الكويت: توفي أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح السبت عن عمر 86 عامًا، وفق ما أعلن الديوان الأميري، بعد عهد دام ثلاث سنوات، وعقود من تاريخ سياسي واجتماعي وأمني وعسكري لُقب خلاله بـ"أمير العفو والتواضع والإنجازات". وأعلن مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية برئاسة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، الحداد 40 يوماً في البلاد، وإغلاق الدوائر الرسمية 3 أيام.

وفي 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، دخل الشيخ نواف، المستشفى إثر وعكة صحية، لم يحدد الديوان الأميري طبيعتها، ولكن تأتي بعد رحلات علاج عديدة خارج البلاد خلال فترة حكمه القصيرة.

وجاء مرضه الأخير غداة قرار بالعفو شمل سياسيين بالبلاد، قبل أن تظهر هاشتاغات (وسم) تفخر بما قدم في حياته، منها أمير التواضع والعفو والإنجازات التي عرفت بها سيرته السياسية.

ونعاه الديوان الأميري في بيان قال فيه: "ببالغ الحزن والأسى، ننعى الى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه ظهر اليوم السبت".

وقطع التلفزيون الرسمي الكويتي في وقت مبكر السبت بث البرامج المعتاد، وبث تلاوة من القرآن.

مولده ونشأته
ولد الشيخ نواف الأحمد الصباح في 25 حزيران (يونيو) عام 1937. له أربعة أبناء وابنة واحدة. ترك بصماته الواضحة في الساحة السياسية الكويتية، حيث شغل مناصب عديدة تعكس رحلة حافلة بالتفاني والإلتزام.

توجهت مسيرته السياسية نحو قيادة البلاد منذ توليه منصب ولي العهد لأخيه الراحل صباح الأحمد الصباح، لفترة امتدت 14 عاماً، ابتداءً من 20 شباط (فبراير) 2006.

والشيخ نواف الأحمد الصباح هو الابن السادس للأمير أحمد الجابر الصباح، الذي قاد الكويت بين عامي 1921 و1950. بدأ حياته السياسية في العام 1962، حيث تولى منصب محافظ منطقة حولي، ومن ثم شغل عدة مناصب وزارية مهمة، بدءًا من توليه حقيبة وزارة الداخلية في عام 1978، ووزارة الدفاع في عام 1988.

وفي أول مجلس وزراء تم تشكيله بعد تحرير البلاد في 1991، تسلم الأمير نواف حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

لعب الأمير الراحل دوراً مهماً في تشكيل التحالف الدولي لصد الغزو العراقي عام 1990، وقاد المساعي الوطنية للمساهمة في استقرار المنطقة. في عام 1994، أصبح نائباً لرئيس الحرس الوطني، وعاد في العام 2003 ليتسلم مجدداً وزارة الداخلية.

ترك الأمير نواف بصمة عميقة كوزير للداخلية، حتى أصبح ولياً للعهد في العام 2006. وفي 29 أيلول (سبتمبر) 2020، تولى رسمياً منصب أمير البلاد. واجه تحديات صحية، وفي صباح يوم 16 كانون الأول (ديسمبر) 2023، أعلن الديوان الأميري وفاته.

صورة أرشيفية تجمع بين أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح(الديوان الأميري)

الشيخ نواف الأحمد الصباح يرحل بعد مسيرةٍ سياسية حافلة

قائد ملهم
كان الأمير الراحل يتميز بشخصية هادئة وحازمة ومتزنة، وكان محبًا للعمل والإنجاز. كما أشير إلى مساهمته الكبيرة في تحقيق النجاح في جميع المناصب التي شغلها على مدى ستة عقود.

تميز الشيخ نواف بقدرته على التعايش مع المواطنين بكل بساطة وتواضع ومحبة، مما جعله قريبًا من قلوب الناس. وقبل أن يتولى ولاية العهد، أحرز إنجازًا كبيرًا في تحويل منطقة حولي من قرية إلى مركز حضاري وسكني نابض بالحياة والنشاط التجاري والاقتصادي. وقد شهدت المنطقة نموًا حديثًا في العمران تحت إشرافه.

نظام الحكم
تتميز دولة الكويت بحياة سياسية نشطة وبرلمان قوي يملك صلاحيات تشريعية واسعة، رغم أن مفاتيح السلطة تبقى بشكل أساسي في أيدي عائلة آل الصباح الحاكمة. ويعد نظام الحكم في الكويت أميري ديمقراطي وهو نظام وراثي دستوري، يستمد شرعيته من الدستور الكويتي، ويتيح نقل السلطة داخل الأسرة الحاكمة من ذرية مبارك الصباح، ولقب الحاكم هو الأمير، ومن بعده يتولى ولي العهد مقاليد الحكم.

الأمير مشعل الأحمد الصباح

مشعل الأحمد الصباح أميراً للكويت

ويخلف الأمير الراحل ولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، البالغ من العمر 83 عامًا. يأتي هذا في ظل تحديات سياسية، حيث شهدت دولة الكويت الغنية بالنفط تشكيل سبع حكومات خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

ويتولى الأمير سلطاته التنفيذية من خلال وزرائه، ولا تنفذ الأحكام القضائية، إلا بعد مصادقة الأمير عليها، والذي يعد الوحيد الذي يمكنه العفو من الأحكام. ويرأس الكويت أمير البلاد، ويشرع قوانينها مجلس الأمة المكون من 50 عضوا يُنتخبون كل 4 سنوات بالاقتراع الشعبي الحر.وتنقسم السلطات في الكويت إلى سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية، يرأسها الأمير.