رفح (الاراضي الفلسطينية): تعرّض معبر رفح الحدودي، الممر الوحيد لقطاع غزة الى العالم الخارجي غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، لغارة جوية الثلاثاء هي الثالثة في أقل من 24 ساعة، بحسب ما أفاد مصور لوكالة فرانس برس ومنظمة غير حكومية.

وأتى القصف مع دخول الحرب بين حركة حماس واسرائيل يومها الرابع.

وأوضحت مؤسسة سيناء لحقوق الانسان أن "الطيران الحربي الاسرائيلي يقصف معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني بأربعة صواريخ"، وذلك "للمرة الثالثة خلال الـ24 ساعة الماضية".

وكانت المؤسسة أفادت في وقت سابق الثلاثاء عن تعرض المعبر لقصف جوي.

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه "لن يؤكد أو ينفي" قصف المعبر "في الوقت الحالي".

وقال شهود لفرانس برس إن الغارة الثانية طالت "المنطقة العازلة بين البوابتين المصرية والفلسطينية لمعبر رفح ما أدى الى وقوع أضرار بالقاعة الداخلية بالجانب الفلسطيني" للمعبر.

وأشار الشهود الى أنه تم إجلاء الموظفين المصريين في المعبر، في حين أن "عشرات العائلات الفلسطينية" التي حاولت العبور في اتجاه غزة، تمت إعادتها الى مدينة العريش المصرية.

وكان المعبر أغلق مؤقتاً الإثنين بعد "تعرض الجانب الفلسطيني منه للقصف"، بحسب ما قال مصدر أمني لفرانس برس.

منذ أيار/مايو 2018 تركت مصر معبر رفح، الممر الوحيد أمام سكان القطاع المحاصر الذي لا تسيطر عليه اسرائيل، مفتوحا معظم الوقت بعد سنوات من إغلاقه بشكل شبه دائم.

ويتعرض قطاع غزة الخاضع لحصار اسرائيلي منذ أكثر من 15 عامًا، لقصف اسرائيلي متواصل عقب هجوم حماس المباغت وغير المسبوق السبت.

حصار غزة

وأعلنت إسرائيل أن الهجوم أدى الى مقتل 900 شخص داخل أراضيها. وردت الدولة العبرية بقصف جوي ومدفعي على القطاع أودى حتى الآن بحياة 765 شخصا وإصابة أكثر من أربعة آلاف، وفق السلطات في القطاع. كما قتل 18 شخصًا في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة في مواجهات مع الجيش.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أعلن الإثنين فرض "حصار كامل على قطاع غزة، لا كهرباء، لا طعام ولا ماء ولا غاز... كل شي مغلق" في القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني شخص.

وكان رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غبرياسوس بحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاثنين امكانية انشاء ممر إنساني لايصال المستلزمات الطبية الأساسية التي تحتاجها مستشفيات غزة.

ووفقًا لبيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، أصدر الملك عبدالله الثاني الثلاثاء توجيهات "بإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك عن طريق معبر رفح بالتنسيق الكامل والمسبق مع الأشقاء المصريين".

واضاف البيان أن الملك أصدر كذلك توجيهات بـ"تحديد الاحتياجات المطلوبة للأشقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وتوفيرها بالسرعة الممكنة".

خدمة أهداف الاحتلال
ووفق الأمم المتحدة، أدت الحرب بين حماس واسرائيل منذ اندلاعها السبت الى نزوح 187 ألف شخص داخل القطاع.

ونقلت قناة القاهرة الاخبارية المصرية المقربة من السلطات عن مصادر أمنية "رفيعة" قولها الثلاثاء إن "مصر تصدت وستتصدى لتوطين أهالي غزة في سيناء".

وأوضحت أن "هناك مخططًا واضحًا لخدمة أهداف الاحتلال القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية من سكانها"، مؤكدة أن "حكومة الاحتلال تجبر الفلسطينيين على الاختيار بين الموت تحت القصف أو النزوح خارج أراضيهم".

كانت مصر، الوسيط التقليدي بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، أول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979.