إيلاف من مراكش:احتفل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، السبت، ببلوغ دورته العشرين، وذلك في حضور عدد كبير من السينمائيين العالميين والمغاربة، الذين استعادوا المسار الذي قطعه المهرجان، منذ انطلاقته سنة 2001.

شريط ذكريات

تميز هذا الحفل بعرض فيلم استعادي، من توقيع المخرج المغربي حكيم بلعباس، يوثق لأقوى اللحظات التي ميزت مسار هذه التظاهرة الدولية التي انطلقت في 2001، وكان من أهدافها الرقي بالأعمال السينمائية الجيدة، والمساهمة في الرفع من المستوى الفني للسينما العالمية، وتطوير الصناعة السينمائية بالمغرب،مع الترويج لصورة هذا البلد عبر العالم.

واستحضر الشريط الوثائقي مختلف الشخصيات التي ساهمت في إطلاقه وتحقيق إشعاعه، والنجوم العالميين الذين شاركوا في دوراته السابقة، سواء بالمشاركة في المسابقة الرسمية أو رئاسة وعضوية لجنة التحكيم، أو التكريم، أو إغناء فقراته بالنقاش والحوار في فقرة "ماستر كلاس" أو "حوار مع ..".

تراكم وتميز

وتميز الحفل بإلقاء كلمتين لكل من ميليتا توسكان دو بلونتيي، مستشارة رئيس مؤسسة المهرجان، وفيصل العرايشي، نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان، ركزا فيهما على أهم المحطات التي قطعها المهرجان، وما سجله من تطور على مدى دوراته ال19.

ميليتا توسكان دو بلونتيي، مستشارة رئيس مؤسسة المهرجان، وفيصل العرايشي، نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان،خلال الحفل

وشكرت دو بلونتيي، الملك محمد السادس، على تمكينه المغرب من مهرجان سينمائي كبير، وعلى الثقة التي وضعها في زوجها المنتج السينمائي الفرنسي الراحل، دانيال توسكان دي بلونتيي ، لتصميم أول دورة للمهرجان سنة 2001. كما شكرت الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان، على ثقته ودعمه الدائم.

وتحدثت دو بلونتيي عن الدورات السابقة، التي استقبل خلالها المهرجان أكبر الأسماء في السينما العالمية، مثل فرنسيس فورد كوبولا ومارتن سكورسيزي وإيزابيل هوبير ودافيد لينش وليوناردو دي كابريو وتيلدا سوينتون. وقالت إن المهرجان يهدف، من خلال مسابقته الرسمية، إلى اكتشاف مواهب جديدة. كما توقفت عند التراكم المسجل على مستوى الفقرات التي تميز مهرجان مراكش، كفقرات "حوار مع .." و"التكريمات" و"ورشات الأطلس"، مع حديثها عن الدعم والترويج الذي وفره المهرجان للسينما المغربية.

لغة عالمية

من جهته، تحدث العرايشي عن المكانة البارزة التي بات المهرجان يحتلها،فقال:"بينما نراجع ذكريات المهرجان، نتذكر مرور المواهب الخارقة على البساط الأحمر. لم يكتف هؤلاء الفنانون بالترفيه علينا، بل قاموا أيضا بتحدي وإلهام وتغيير مسار السينما من خلال أعمالهم الرائدة".

وأشار العرايشي إلى أن المهرجان حظي بشرف استقبال فنانين حازوا على جوائز الأوسكار، وشخصيات كبرى ساهمت في النهوض بالصناعة السينمائية عبر العالم، مبرزا أن حضورها بمراكش يشكل مصدر إلهام بالنسبة للفنانين الشباب.

من احتفالية بلوغ مهرجان مراكش دورته العشرين

وأضاف أن هذه الشخصيات السينمائية العالمية "أظهرت لنا من خلال عملها وحضورها في المهرجان كيف تتجاوز السينما اللغة والثقافة والجغرافيا، وعززت فكرة أن الفيلم لغة عالمية، قادرة على توحيد أناس من جغرافيات مختلفة، في تجربة إنسانية مشترك، فزرعت توجيهاتها بذور مستقبل السينما، مما يضمن استمرار تطور وازدهار هذا الشكل الفني".

عشاء ملكي

وكان الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قد ترأس ، مساء السبت، حفل عشاء أقامه الملك محمد السادس، بمناسبة الافتتاح الرسمي للدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. إثر ذلك، قدمت للأمير مولاي رشيد لجنة التحكيم،إلى جانب النجوم العالميين الحاضرين في هذه التظاهرة والشركاء الأجانب والمغاربة.