قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية): أطلقت حماس الخميس سراح رهينتين إسرائيليتين كانت تحتجزهما في قطاع غزة من أصل عشر رهائن من المتوقع أن تسلمهما في اليوم السابع من الهدنة مع إسرائيل، الذي شهد هجوما في القدس أسفر عن ثلاثة قتلى وتبنته الحركة.

وفي هذه الأثناء التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في ثالث زيارة له إلى الدولة العبرية منذ اندلاع الحرب، سعيا للضغط لتمديد الهدنة لضمان إطلاق سراح مزيد من الرهائن ومواصلة وصول المساعدات إلى قطاع غزة.

وأكد بلينكن لنتانياهو أنه "من الضروري" حماية المدنيين في جنوب قطاع غزة مع قرب انتهاء الهدنة في الساعة 5,00 ت غ الجمعة.

تمديد
وبدأ سريان الهدنة في 24 تشرين الثاني(نوفمبر)، بعد سبعة أسابيع من القصف الإسرائيلي المدمّر على قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) داخل أراضي الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول(أكتوبر).

وفي مؤشر إلى هشاشة الوضع، قتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأتان وأصيب ستة إصابة ثلاثة منهم خطرة، صباح الخميس في هجوم بأسلحة نارية نفذه مسلحان عند محطة لتوقف الباصات في غرب مدينة القدس، بحسب الشرطة الإسرائيلية.

وتبنت حماس الهجوم، مشيرة في بيان إلى أن المنفّذين ينتميان إلى جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، داعية إلى "التصعيد".

وأكدت الشرطة مقتل المهاجمين مشيرة إلى أنهما شقيقان في الثلاثينات وهما أسيران محرران من السجون الإسرائيلية.

وفي عملية أخرى، أصيب جنديان بجروح طفيفة في عملية دهس عند حاجز عسكري في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أفاد الجيش مشيرا إلى "تحييد" المهاجم.

وقبل انتهاء العمل بالهدنة الخميس عند الساعة السابعة صباحا (الخامسة ت غ)، أعلن الجيش الاسرائيلي على منصة إكس أن "الهدنة العملياتية ستستمر" مشيرا إلى تلقي "لائحة (بأسماء) نساء وأطفال" من المتوقع أن تفرج عنهم حماس.

من جانبها، أعلنت حركة حماس صباح الخميس التوصل على تمديد الهدنة "ليوم سابع"، وهو ما أكدته قطر التي كانت تجري مفاوضات مكثفة بهذا الصدد بدعم من مصر والولايات المتحدة.

أكد مصدر في حماس الخميس لوكالة فرانس برس أن الحركة ستطلق سراح "10 إسرائيليين بينهم اثنان يحملان الجنسية الروسية" في إطار اتفاق التهدئة.

وأطلق سراح رهينتين أوليين بعد الظهر هما بحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ميا شيم (21 عاما) التي تحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية وعاميت سوسانا (40 عاما).

وتوقع الجيش تسلّم الصليب الأحمر مزيدا من الرهائن الإسرائيليين "في الساعات القليلة المقبلة".

وسمحت الهدنة خلال ستة أيام منذ بدء سريانها الجمعة بإطلاق سراح 70 رهينة إسرائيلية و210 معتقلين فلسطينيين.

كذلك أطلق سراح نحو 30 أجنبيا معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل، خارج إطار هذا الاتفاق. وسمحت الهدنة أيضا بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر.

واحتجزت حماس خلال هجومها غير المسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية 240 رهينة اقتادتهم إلى غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي. وقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول من الهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردّت إسرائيل بقصف مكثف على غزة ترافق منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، متوعدة بـ"القضاء" على حماس، ما تسبب بمقتل أكثر من 15 ألف شخص معظمهم من المدنيين وبينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس. وحوّل القصف أجزاء كبيرة من شمال القطاع إلى أنقاض. ويقدر الدفاع المدني في غزة عدد المفقودين بنحو سبعة آلاف شخص.

وبعد لقائه نتانياهو، توجه بلينكن إلى مقر السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية المحتلة للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وصرح بلينكن خلال لقاء مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في تل أبيب أن التهدئة "تؤتي ثمارها ونأمل أن تستمر".

كما شدد على وجوب "اتخاذ خطوات فورية لمحاسبة المستوطنين المتطرفين على أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".

وتشهد الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر تصعيدا أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 240 فلسطينيا برصاص القوات الإسرائيلية والمستوطنين وإصابة نحو 3000، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.

وفيما كانت المفاوضات مستمرة لتمديد الهدنة، جرت عملية التبادل السادسة لمعتقلين فلسطينيين مع رهائن لدى حماس ليل الأربعاء الخميس.

وسلّمت حماس 10 رهائن إسرائيليين من بينهم خمسة من مزدوجي الجنسية (هولندي وثلاثة ألمان وأميركي) بالإضافة إلى روسيتين وأربعة تايلانديين للصليب الأحمر قبل نقلهم إلى إسرائيل.

ودعت آدام أدار حفيدة يافا أدار (85 عاما) التي أطلقت حماس سراحها في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، "السلطات الإسرائيلية والأسرة الدولة إلى عدم التوقف طالما لم يعد الجميع إلى ديارهم".

في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 30 فلسطينيا، هم بحسب الوسيط القطري، 14 امرأة و16 قاصرا.

ومن بين الأشخاص المحرّرين الناشطة الفلسطينية الشابة عهد التميمي التي اعتقلت مطلع تشرين الثاني/نوفمبر بسبب منشور نسب إليها على إنستغرام وفق ما أفاد مصدر أمني إسرائيلي، يتوعد الإسرائيليين بـ "الذبح".

وقالت والدتها ناريمان التي لا يزال زوجها معتقلا، إن ابنتها لا تقف وراء هذا المنشور إذ ان إسرائيل تعطل بشكل منهجي كل حسابتها على شبكات التواصل الاجتماعي.

وكان في استقبال المعتقلين المفرج عنهم حشد من أقاربهم، لكن على غرار ما يحصل منذ ليال عدّة، اندلعت صدامات بين المحتفلين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية خارج سجن عوفر الذي أطلق منه الأسرى، ما أدى إلى مقتل فلسطيني بالرصاص بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وإن كان اتفاق الهدنة سمح بتسريع دخول المساعدة الانسانية، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رأى الأربعاء أن "كمية المساعدات التي تصل إلى الفلسطينيين في غزة لا تزال غير كافية بتاتا" منددا بـ"كارثة إنسانية هائلة تحت أعين العالم".

وتفرض إسرائيل حصارا جويا وبريا وبحريا على قطاع غزة منذ تولي حركة حماس السلطة فيه العام 2007، شددته في 9 تشرين الأول/أكتوبر مانعة دخول المياه والوقود والأغذية إليه.

ونزح 1,7 مليون شخص من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة من الشمال، المنطقة الأكثر دمارا، إلى الجنوب، فيما تضرّرت أكثر من 50 % من المساكن أو دُمّرت بالكامل جرّاء الحرب، وفق الأمم المتحدة.

آلاف النازحين الهدنة للعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة متجاهلين حظرا فرضه الجيش الإسرائيلي الذي سيطر على مناطق عدة هناك.

وقالت وعد طه، وهي فلسطينية غادرت منزلها في شمال غزة بعد أسبوعين من الحرب لوكالة فرانس برس "لو كنت أعلم أن الحياة في الجنوب (القطاع) ستكون على هذا النحو ما كنت غادرت، كنت لأتمنى أن أموت، لأن ذلك سيكون أفضل من الوضع الذي أعيش فيه الآن".

وتابعت "الحياة هنا صعبة جدا والناس أصبحوا أشرارا" مشيرة إلى "شجارات يومية" بين نازحين وإلى "انتشار الأمراض".