إيلاف من لندن: كشف أكبر مسؤول مسيحي في العراق الاحد عن ارقام صادمة لعدد مسيحيي البلاد القتلى والمهاجرين والمستولى على املاكهم والمفجّرة كنائسهم، مشيرًا إلى تراجع نسبتهم بالنسبة لسكان البلاد من 4 الى 1 بالمائة.
وأكد بطريك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكو ان المسيحيين العراقيين تُنتَهك حقوقهم الإنسانية والوطنية المشروعة، ويتم إقصاءهم من وظائفهم، والاستحواذ على مقدراتهم وأملاكهم، فضلاً عن التغيير السكاني الممنهَج لبلداتهم في سهل نينوى أمام أنظار الدولة العراقية، بالرغم من ولائهم للوطن وإخلاصهم والتزامهم.
مليون مسيحي هاجروا العراق
واشار البطريك ساكو في بيان اليوم تابعته "ايلاف" الى ان مليون مسيحي غادروا العراق بعد سقوط النظام السابق عام 2003 وبعد تهجير عناصر الدولة الإسلامية (داعش) لمسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى الشمالي عام 2014، لأسباب أمنية (السلاح المنفلت) وسياسية (منطق الطائفية والمحاصصة الذي صب على العراق نار جهنم (واقتصادية )الفساد( واجتماعية )التطرف الديني وداعش ).
قتل 1200 مسيحي
واكد ان حوالي 1200 مسيحي قتل في حوادث عنف متعددة في عموم العراق في الفترة ين عام 2003 و 2018، بينهم 700 شخص تم قتلهم على الهوية.
ونوه الى اختطاف عدد من رجال الدين في الموصل وفي بغداد واستشهاد عدد منهم، وأبرزهم المطران بولس فرج رحو رئيس أساقفة الموصل للكلدان.
واكد تفجير85 كنيسة ودير في بغداد والموصل والبصرة من قِبَل المتطرفين ثم داعش.
الاستيلاء على 23 الف عقار وتفجير 85 كنيسة
واشار ساكو الى استلاء المافيات على 23 ألف بيت وعقار، ومؤخرًا سُحِبَ المرسوم الجمهوري رقم 147من الرئيس الأعلى للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم من دون مسوّغ قانوني أو أخلاقي وبشكل لا يمسَّ المصلحة الوطنية من قريب أو بعيد كما تم ابعاد موظفين بارزين عن وظائفهم، كما خُطِفَت الكوتا المسيحية في الانتخابات البرلمانية
و"مُنِعَتْ المشروبات الكحولية في حين انها مسموحة في عدة بلدان عربية مسلمة، كونها جزء من مائدة الطعام".
واوضح رأس الكنيسة الكلدانية ان كل هذه الانتهاكات و"تَبِعات قانون الأحوال الشخصية، وأسلمة القاصرين، جعلت المسيحيين يفقدون الثقة بتحسّن وضعهم، فهاجر منهم نحو مليون مسيحي منذ عام 2003 معظمهم من اصحاب الكفاءات والمقتدرين ماديا، وهو ما يشكِّل خسارة كبيرة للبلد".
بطريك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكو كشف الاحد 24 سبتمبر 2023 بالارقام اوضاع المسيحيين المأساوية في بلده (مكتبه)
الكنيسة ليست بديلاً عن الدولة
وبين الكاردينال ساكو انه وسط هذه الأحداث المؤلمة والمتتالية، استنفرت الكنيسة كل طاقاتها، وبذلت جهودًا استثنائية لمساعدة وتشجيع من تبقى من المسيحيين (يقدَّرون بنصف مليون)، لكن الكنيسة ليست بديلاً عن الدولة.
وكشف ان نسبة المسيحيين في العراق تراجعت من 4% الى نحو 1%. ومن المرجَّح ان يستمر نزيف الهجرة ويُغادر الشباب بسبب إقصائهم من الوظائف لأسباب واهية.
ورأى ان المسألة الأساسية هي، كيفية إبقاء المسيحيين في العراق وتعزيز حضورهم وشهادتهم "هذا الوجود العراقي المسيحي المتجذر منذ أكثر من ألفي عام؟"، منوها الى ان "بيانات التعاطف والوعود لا تنفع شيئاً، منها إذا لم يتم إنصافهم على أرض الواقع.
الحلول
وشدد ساكو على ان الحل لاوضاع المسيحيين المأساوية هذه يكمن في: "التعامل مع المكونات العرقية والدينية المهمَّشة على مبدأ المساواة أمام القانون، مما يضمن لكل مواطن عيش حياته في إطار قوانين البلاد الضامنة لحقوقه، وكرامته، ووحدة البلاد وتماسكها وبمقتضى هذا القانون (الحق) يسعى المواطنون بحرية لتحقيق تنمية بلادهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
ويشير الكاردينال ساكو في الختام الى انه ليس سياسيا متحزبًا وليس له أي طموح سياسي. وانما هو كرجل دين يحمل هم الناس ويشعر بمسؤولية إنسانية واجتماعية وروحية تجاههم، يتحتم عليه الدفاع عن حقوقهم وكرامتهم، وان يدين الظلم كما فعل المسيح بكل وضوح والناس يأتون اليه ويشكون ظلمهم. وهذا الدفاع جزء أساسي من رسالته.
التعليقات