسها ترسيم الحدود وقضية الصيادين ومواضيع عديدة لها تأثير على العلاقات بين البلدين.

استثمار حقول النفط المشتركة
يشار الى ان العراق والكويت يؤكدان باستمرار حرصهما على تحقيق أمن الحدود البرية المشتركة البالغ طولها 242 كيلومترا والاتفاق على الانتهاء من ترسيمها بحريًا. وخاصة مايتعلق منها بميناء خور عبد الله حيث تصدر اتهامات من برلمانيين عراقيين الى الكويت بين الحين والاخر بالتجاوز على حدود العراق البحرية خاصة في خور عبد الله.
وبعد 33 عامًا على الغزو العراقي للكويت عام 1990 وبعد 20 عامًا على عودة العلاقات العراقية الكويتية إلى طبيعتها بعد سقوط النظام العراقي السابق الذي نفذ عملية الغزو فأن ملف الحدود المشتركة بين البلدين يشكّل عائقًا أمام حلّ جميع الخلافات.
وكان مجلس الامن الدولي قد رسم آخر علامة للحدود المشتركة وفق قراره المرقم 833 في 27 أيار مايو 1993 وهي تقع في منتصف خور عبد الله وهناك جهود مشتركة للبلدين للانتهاء من الترسيم.
كما يهدف البلدان الى زيادة التبادل التجاري غير النفطي بينهما والبالغ 200 مليون دولار سنويا حاليا حيث يتطلع العراق إلى إنشاء منطقة صناعية وتجارية مشتركة مع الكويت لتطوير الشراكة الاقتصادية.
يذكر ان العلاقات العراقية الكويتية قد استؤنفت عام 2004 على مستوى قائم بالأعمال ثم عيّنت الكويت أول سفير لها في بغداد عام 2008 وفي عام 2010، سمّى العراق سفيراً له لدى دولة الكويت.
وكانت الكويت قد استضافت في عام 2018 مؤتمراً للمانحين لإعادة بناء العراق تعهدت خلاله الدول المشاركة فيه بتقديم مساعدات الى العراق تبلغ 30 مليار دولار على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات تقدم له من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب.