أعلن الصليب الأحمر مقتل اثنين وإصابة سبعة آخرين في "هجوم متعمد" على قافلة مساعدات في العاصمة السودانية الخرطوم.

وكان من المقرر أن تقوم السيارات والحافلات بإجلاء أكثر من مئة مدني، وتقول المؤسسة الخيرية إن المركبات الست كانت "تحمل علامة الصليب الأحمر بوضوح" .

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن من بين الجرحى ثلاثة من العاملين في مؤسسة خيرية، وقالوا في بيان إنهم "شعروا بالصدمة والفزع".

ودخلت الحرب الأهلية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية شهرها الثامن.

وكانت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) قد ذكرت في وقت سابق من يوم الأحد، إنها حصلت على التزام من الجانبين بتنفيذ وقف إطلاق النار وإجراء محادثات مباشرة.

وأضافت أن قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع التزما بالتوصل إلى تسوية سلمية، على الرغم من عدم التزامهما في السابق.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الهجوم وقع في حي الشجرة غربي المدينة يوم الأحد، خلال الاستعداد لنقل "أكثر من مائة مدني معرض للخطر" من الخرطوم إلى ود مدني.

وأضافت أن العملية الإنسانية جاءت بناء على طلب أطراف النزاع، وقد جرى التنسيق معها، وقدم الطرفان ضمانات أمنية.

وقال بيير دوربس، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، إن الهجوم "غير مقبول"، مضيفاً "لقد صُدمتُ بعدم الاحترام التام لشارة الصليب الأحمر، التي ينبغي احترامها وحمايتها وفقاً للقانون الإنساني الدولي".

وتابع دوربس: "كانت مهمتنا اليوم هي قيادة هؤلاء المدنيين إلى بر الأمان. وبدلاً من ذلك، فقدوا أرواحهم بشكل مأساوي. قلبي ينفطر من أجل أحباء القتيلين، ونأمل أن يتعافي المصابون بشكل كامل".

وكان من بين من ينبغي إجلاؤهم مرضى وأطفال وأيتام وكبار في السن، كانوا بحاجة إلى نقلهم إلى منطقة أكثر أماناً؛ لكن عملية الإخلاء ألغِيت لحين إجراء تقييم أمني جديد.

ودعت اللجنة الدولية إلى توفير الحماية الفورية لجميع المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وفي المجال الطبي.

يُذكر أن الانقلاب في السودان الذي وقع قبل عامين، أدى إلى اعتقال رئيس الوزراء وحكومته وحل الحكومة.

جاء ذلك في الوقت الذي كان اقتصاد البلاد يعاني أزمة عميقة، مع ارتفاع التضخم ونقص الغذاء والوقود والدواء.

ومنذ ذلك الحين، يدير السودان مجلس من القيادة العسكرية، على رأسهم الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة ورئيس البلاد فعلياً، ونائبه وزعيم قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

ويختلف البرهان وحميدتي حول الاتجاه الذي ينبغي أن تسير فيه البلاد نحو الانتقال إلى الحكم المدني.

وكان القتال قد بدأ في السودان في أبريل/نيسان، بعد إعادة انتشار قوات الدعم السريع في جميع أنحاء البلاد، في خطوة اعتبرها الجيش بمثابة تهديد.

وقد عُلّقت الآمال على المحادثات لحل الوضع، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.

ولا يزال هناك خلاف حول من أطلق شرارة الاقتتال الذي سرعان ما تصاعد في أجزاء مختلفة من البلاد.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ستة ملايين سوداني نزحوا حتى الآن بسبب الحرب.