تنقل "إيكونوميست" البريطانية عن أحد المسؤولين الأمنيين قوله إن الهجوم الحالي واسع النطاق هو الأخير في الحرب ضد حماس، مضيفًا: "ستكون المرحلة التالية أقل كثافة"

إيلاف من بيروت: مع انهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة أسبوعه العاشر، لامؤشرات إلى تراجع في حدته. فقد نشرت القوات الإسرائيلية فرقة كاملة في مدينة خان يونس، حيث تعتقد أن كبار قادة حماس متحصنون الآن. ولا تزال ثلاث فرق مدرعة تعمل في شمال القطاع.

اندلعت اشتباكات عنيفة في الشجاعية وجباليا بمدينة غزة، ويقوم الجيش الإسرائيلي بتدمير الأنفاق، التي يلجأ إليها مقاتلو حماس، والبنية التحتية، العسكرية والمدنية، في المدينة وضواحيها. ويستمر القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 18 ألفًا من سكان غزة، معظمهم من المدنيين.

تنقل "إيكونوميست" البريطانية عن أحد المسؤولين الأمنيين قوله إن الهجوم الحالي واسع النطاق هو الأخير في الحرب ضد حماس، مضيفًا: "ستكون المرحلة التالية أقل كثافة".

السؤال الكبير بالنسبة إلى جنرالات الجيش الإسرائيلي هو إن كان هذا التحول سيحبط هدف إسرائيل الرئيسي من الحرب، أي تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس. بحسب المجلة البريطانية، لا خيار أمام إسرائيل سوى تقليص هجومها، فحليفتها الولايات المتحدة تصر على "مستويات أقل من القوة النارية لتجنب المزيد من القتل الجماعي للمدنيين"، إضافة إلى أن التعبئة المستمرة لنحو 360 ألف جندي في الاحتياط بدأت في إرهاق الاقتصاد الإسرائيلي.

وهم النصر
تحاول إسرائيل إيهام مواطنيها بأن حماس تنهار، وأن جيشها يسيطر على مناطق واسعة في القطاع. وظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي لعشرات الرجال الذين اعتقلهم جنود إسرائيليون، تم تجريدهم من ملابسهم لتفتيشهم بحثًا عن أحزمة ناسفة. ورفع الجيش العلم الإسرائيلي في ساحة فلسطين بمدينة غزة وأضاء شموع هانوكا في مواقع عدة في ساحات القتال. "لكن هذه ليست صورة النصر التي تؤكد النصر النهائي التي يطالب بها المواطنون الإسرائيليون قادتهم"، وفق "إيكونوميست"، التي تضيف: "ربما قتل الجيش الإسرائيلي نصف رجال حماس ويقدر عددها بنحو 30 ألف مقاتل، لكن لا يزال لحماس آلاف الجنود، يخرجون من الأنفاق لتنفيذ كمائن لجنود إسرائيليين قُتل منهم نحو 100 جندي. ولا تزال حماس تحتجز أكثر من 130 رهينة، وهم في خطر من القصف المستمر".

ففي الثامن من ديسمبر، أصيب جنود إسرائيليون بجروح أثناء محاولة فاشلة لإنقاذ رهينة. وعرضت حماس في وقت لاحق لقطات مروعة لرهينة ميت، وهو مدني إسرائيلي يبلغ من العمر 25 عاما. وتزعم حماس أن الإسرائيليين قتلوه أثناء محاولتهم إنقاذه، وتزعم إسرائيل أن حماس قتلته.

إلى ذلك، لم تتمكن إسرائيل من قتل قادة حماس، "فهذا يحيى السنوار ومحمد ضيف ومروان عيسى ما زالوا على قيد الحياة حتى الآن، ويعود الفضل في ذلك جزئياً إلى شبكة أنفاق حماس التي تمتد مئات الأميال، والتي فشلت إسرائيل في تدميرها على الرغم من قوتها النارية وقدرات المراقبة بفضل المسيرات".

المصدر: "مجلة "إيكونوميست" البريطانية