وصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الإثنين إلى كييف في زيارة غير معلنة، تهدف إلى طمأنة أوكرانيا بشأن استدامة الدعم الأميركي في مواجهة الغزو الروسي.

وقدّمت الولايات المتحدة مساعدات بعشرات مليارات الدولارات منذ بداية هذه الحرب في شباط/فبراير 2022، كما تعهّدت مراراً دعم كييف طالما كان ذلك ضرورياً، غير أنّ هذا الوعد تقوّضه المعارضة المتنامية من قبل بعض المشرعين الجمهوريين.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان إن أوستن "يزور أوكرانيا اليوم (الاثنين) للتشديد على دعم الولايات المتحدة الثابت لكفاح أوكرانيا من أجل الحرية".

وأضاف البيان "سيشدد كذلك على التزام الولايات المتحدة المتواصل تقديم المساعدة الأمنية التي تحتاجها أوكرانيا للدفاع عن نفسها أمام العدوان الروسي".

وسيلتقي أوستن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير الدفاع رستم أوميروف وقائد القوات المسلّحة الأوكرانية فاليري زالوجني.

وهذه الزيارة إلى كييف عبر قطار من بولندا، هي الثانية لوزير الدفاع الأميركي منذ الغزو الروسي لهذا البلد في شباط/فبراير 2022.

وتشكل واشنطن الطرف المانح الأكبر للمساعدة العسكرية إلى كييف ومن شأن احتمال تخفيض المساعدة العسكرية الأميركية أن يشكل ضربة لأوكرانيا.

هجوم روسي على أفدييفكا
وحث أوستن ووزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن المشرعين الأميركيين خلال جلسة في تشرين الأول/أكتوبر إلى مواصلة الدعم لأوكرانيا. وقال أوستن يومها "من دون دعمنا سينجح (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

وترتدي هذه المساعدات أهمية أكبر بالنسبة لأوكرانيا بعدما فشل هجومها المضاد في الصيف إلى حدّ كبير في تحرير الأراضي المحتلّة من قبل موسكو.

ويأتي ذلك فيما استعادت روسيا زمام المبادرة في تشرين الأول/أكتوبر مع شن هجمات في الشرق، بينما تؤكد كييف أنّ موسكو تعتزم أيضاً استئناف حملة القصف خلال فصل الشتاء لإغراق ملايين الأوكرانيين في البرد والظلام.

على الأرض، لا يزال الوضع متوتراً الإثنين، فقد أدى قصف موقف للسيارات في خيرسون إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح في الصباح، حسبما ذكرت الإدارة الإقليمية. وتتعرّض هذه المدينة الكبيرة الواقعة في الجنوب للقصف بشكل شبه يومي من قبل الجيش الروسي.

قرب خيرسون، في أحد المحاور المهمّة للهجوم المضاد الأوكراني حيث تمكّنت قوات كييف من الحصول على موطئ قدم على الضفّة اليسرى لنهر دنيبرو التي يحتلّها الروس، أفادت هيئة الأركان العامّة الأوكرانية صباح الاثنين أنّ القوات الأوكرانية "تواصل التمسّك بمواقعها".

أما في الشرق، فيواصل الجيش الروسي "محاولاته لتطويق مدينة أفدييفكا" الصناعية في منطقة دونيتسك التي تعرّضت لهجمات مكثّفة في الأسابيع الأخيرة، وفق المصدر ذاته.

"تداخلات"
بالنسبة لأوكرانيا التي لا تملك اكتفاءً ذاتياً في صناعة الأسلحة، ترتدي المساعدات الغربية والأميركية خصوصا، أهمية بالغة، في الوقت الذي وجّهت فيه روسيا ميزانيّتها واقتصادها نحو المجهود الحربي.

غير أنّ بعض المشرّعين الجمهوريين يعارضون مواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا ويهاجمونها بشدّة، الأمر الذي يساهم في تأجيج الشكوك بشأن حجم الدعم الأميركي واستدامته في الأشهر المقبلة. ومن هذا المنطلق، اسقط بند تمديد جديد للمساعدات الأوكرانية من اتفاقية الميزانيّة الموقتة التي اقرها الكونغرس الأسبوع الماضي.

رغم ذلك، شدّد مسؤول كبير في وزارة الدفاع أمام الصحافيين على "قناعته" بأنّ "الكونغرس سيقدّم ذلك الدعم" في نهاية المطاف.

ولكنّ نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ، صرّحت في بداية الشهر الحالي، بأنّ برامج المساعدات "تمّ تقليصها لأنه كان علينا موازنة دعمنا لأوكرانيا".

وإضافة إلى ذلك، يصرف الصراع بين إسرائيل وحماس الانتباه عن أوكرانيا. وفي السياق، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال استقباله مجموعة من وسائل الإعلام بما في ذلك وكالة فرانس برس الخميس، إلى أن القتال في قطاع غزة أدى إلى تباطؤٍ في تسليم قذائف المدفعية من عيار 155 ملم، التي تعدّ ضرورية لجيشه.

لكن الولايات المتحدة تؤكد أنها قادرة على تقديم المساعدة للأوكرانيين والإسرائيليين.

وفي هذا الإطار، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية إنّ "المسألة لا تتعلّق في ما إذا كانت هناك منافسة أو تسويات بشان دعم الولايات المتحدة" لأوكرانيا وإسرائيل.

وأضاف "هناك تداخلات، لكن عندما يكون هناك تداخل بالنسبة لبعض الذخائر... فإنّنا لا نخفض الإمدادات إلى أوكرانيا".