اعترف مسؤول أمني أوكراني رفيع بأن الهجوم المضاد الذي تشنه بلاده لم يلب الآمال التي كانت معلقة عليه.

لكن أولسكي دانيلوف، منسق أعمال حكومة الحرب الأوكرانية، يصر على أن "ذلك لا يعني أن النصر لن يكون حليف الأوكرانيين".

وتحاول أوكرانيا الحصول على حزمة مساعدات جديدة من الغرب، خاصة الولايات المتحدة، ويعتقد دانيلوف أنه على الأقل "ستحصل أوكرانيا على بعض المساعدات العسكرية".

وقال سكرتير مجلس الدفاع الأوكراني في لقاء حصري مع بي بي سي، قبل بداية الهجوم مطلع الصيف الماضي، وتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة "فرصة تاريخية" لبلاده.

لكن الآن وبعد نتائج الهجوم المضاد النهائية حتى الآن، يقول "كانت لدينا آمال لكنها لم تتحقق".

ويضيف "حقيقة أننا ندافع عن بلدنا لمدة عامين هي انتصار كبير في حد ذاتها".

كانت القوات الأوكرانية ترجو أن تحرر مناطق شاسعة من أراضيها الواقعة تحت الاحتلال الروسي، منذ غزوها في فبراير/شباط عام 2022، وكذلك قطع خطوط الإمداد الروسية إلى شبه جزيرة القرم.

لكن الافتقار إلى السيادة الجوية الواضحة، والدفاعات الروسية القوية، جعلت كل هذه الآمال تذهب سدى.

ولذلك يقر دانيلوف بأن الآمال التي وضعوها في السابق، كان مبالغا فيها، ويضيف "الناس يرتكبون الأخطاء، ولايمكن أن تكون موفقا بشكل تام طوال الحياة".

ويواصل أن الوضع على خطوط المواجهة حاليا "صعب للغاية، خاصة وأن التكتيكات الحربية بما فيها تكتيكات حلف شمال الأطلسي الناتو، أصبحت قديمة جدا".

ويقول "لم نر حربا أخرى مثل هذه الحرب، لا خلال القرن العشرين، ولا الحادي والعشرين".

وتشهد أوكرانيا غضبا شعبيا متزايدا، ومطالبات بالتحقيق لمعرفة أسباب ما جرى على الجبهات خلال الأشهر الماضية، ومعرفة المسؤول عن الإخفاق، هل هم الحلفاء الغربيون أم القوات المسلحة الأوكرانية؟

من جانبه رفض دانيلوف تحديد موعد شن أي هجوم مضاد جديد، وقال "أقول بكل تأكيد أننا لن نتوقف، وسنستمر في القتال من أجل الحرية، والاستقلال".

ورغم الدفاعات الأوكرانية خلال فصل الشتاء، إلا أن القوات الروسية يبدو أنها تقوم بحصار مدينة أفديفيكا، وتضغط للسيطرة على مارينكا القريبة من دونيتسك.

تأخر الدعم الأمريكي "ليس بأزمة"

يقول دانيلوف بكل ثقة إن الدعم الأمريكي سيصل حتى لو لم يكن بالحجم المطلوب الذي ترجوه أوكرانيا. وهناك حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار، معطلة بسبب المناقشات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في الكونغرس الأمريكي.

وفي الوقت نفسه يعبر بعض الأعضاء في الحزب الجمهوري داخل الكونغرس عن شعورهم بأنه قد لا يتم تخصيص مساعدات لأوكرانيا، خلال المستقبل القريب.

ويقول دانيلوف "لكن لو تأخر الدعم فلا يجب أن نحول ذلك إلى مناحة".

وبسؤاله لو كانت أوكرانيا ستخسر الحرب لو فقدت الدعم الأمريكي، رفض الحديث عن التقديرات قائلا "الحقيقة تقف في جانبنا".

ويضيف "هل سيدمرنا بوتين، قبل أن يدمر الإنسانية بأسرها؟ سيقتل أطفالنا ونساءنا، وعجائزنا، فهل سيشاهد العالم ذلك دون أن يحرك ساكنا"؟

ونفى دانيلوف أيضا التقارير الصحفية التي تحدثت عن توتر في العلاقات بين الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، ورئيس هيئة أركان الجيش، فاليري زالوزني.