Yيلاف من لندن: كشف معهد سياسي اميركي عن اسماء ومناصب قادة المليشيات التابعة لقوى الاطار الشيعي الحاكم في العراق والمتهمين بالاستيلاء على ممتلكات المواطنين في بغداد.
واشار معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى الى ان الضغط الذي مارسه المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله علي السيستاني والتيار الصدري مؤخرا قد ادى إلى وضع (كتائب حزب الله) و(عصائب أهل الحق" في موقف دفاعي بشأن إمبراطورية الممتلكات غير المشروعة المتنامية التي أصبحت بحوزة هاتان الميليشيتان".

سرقة الممتلكات
واضاف المعهد في تقرير تابعته "ايلاف" اليوم الى ان تلك التحركات الأخيرة التي قام بها السيستاني وقادة في المعسكر الصدري قد وضعت زعماء الميليشيات العراقية الموالية لايران تحت الأضواء وذلك لانخراط أعضاء "الإطار التنسيقي" الذي هو أهم تحالف سياسي للميليشيات في السرقة المتفشية للممتلكات.

وأوضح ان السياسي الصدري المثير للجدل حاكم الزاملي - الذي كان على صلة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في الماضي على غرار شخصيات الميليشيات الرئيسية – قد قام مؤخرا بزيارة حي الجادرية الراقي في بغداد في 13 من الشهر الماضي برفقة طاقم تصوير من قناة "الشرقية" المستقلة حيث قام بتصوير رجل مسن بارز من إحدى أقدم العائلات المالكة للأراضي في الجادرية، وهو يضرب رأسه في حالة من اليأس ويطلب مساعدة السيستاني في هذه القضية اذ انه لطالما دعمت عائلة الرجل مؤسسات السيستاني من خلال تقديم الخمس لها.

تدخل السيستاني والسوداني
وبين التقرير انه في 19 من الشهر الماضي تم (ترتيب) لقاء للعديد من ضحايا السرقة في الجادرية مع السيستاني ما سبّب إحراجاً كبيراً في صفوف الفصائل الرئيسية في "الإطار التنسيقي" مثل "عصائب أهل الحق" و"منظمة بدر" و"كتائب حزب الله" وداخل صفوف الدائرة الداخلية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي غالباً ما تَطلق عليه الميليشيات لقب "المدير العام" لـ"حكومة المقاومة" التابعة لها.
وكان مكتب السيستاني قد اكد في بيان عقب اللقاء تابعته " ايلاف" ان المرجع قد أدان هذه الممارسات المخالفة للشرع والقانون، مؤكداً أن من أهم واجبات من هم في مواقع السلطة وبيدهم زمام أمور البلد هو حماية ممتلكات المواطنين وحقوقهم، والوقوف في وجه من يسعون في التعدي عليها بالإرعاب والتخويف ولا سيما من يحملون صفات رسمية".
واثر ذلك أعلن هشام الركابي أحد مستشاري رئيس الوزراء ومدير المكتب الإعلامي لرئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي أن السوداني "وجّه وزير الداخلية بالتحقيق في قضية التجاوز على أراضي المواطنين في الجادرية، كما وجّه مكتبه بالتواصل مع الأهالي المتضررين من جراء التجاوز على ممتلكاتهم".

تورط قادة في الاطار الشيعي
واشار المعهد الى ان مكتب السوداني لم يعمد بنفسه ألا بعد القيام بزيارة السيستاني - إلى الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق وتوجيه "المحكمة المركزية" في منطقة الرصافة في بغداد باتخاذ إجراءات قانونية ضد المتهمين بسرقة الممتلكات، والذين تم الإعلان عن أسماء بعضهم علناً عندما صدرت أوامر الاعتقال في 29 آب/أغسطس الماضي حيث شملت قائمة المتهمين عدداً من الشخصيات المرتبطة بفصائل "الإطار التنسيقي" ومن بينهم:
صفاء اللامي، صهر وابن عم عضو "كتائب حزب الله" أبو زينب اللامي (واسمه الحقيقي حسين فالح عزيز اللامي)، ورئيس "جهاز الأمن المركزي" في "قوات الحشد الشعبي". وفي 6 كانون الأول/ديسمبر 2019، صنّفت الولايات المتحدة أبو زينب على قائمة "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" المرتبطة بـ "الاغتيالات وقمع المتظاهرين".
وكذلك سلمان محمد حسين الحلو، عضو في "كتائب حزب الله" وقائد في "قوات الحشد الشعبي". ووليد الكبيسي، شريك الحلو في الأعمال العقارية.وضياء كريم شحين الحلفي، عضو في "كتائب حزب الله" وقائد في "قوات الحشد الشعبي" يعمل بشكلٍ وثيقٍ مع الحلو على ترهيب سكان الجادرية لبيع ممتلكاتهم أو التنازل عنها.
وايضا محمد حسين علي الجنابي، شريك في الأعمال العقارية في إحدى الكتل الأصغر حجماً من "الإطار التنسيقي" وعباس حميد البرزنجي وحسين حميد البرزنجي، شقيقان يعملان لدى أبو زينب اللامي.

حرج المليشيات
ونوه المعهد في تقريره الى ان القنوات الإعلامية التابعة للميليشيات قد شعرت بالحرج من هذا الكشف وفي 22 آب/أغسطس، نفت "قناة العهد" التابعة لـ"عصائب أهل الحق" وجود أي تهديدات أو ابتزازات في منطقة الجادرية.
وأعقب ذلك تم عرض مقطع على قناة "يو تي في" في 22 آب/أغسطس، اتهمت فيه إحدى (العناصر) التي وصفت نفسها بأنها ضحية لسرقة ممتلكاتها، صفاء اللامي بتهديدها نيابةً عن الحلفي وذلك باستخدام مركبات وأسلحة تابعة لـ"قوات الحشد الشعبي" ومملوكة للدولة من أجل ترهيبها ودفعها إلى مغادرة أرضها.

صدام بين الصدر والمالكي
واعتبر المعهد ان ما حدث هو لحظة نادرة من التداخل بين الهجمات الصدرية المخططة على "الإطار التنسيقي" والجهود الانتهازية التي يبذلها المالكي لإضعاف الميليشيات الرئيسية التابعة لـ "الإطار التنسيقي" - سواء في محاولةٍ للتأثير على الانتخابات المقبلة في المحافظات، أو كجزءٍ من المنافسة المتصاعدة بين الفصائل على الغنائم.
وبين انه عندما تدخّل السيستاني، تحرّكت باقي عناصر) "الإطار التنسيقي" للتضحية بطرفٍ واحدٍ ككبش فداء، وهو أبو زينب اللامي الذي لديه الكثير من الأعداء حيث استهدفت جميع مذكرات الاعتقال تقريباً شبكة أبو زينب، ومن بينها مذكرات لم يتم الكشف عنها. واكد المعهد إن الواقع هو أن "عصائب أهل الحق" و"منظمة بدر" وجميع الميليشيات الأخرى في "الإطار التنسيقي" قد تلقت حصصها أيضاً من سرقات ممتلكات الجادرية.

ممارسة جماعية للسرقات
واوضح التقرير الذي كتبه مايكل نايتس زميل في معهد واشنطن ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج.. وأكير الكعبي وهو خبير عراقي في شؤون الجماعات الشيعية المسلحة في العراق وسوريا انه وكما يعلم السكان المحليون جيداً، فإن هذه السرقات هي ممارسة جماعية لـ "الإطار التنسيقي" بأكمله، وليس فقط أبو زينب أو "كتائب حزب الله" أو لاعبين آخرين من المتهمين علناً.. متوقعا ان الخطوة الكبيرة التالية في التنافس ستتمثل باستبدال أبو زينب كرئيسٍ لـ "جهاز الأمن المركزي" التابع لـ "قوات الحشد الشعبي".