واشنطن: أحْيَت عملية حركة حماس ضدّ إسرائيل الانتقادات التي يوجهّها الجمهوريون في الولايات المتحدة للرئيس الديموقراطي جو بايدن المتّهم بدفاع ضعيف عن إسرائيل وسياسة غير حازمة حيال إيران.
قالت رئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية رونا ماكدانيال على قناة "فوكس نيوز" السبت "إنها مناسبة عظيمة لمرشحينا للمقارنة بين الجمهوريين، الذين دعموا إسرائيل دائمًا، وضعف جو بايدن".
بعد عام تقريبًا، سيدلي الأميركيون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية وسيقررون ما إذا كان الجمهوريون أو الديموقراطيون سيسيطرون على الكونغرس.
بايدن (80 عامًا) مرشح لولاية ثانية، وقد يواجه المرشح الجمهوري الأوفر حظًا حتى الآن الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال ترامب السبت إن عملية حماس ضدّ إسرائيل تجري "لأنه يُنظر إلينا على أننا ضعفاء وغير فعالين، ومع زعيم ضعيف بالفعل".
ووجّه مرشحون جمهوريون آخرون على غرار حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس ونائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس، انتقادات مشابهة لبايدن حول "ضعفه" المفترض.
من جهته، ألقى الرئيس الديموقراطي جو بايدن خطابًا بشأن التصعيد أكّد فيه أن دعم بلاده لإسرائيل "صلب كالصخر" و"راسخ".
وأضاف بايدن "اليوم يتعرض شعب إسرائيل لهجوم من منظمة إرهابية هي حماس. في هذه اللحظة المأسوية أود أن أقول له وللعالم وللإرهابيين في كل مكان إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل. لن نخفق أبدا في دعمها".
وتستند اتهامات الجمهوريين خصوصًا الى القرار الأخير الذي اتخذه جو بايدن بالسماح بتحويل ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة من أجل السماح بتبادل السجناء مع نظام طهران.
اعتبر السناتور ريك سكوت، على سبيل المثال، أن واشنطن "موّلت"، من خلال السماح بنقل هذه الأموال التي كانت مجمّدة في كوريا الجنوبية إلى الدوحة، العملية التي شنتها حركة حماس السبت.
ورحّب النظام الإيراني، الداعم منذ وقت طويل للحركة الاسلامية، بالهجمات السبت.
وأثار هذا الاتهام صدمة لدى الإدارة الأميركية، فوصفه ناطق باسم البيت الأبيض بأنه "كذبة وقحة"، مؤكدًا أنه لم يتم إنفاق "سنت واحد" من هذه المليارات الستة.
وأكّد أن هذه الأموال لا يمكن استخدامها إلّا لأغراض إنسانية.
وفي مقابلة صحافية السبت، اتّهم مسؤول كبير في الإدارة الأميركية الجمهوريين ببث "معلومات مضلّلة".
أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض السبت أن "من المبكر جدًا القول" إذا كانت إيران "متورطة مباشرة" في الهجوم الذي تشنه حماس ضد إسرائيل، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها حاليًا "أي مؤشر" في هذا الاتجاه.
لكن المسؤول أضاف أنه "ليس هناك شك" في أن حماس "ممولة ومجهزة ومسلحة" من جانب نظام طهران.
بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية المقررة العام 2024، تشكّل هجمات الجمهوريين هذه مشاكل سياسية آنية لجو بايدن.
فالرئيس الأميركي سيحتاج إلى الكونغرس لتقديم مساعدات إضافية كبيرة لإسرائيل.
ويشمل ذلك التعامل مع الجمهوريين، الذين يسيطرون على أحد المجلسين والذين يعرقلون حاليًا عملية تبني موازنة سنوية. وما يزيد الأمور تعقيدًا أن مجلس النواب لم يعد فعالاً بشكل فعلي منذ عزل رئيسه كيفن مكارثي هذا الأسبوع على خلفية خلافات حزبية داخلية.
ويريد البيت الأبيض أيضًا أن يوافق مجلس الشيوخ بسرعة على تعيين سفير جديد لدى إسرائيل هو جاك لو الذي تم الإعلان عنه قبل أكثر من شهر. وسيتطلب ذلك قدرًا معينًا من حسن النية من جانب الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ.
التعليقات