كابول: مُنعت عشرات الأفغانيات من مغادرة البلاد للدراسة في دولة الإمارات حيث حصلن على منحة، حسبما صرحت إحداهن لوكالة فرانس برس الخميس بعدما احتج كفيلهن الإماراتي على هذه الخطوة.

ليلى هي واحدة من نحو 30 امرأة حصلن على منحة من رجل الأعمال خلف أحمد الحبتور للدراسة في الإمارات، لكنهن منعن الأربعاء في اللحظة الأخيرة من الصعود الى الطائرة في مطار كابول.

وأوضحت أن رجالا يرتدون زيا رسميا قاموا في المطار بإبعادها مع أخريات حصلن على منح دراسية، مؤكدين لهنّ تلقيهم أوامر بمنع حاملي التأشيرات الطلابية من مغادرة البلاد.

ورفض مسؤولو طالبان التعليق على الموضوع ردا على سؤال لوكالة فرانس برس أو تأكيد وجود مثل هذه الأوامر.

وبعد عودة الحركة الإسلامية إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، منعت الاناث من الالتحاق بالمدارس الثانوية والدراسة في الجامعة. وقالت ليلى (22 عاما) التي كان يفترض أن تدرس الحقوق "كان أملنا الوحيد هو السفر إلى الخارج لمتابعة دراستنا".

وأضافت الشابة التي طلبت استعمال اسم مستعار خوفا من أعمال ثأرية "كانت فرصة استثنائية بالنسبة لنا، ولكن ككل شيء آخر، سلبت منا هذه الفرصة".

الحبتور
في مقطع فيديو نُشر الأربعاء على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، حثّ الحبتور الممول لدراسة الشابات، السلطات الأفغانية على السماح لهن بالمغادرة.

وأوضح الحبتور أن حوالي 100 شابة حصلن على منح دراسية بالتعاون مع جامعة دبي وأن العاملين في مجموعة الحبتور التي أسسها، عملوا لأشهر للتأكد من أن كل شيء جاهز لاستقبالهن.

واضاف "منعت السلطات الأفغانية دون مبرر مغادرة الشابات وقيدت حريتهن ... وأدعو جميع الأطراف المعنية إلى التدخل بسرعة لمساعدة الطالبات اللواتي يواجهن صعوبات".

وقال رجل الأعمال بالإنكليزية "يحق لهن الدراسة والقيام بكل ما يمكن للرجال القيام به ولا استثناء لذلك".

وقالت طالبة أخرى في مقطع فيديو نشره الحبتور "عندما يرون التأشيرة والتذكرة الطلابية لا يسمحون لنا بالصعود إلى الطائرة. لا أعرف ماذا أفعل. ساعدونا ارجوكم".

هيومن رايتس
وأعلنت هيذر بار نائبة مدير دائرة حقوق المرأة في منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية غير الحكومية "يريدون احتجازهن لمنع الآخرين من مساعدتهن في الدراسة"، مندّدة بـ"خطوة مقلقة".

في العامين اللذين أعقبا تولي الحركة السلطة، فرضت طالبان تفسيرها المتشدد للإسلام، وباتت النساء ضحايا قوانين وصفتها الأمم المتحدة بـ"فصل عنصري بين الجنسين".

ولم يعد يحق للأفغانيات الدراسة بعد المرحلة الابتدائية والعمل في المنظمات غير الحكومية كما تم استبعادهن من الوظائف في الدوائر الحكومية. ولا يسمح لهن أيضا الذهاب إلى الحدائق العامة أو الحمامات أو صالات الرياضة وعليهن ارتداء البرقع لدى الخروج من المنزل.

قالت ليلى التي انتظرت مع طالبات أخريات لساعات في المطار بعد إقلاع رحلتهن بحثا عن تفسير أو حل "من الصعب جدا أن أتصور مستقبلي دون تحصيل دراسي".