قطاع غزة (الأراضي الفلسطينية): ينتظر سكان قطاع غزة أن تبدأ المساعدات الإنسانية المتوقفة في الجانب المصري من معبر رفح بالوصول إلى الجيب المحاصر الجمعة، في اليوم الثالث عشر من الحرب الدامية بين إسرائيل وحركة حماس المتواصلة رغم نشاط دبلوماسي كثيف.

وواصل الجيش الإسرائيلي الخميس قصف قطاع غزة بشكل كثيف في رد على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بتوغلها داخل الأراضي الإسرائيلية حيث قتل 1400 شخص، بحسب السلطات.

وأفاد صحافيون من وكالة فرانس برس أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، أطلقت دفعات صواريخ باتجاه إسرائيل الخميس أيضا.

وقتل 3785 شخصاً على الأقل معظمهم من المدنيين، في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وفرّ أكثر من مليون شخص من منازلهم الى مناطق أخرى، لا سيما الى جنوب القطاع، هربا من القصف، أو بسبب الإنذار الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة.

وتحتجز حماس 203 رهائن خطفتهم خلال الهجوم، وفق الجيش الإسرائيلي.

وذكرت قناة القاهرة الإخبارية المقربة من السلطات المصرية أنه سيتم الجمعة فتح معبر رفح بين مصر وغزة، وهو المنفذ الوحيد للقطاع الى العالم الخارجي.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا من القاهرة الى وصول مساعدات إنسانية "سريعة وبلا عوائق" الى غزة والى "وقف إطلاق نار إنساني فوري".

وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي عقب محادثات مع وزير الخارجية المصري سامح شكري "إننا بحاجة الى غذاء ومياه ووقود وأدوية على الفور، نحن بحاجة الى الكثير منها وبشكل مستدام". وشدد على أن "المطلوب ليس عملية صغيرة وإنما جهد مستدام (...) ينبغي أن يتمكن المسؤولون عن الاغاثة الإنسانية من إدخال المساعدة وتوزيعها بأمان كامل".

في جنيف، طلبت منظمة الصحة العالمية الخميس السماح بوصول المساعدات الإنسانية يومياً إلى قطاع غزة، بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.

وتنتظر شاحنات محملة بآلاف الأطنان من مساعدات الإغاثة أمام معبر رفح الحدودي أو في مدينة العريش بشمال سيناء في مصر، السماح بدخولها إلى القطاع المحاصر، غداة اتفاق بين الرئيسين الأميركي والمصري بهذا الشأن.

في محيط معبر رفح من الجانب المصري، كان مصريون يعملون على تصليح الطرق التي تسبب بها قصف إسرائيلي، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس.

معبر رفح
وكان عشرات الأشخاص ينتظرون منذ الصباح على بعد مئة متر من معبر رفح، آملين في أن يتمكنوا من المغادرة.

وقال محمد (40 عاماً) الذي يعمل في مؤسسة إيطالية "منذ ثلاثة أيام، أنا وعائلتي في منزل يبعد عن المعبر عشر دقائق... نحن جاهزون مع حقائبنا".

وقال ماجد (43 عاماً) الذي كان على المعبر قبل ثلاثة أيام إلى جانب عدد كبير من الأشخاص بينهم أجانب وحملة جنسيات مزدوجة، إنه اضطر الى مغادرته بعد قصف إسرائيلي. ويضيف "أتوقع فتح المعبر اليوم. جئت لوحدي صباحا وفي حال فتح المعبر سأحضر زوجتي وأولادي، هم جاهزون"، مشيرا إلى أنهم يقيمون حاليا في منزل صديق له.

وحذّر الرئيس الأميركي الأربعاء خلال زيارته الى إسرائيل من أنّه إذا "استولت (حركة حماس) عليها (المساعدات) أو منعت عبورها (...) فسينتهي الأمر".

وكان بايدن تبنى خلال زيارته الى إسرائيل حيث أكد دعمه وتضامنه الكامل معها، الرواية الإسرائيلية للقصف على مستشفى في مدينة غزة، فقال إن لديه أدلة مصدرها وزارة الدفاع الأميركية إن الضربة "نجمت عن صاروخ حاد عن مساره أطلقته جماعة إرهابية في غزة".

وتؤكد اسرائيل أنها تملك "أدلة" على مسؤولية الجهاد الإسلامي فيما ينفي الفصيل الفلسطيني ذلك.

وأسفر القصف عن سقوط ما لا يقل عن 471 قتيلاً بين نازحين كانوا لجأوا إلى باحة المستشفى، وفق وزارة الصحة في قطاع غزة.

إلا أن مصدراً استخباراتياً أوروبياً قال لوكالة فرانس برس الأربعاء "لم يسقط 200 أو 500 قتيل، لكن بضع عشرات. الأرجح بين 10 و50".

وشكّك متحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس ليل الأربعاء الخميس كذلك بأرقام حماس، وسأل "أين الجثث؟". وأشار الى أن عدم وجود حفرة في مكان القصف دليل على أنه لم ينتج عن قنبلة إسرائيلية.

وتظهر صور وتسجيلات فيديو لوكالة فرانس برس عشرات الجثث في ملاءات أو أكياس سوداء أو تحت بطانيات.

الحركة الدبلوماسية
على صعيد الحركة الدبلوماسية أيضاً، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في ختام لقائهما الخميس في القاهرة الى "وقف فوري للحرب على غزة"، وأكدا رفضهما "سياسة العقاب الجماعي" لقطاع غزة.

وفي بيان مشترك، حذرا من "كارثة" اقليمية في حال اتساع نطاق الحرب، وأكدا أن "أية محاولة للتهجير القسري إلى الأردن أو مصر مرفوضة".

وزار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الخميس إسرائيل حيث وصف هجوم حركة حماس بأنه "عمل إرهابي لا يوصف"، وطلب تسريع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وقتل 16 صحافياً فلسطينياً جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وفق ما أعلنت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، فيما "أصيب العشرات".

توسع نطاق الحرب
وفيما يخشى العالم توسع نطاق الحرب، شهدت المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل الخميس تبادلاً لإطلاق النار. وأعلن حزب الله في بيانين منفصلين استهدافه مواقع عسكرية داخل إسرائيل. وتبنّت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إطلاق دفعة من ثلاثين صاروخاً باتجاه اسرائيل انطلاقا من لبنان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه رد بقصف مدفعي على مصادر النيران.

ومنذ بدء الحرب الأخيرة، أسفر تبادل القصف عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن مقتل 21 شخصاً في لبنان، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس، هم 13 مقاتلاً من حزب الله وخمسة مقاتلين فلسطينيين، إضافة إلى ثلاثة مدنيين بينهم مصور في وكالة أنباء رويترز.

وقُتل ثلاثة أشخاص على الأقل في الجانب الإسرائيلي.

وتتواصل المواجهات في عدد من مناطق الضفة الغربية المحتلة بين شبان وقوات إسرائيلية منذ بدء الحرب. وقتل تسعة فلسطينيين الخميس برصاص الجيش الإسرائيلي في عدة مدن من بينها طولكرم (شمال) ورام الله (وسط) وبيت لحم (جنوب)، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وبذلك، يرتفع عدد قتلى الضفة الغربية الذين قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي ومستوطنين منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إلى 75.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته اعتقلت "80 مشتبها به" في أنحاء الضفة خلال الليل "من بينهم "63 ناشطاً إرهابيًا في حماس"، ما يرفع عدد المعتقلين منذ بدء الحرب إلى 524.

ويوجه بايدن خطابا إلى الأمة الخميس عند الساعة 20,00 (منتصف الليل ت غ) من المكتب البيضوي، سيتطرق فيه الى موقف وردّ الولايات المتحدة "على الهجمات الإرهابية لحماس ضد إسرائيل".