في ظل تكثيف الجانب الإسرائيلي قصفه الجوي على أهداف في قطاع غزة، واستمرار حماس والفصائل الفلسطينية في الرد بقصف مدن وبلدات إسرائيلية بالصواريخ، نعرض فيما يلي أبرز تطورات الوضع حتى الآن:

الوضع في إسرائيل

الرئيس الأمريكي جو بايدن
Getty Images
تمثل زيارة بايدن استعراضا مهما للدعم الأمريكي لأكبر حليف لها في الشرق الأوسط

أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الرئيس جو بايدن سيزور إسرائيل يوم الأربعاء بغية التأكيد مجددا على دعمه للحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حماس.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي إن بايدن "سيسمع من إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن شعبها، في ظل مواصلة العمل مع الكونغرس لتلبية تلك الاحتياجات".

وأضاف أن بايدن سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للتأكيد مجددا على التزام واشنطن بأمن إسرائيل، وسوف يجري إطلاعه على ملخص شامل بشأن أهداف واستراتيجية إسرائيل في الحرب.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي، إن بايدن بعد زيارته لإسرائيل، سيتوجه إلى الأردن للقاء الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وتمثل زيارة بايدن استعراضا مهما للدعم الأمريكي لأكبر حليف لها في الشرق الأوسط بعد أن قتل مسلحو حماس ما يزيد على 1400 شخص حتى الآن في هجمات استهدفت بلدات جنوبي إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وردت إسرائيل بوضع قطاع غزة، الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني، تحت حصار كامل، وتشن عليه ضربات جوية غير مسبوقة، ومن المتوقع أن تشن هجوما بريا.

وتقول السلطات في غزة إن حصيلة القتلى في قطاع غزة تجاوزت 2800 قتيل وما يزيد على 10 آلاف مصاب حتى الآن.

يأتي ذلك في وقت أجرى فيه الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، المشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، زيارة غير معلنة لإسرائيل، يوم الثلاثاء، معربا من خلالها عن أمله في ضمان حصول الجيش الإسرائيلي على ما يحتاجه في حربه المتصاعدة ضد حماس.

وتعد زيارة كوريلا الأحدث التي يقوم بها مسؤول أمريكي كبير إلى إسرائيل قبل الهجوم البري المتوقع للجيش الإسرائيلي على غزة، وقبل يوم من زيارة بايدن.

وقال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز للأنباء إن كوريلا سوف يعقد اجتماعات مع القيادة العسكرية الإسرائيلية لضمان معرفة "المتطلبات الدفاعية"، فضلا عن تحديده ملامح الدعم العسكري الأمريكي الذي يهدف إلى تجنب اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وحماس.

إطلاق صوارخ من غزة على إسرائيل
Getty Images
مسلحون فلسطينيون يطلقون صواريخ باتجاه إسرائيل من رفح جنوب قطاع غزة

وكانت واشنطن قد أرسلت حاملة طائرات ومجموعة قتالية مصاحبة لها في شرق البحر المتوسط، وسوف ترسل حاملة طائرات أخرى إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة، وتقول الإدارة الأمريكية إن الخطوة تهدف إلى الردع وليس الاستفزاز.

كما أعلن مسؤول أمريكي يوم الاثنين، بحسب وكالة رويترز للأنباء، أن الولايات المتحدة طلبت إعداد بعض القوات، قد يصل عددهم لألفي جندي، لتكون جاهزة للنشر في غضون 24 ساعة من صدور إخطار بذلك بدلا من المدة المعتادة وهي 96 ساعة، وقد تضم القوات وحدات تقدم الدعم مثل المساعدة الطبية، إذا لزم الأمر.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنه بالإضافة إلى الخسائر البشرية التي أوقعتها حماس، احتجزت الجماعة المدعومة من إيران نحو 199 رهينة في غزة.

ونشرت حماس مقطعا مصورا، تعذر التثبت من صحته على الفور، "لإحدى الرهائن في غزة"، ظهرت فيه شابة تتكلم اللغة العبرية، مستيقظة ومستلقية، ومصابة في ذراعها.

وبحسب التعليق المصاحب للمقطع، فإنها أُسرت في اليوم الأول من الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتقول الشابة إنها محتجزة في غزة وتدعو إلى الإفراج عنها، مؤكدة أنها تلقى معاملة جيدة.

وفي مقطع ثان، تظهر الشابة أمام الكاميرا وتقول إنها تنحدر من وسط إسرائيل.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أكّد الإثنين أن عدد الرهائن المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة وصل إلى 199 شخصا، بينما قالت حماس إن "لدى كتائب القسام في غزة نحو 200 أسير من جنود إسرائيل ومستوطنين، مشيرا الى أن العدد الإجمالي هو 250".

الوضع في غزة

رجل خارج مبنى محترق بعد القصف الإسرائيلي في مدينة غزة
Getty Images
فلسطيني يصرخ خارج مبنى محترق بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة

قالت وزارة الداخلية يوم الثلاثاء إن 49 فلسطينيا على الأقل قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت منازل في خان يونس ورفح.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن 71 فلسطينيا قتلوا وأصيب المئات في القصف الإسرائيلي على غزة خلال الليلة الماضية، كان آخرهم 15 قتيلا في قصف منزل عائلة اللمداني غربي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

كما قال الجيش الإسرائيلي إن غارته الجوية أدت إلى مقتل قيادي كبير في حركة حماس في قطاع غزة، كما نشر لقطات فيديو مصاحبة للهجوم يوم الاثنين.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن الغارة الجوية المستهدفة أسفرت عن مقتل أسامة المزيني، رئيس مجلس الشورى في حماس، وكان مفاوضا رئيسيا بشأن الرهائن.

كما أعلن ناشطون فلسطينيون أن الجيش الإسرائيلي اعتقل خلال الليل نحو 70 فلسطينيا، من مناطق متفرقة بالضفة الغربية.

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن من بين المعتقلين رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك، ونائبه محمد ماهر بدر، ووزراء كانوا في الحكومة التي شكلتها حركة حماس عام 2007.

كما أكد النادي اعتقال العشرات من العمال القادمين من قطاع غزة، وذلك في مناطق بجنوب الضفة الغربية. وكان هؤلاء الأشخاص يعملون في إسرائيل وتم نقلهم للضفة، بعد الهجوم الذي شنته حماس على منطقة غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

آثار القصف افسرائيلي في غزة
Getty Images
فلسطينيون يخلون المنطقة بعد غارة جوية إسرائيلية على مسجد السوسي في مدينة غزة

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، مقتل أربعة مسلحين حاولوا التسلل من لبنان، وسط تصاعد التوتر على طول الحدود بين البلدين.

وقال الجيش في بيان: "قبل قليل رصدت قوات المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي خلية إرهابية تحاول التسلل إلى السياج الأمني مع لبنان وزرع عبوة ناسفة".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت في وقت سابق ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 2778 وما يزيد على 10 ألف مصاب.

وأضافت أن 64 في المائة من القتلى هم من النساء والأطفال، حيث قُتلت 936 امرأة، وقتل 853 طفلا، فيما بلغ عدد الطواقم الصحية الذين قتلوا 37 كادرا، موزعين بين أطباء ومسعفين وممرضين وغيرهم.

ومن المتوقع أن تصعد إسرائيل هجومها ضد حماس الذي أدى إلى أزمة إنسانية في غزة وأثار مخاوف من صراع أوسع مع إيران.

ومع فرار عشرات الآلاف إلى جنوب غزة، تقول الأمم المتحدة إنه لا توجد طريقة لنقل هذا العدد الكبير من الأشخاص دون التسبب في كارثة إنسانية.

أزمة إنسانية

قوافل المساعدات الإنسانية تنتظر الدخول عبر معبر رفح إلى غزة
Getty Images
قال مسؤولو إغاثة إن قوافل المساعدات تنتظر منذ أيام في مصر

قالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن "الإمدادات تتضاءل" وأعربت عن مخاوفها من "أن تبدأ الأمراض المنقولة بالمياه في الانتشار" في قطاع غزة.

وردا على سؤال بشأن ما يستطيع زملاؤها على الأرض في جنوب غزة تقديمه حاليا، قالت توما، مديرة الاتصالات في الأونروا، لبي بي سي: "إنهم يواصلون تقديم المساعدة قدر الإمكان. الأونروا تعاني من إرهاق، نحن مرهقون، إمداداتنا تتضاءل وتنفد بسرعة".

وأضافت: "لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة في الوقت الحالي مع استمرار القصف".

وقالت: "في بعض مناطق جنوب غزة ... وضع المياه يشكل مصدر قلق كبير. معظم غزة في الواقع لا تتوفر فيها مياه جارية. ونخشى أن تبدأ الأمراض المنقولة بالمياه في الانتشار، وستبدأ في الانتشار قريبا".

وقالت توما: "الأونروا لم تتمكن من إدخال أي إمدادات، بما في ذلك الوقود، إلى قطاع غزة".

وتقول الأمم المتحدة إن مليونا من سكان غزة شُردوا بالفعل من منازلهم، فضلا عن انقطاع الكهرباء، والمياه الصحية، كما أن الوقود اللازم لمولدات الطوارئ في المستشفيات ينفد.

وعلى صعيد المساعدات الإنسانية شوهدت شاحنات تحمل مساعدات وهي تتحرك من مدينة العريش المصرية في شمال سيناء إلى معبر رفح الحدودي مع غزة في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء.

وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قد صرح بأن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ بعد موقفا يسمح بفتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة.

وأضاف شكري أن مصر تهدف منذ اندلاع الصراع إلى استمرار تشغيل معبر رفح، واصفا الوضع الذي يواجهه الشعب الفلسطيني في غزة بـ "الخطير".

معبر رفح
Getty Images

وحتى الآن أبقت مصر معبر رفح مغلقا أمام دخول المساعدات أو المواطنين الأجانب الذين يحاولون الفرار، حيث قامت إسرائيل مرارا وتكرارا بقصف الجانب الفلسطيني من المعبر.

وقال مسؤولو إغاثة إن قوافل المساعدات التي تنتظر منذ أيام في مصر توجهت اليوم الثلاثاء نحو معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة.

وأكد مسؤول في الهلال الأحمر، طلب عدم الكشف عن هويته: "لم يجرإخبارنا بالوقت الذي سنعبر فيه ولكن طُلب منا التوجه إلى رفح".

واصطفت شاحنات المساعدات من منظمات متعددة وحكومات مانحة في سيناء خلال الأيام الماضية وسط تزايد النداءات الموجهة إلى إسرائيل لإنشاء ممر آمن إلى قطاع غزة.

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء جسر مساعدات لسكان غزة، الذين طرد الكثير منهم من منازلهم.

ومن المقرر أن يصل منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، إلى القاهرة يوم الثلاثاء للمساعدة في الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.