إيلاف من لندن: ارتفع عدد قتلى المواجهات القومية والأمنية في كركوك العراقية الى 4 من الاكراد الاحد، فيما وجه السوداني بوقف تسليم مقرّ العمليات في المدينة الى حزب بارزاني بعد تصاعد الاحتجاجات والصدامات.
واندلعت صدامات مساء السبت خلال تظاهرات في مدينة كركوك الغنية بالنفط (238 كم شمال بغداد) التي يقطنها خليط من التركمان والاكراد والعرب والمسيحيين بعد ان أمر لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتسليم مقر للقوات العراقية الى الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني والذي سبق أن شغله، ما اثار احتجاحات لعرب وتركمان المدينة ومقابل ذلك احتشد أكراد متوجهين الى المقر ما سبب صدامات بين المجموعتين دفعت القوات الامنية الى التدخل باطلاق النار لوقف الصدامات الامر الذي تسبب في سقوط اربعة قتلى واصابة 15 آخرين.

واليوم تم رفع حظر التجوال الذي فرض على المدينة امس وفتح الشوار المغلقة واعتقال 7 من عناصر الامن مطلقي النار على المتظاهرين.

وقف تسليم مقرّ العمليات لحزب بارزاني
وفي آخر تطور للأحداث في المدينة فقد وجّه رئيس الوزراء العراقي بالتريّث في تسليم مقر العمليات في محافظة كركوك الى الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وأشار محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري في بيان فجر اليوم الاحد الى ان السوداني قد وجه بالتريث "في إخلاء مقر العمليات في المحافظة" والذي كان مقررا تسليمه للحزب الديمقراطي الكردستاني وذلك بعد أعمال خلال تظاهرات تسببت بوقوع ضحايا وإصابات.
وقال الجبوري "بعد اتصال هاتفي من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني نعلن التريث في إخلاء مقر العمليات في كركوك والتوجه الى المتظاهرين امام مقر القيادة والحديث معهم عن توجيه رئيس الوزراء".
وأكد أن المتظاهرين "قرروا سحب الخيم وانهاء اعتصامهم وفتح الطريق".

التصدي للازمة
وبادر السوداني خلال الساعات الاخيرة باجراء اتصالات مع القيادات الكردية من اجل تهدئة الاوضاع والتصدي لاتساع الصدامات بين مكونات مدينة كركوك.
وأكد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني على "تكثيف العمل المتكامل من أجل تفويت الفرصة على كل من يعبث بأمن مدينة كركوك واستقرارها وعلى بسط القانون من قبل القوات الأمنية من أجل استدامة السِّلم الأهلي والحياة الطبيعية لأهالي المحافظة"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".
وبحث السوداني في اتصال آخر مع رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، الأوضاع في محافظة كركوك "حيث جرى التشديد على أهمية عدم إتاحة المجال أمام أي عناصر غير مسؤولة تستهدف النسيج الاجتماعي المتجانس والمتآخي للمحافظة بعد أن شهدت هزيمة الإرهاب وأثبت أهلها الكرام، من كل أطياف الشعب العراقي أنها المدينة النموذج للتعايش السلمي والتآخي" بحسب المكتب الاعلامي.
وأكد السوداني على توجيهاتهِ للجهات المختصة بإجراء التحقيق لمعرفة من تسبب بمقتل واصابة مواطنين.
وكان السوداني قد أمر أمس بإعلان حظر التجوال في محافظة كركوك وإلقاء القبض على "مثيري الشغب" ومنع حمل السلاح باستثناء القوات الأمنية.

مسعود بارزاني يهدد
وجاءت اتصالات السوداني تلك بعد ان هدد مسعود بارزاني بالانتقام لمقتل الشخصين الكرديين ودعا السوداني إلى وضع حد لـما اسماهم "المشاغبين" في كركوك وإنهاء التمييز الذي يستهدف وحدة المحافظة.
واشار بارزاني في بيان تابعته "ايلاف" الى ان مجموعة "من المشاغبين قامت بقطع الطريق بين اربيل وكركوك منذ ايام بحجة منع افتتاح مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك، وعدم السماح للمواطنين بأن يعيشوا حياتهم الطبيعية، كما أنهم خلقوا أوضاعاً خطيرة للغاية لأهالي ووصف تلك التصرفات بغير اللائقة وغير القانونية التي تستهدف لخلق الفتنة وتمزيق النسيج المجتمعي والعيش المشترك في المحافظة".
وعبّر عن استغرابه من ان "القوات الامنية والشرطة وخلال الأيام الماضية لم يحاولوا بأي طريقة منع هذا الشغب والتصرفات اللا قانونية بل وتم استخدام القوة اليوم ضد المتظاهرين الكرد في كركوك وتم سفك دم شبابهم".
وحذر بارزاني من أن "مثل هذا السلوك ستكون عواقبه وخيمة للغاية وسيدفعون باهظاً ثمن سفك دماء أبنائنا في كركوك".
ودعا السوداني الى "وضع حد لهذه الفوضى وللقمع والتمييز والعراقيل التي تستهدف بشكلٍ مباشر التعايش والاستقرار في كركوك وغيرها من المناطق".

رئيس الإقليم يدعو لفرض الأمن
من جهته، رئيس اقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني، دعا القوات الامنية الى اتخاذ اجراءات عاجلة لحماية جميع مكونات المحافظة دون تمييز وتقديم مطلقي النار الى المحاكمة.
واشار في بيان تابعته "ايلاف" الى ان "اغلاق طريق اربيل- كركوك خلال الأيام الستة الماضية كان عملاً غير قانوني، وللاسف لم يتم منعه من قبل إدارة المحافظة حتى الان فكركوك تحتاج الى تطبيق القانون والدستور ولا تحتاج بأي شكل إلى اعمال غير قانونية".
وأشار الى "المواطنون الكرد عبّروا عن احتجاجهم على قطع الطريق لكن مع الاسف تم الرد عليهم بالقوة".

وقال "في الوقت الذي ننظر فيه بقلق الى هذه التوترات الأمنية ونراقب الأوضاع عن كثب، ندين بشدة اطلاق النار على المتظاهرين المدنيين حيث أن التوترات الأمنية في كركوك تهدد بشكل جدي التعايش والامن والاستقرار".

يشار الى ان كركوك المتنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد والاقليمية في اربيل هي موضع نزاع تاريخي وفي عام 2014 سيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني والبشمركة (قوات الأمن في اقليم كردستان) على المنطقة النفطية في كركوك قبل أن يطردا منها في تشرين الاول اكتوبر عام 2017 اثر عملية عسكرية للقوات العراقية ردا على استفتاء لم ينجح على انفصال اقليم كردستان عن العراق نظمته حكومته.