إيلاف من لندن: فيما شهدت كركوك ودهوك الشماليتان تظاهرات الثلاثاء دعماً لحزب بارزاني وضد ما يقولون انها ممارسات حكومة بغداد ضد حقوقهم فقد اكد الرئيس اردوغان عدم السماح بزعزعة استقرارها.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريح للصحافيين على متن الطائرة أثناء عودته من زيارة رسمية لمدينة سوتشي الروسية أمس نقلته وكالة الأناضول الرسمية وتابعته "إيلاف" أن "موطن التركمان كركوك باتت منطقة تعيش فيها الثقافات المختلفة بسلام" وشدد يالقول"لن نسمح بزعزعة الأمن ووحدة هذا المنطق".
وأكد على ضرورة الابتعاد عن الأنشطة التي من شأنها تغيير بنية مدينة كركوك السكانية بغية الحفاظ على السلام في المنطقة .
ويقطن محافظة كركوك الغنية بالنفط (238 كم شمال شرق بغداد) خليط من السكان التركمان والأكراد والعرب والمسيحيين.
وكانت كركوك قد شهدت السبت الماضي بعد ان أمر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتسليم مقر للقوات العراقية الى الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني والذي سبق أن شغله، ما اثار احتجاحات لعرب وتركمان المدينة ومقابل ذلك احتشد أكراد متوجهين الى المقر ما سبب صدامات بين المجموعتين دفعت القوات الأمنية الى التدخل بإطلاق النار لوقف الصدامات الأمر الذي تسبب في سقوط أربعة قتلى وإصابة 15 آخرين.

ولم تهدأ المواجهات إلا بعد عدول السوداني عن قراره وتوجيهه بالتريّث في تسليم مقر العمليات في محافظة كركوك الى الحزب الديمقراطي الكردستاني.
ومن جهته هدد مسعود بارزاني بالانتقام لمقتل الأكراد الأربعة ودعا السوداني إلى وضع حد لما أسماهم "المشاغبين" في كركوك وإنهاء التمييز الذي يستهدف وحدة المحافظة وقال إن "مثل هذا السلوك ستكون عواقبه وخيمة للغاية وسيدفعون باهظاً ثمن سفك دماء أبنائنا في كركوك".

تظاهرات كردية ضد سلطات بغداد
وشهدت كركوك ودهوك الشماليتين تظاهرات ضخمة ضد ما يقولون أنها ممارسات الحكومة المركزية في بغداد ضد حقوقهم وقام عدد منهم بحرق العلم العراقي.
وشهدت كركوك خلال الساعات الأخيرة احتجاجات للمطالبة "بحقوق الأكراد" اقدم المشاركون فيها على حرق العلم العراقي.
واتهم النائب التركماني السابق جاسم محمد جعفر اليوم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بدفع مجاميع تابعة له باثارة الفتن داخل كركوك.. مشيراً الى أن حرق العلم العراقي هدفه إثارة الفتنة القومية وإشعال الحرب الأهلية.
كما شارك الألاف اليوم الثلاثاء في تظاهرة بمحافظة دهوك الشمالية إحدى ثلاث محافظات يتشكل منها إقليم كردستان مع أربيل والسليمانية دعماً لمطالب الأكراد في كركوك واحتجاجاً على تأخر صرف رواتب الموظفين فيها.
وقد احتج المتظاهرون بحسب مواقع كردية ضد "السياسة التي تنتهجها الحكومة الاتحادية في بغداد عدم منح حقوق شعب إقليم كردستان المتمثلة بالمرتبات الشهرية للموظفين والعاملين في القطاع العام وحصة الأكراد في الموازنة المالية العامة للبلاد.
ونقلت عن محافظ دهوك علي تتر قوله أن "التظاهرة هي قبل كل شيء لبيان التعاطف مع الحقوق المشروعة لأهالي كركوك وشهدائهم وجرحاهم ومظلوميهم".
يشار الى أن كركوك المتنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد والإقليمية في أربيل هي موضع نزاع تاريخي ففي عام 2014 سيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني والبشمركة (قوات الأمن في إقليم كردستان) على المنطقة النفطية في كركوك قبل أن يطردا منها في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2017 إثر عملية عسكرية للقوات العراقية رداً على استفتاء لم ينجح على انفصال إقليم كردستان عن العراق نظمته حكومته.