إيلاف من لندن: دانت محكمة بريطانية، رجلا شيشاني المولد، نمساوي الجنسية، بالتجسس على محطة تلفزيون إيرانية معارضة مقرها لندن لمساعدة متآمرين لتنفيذ خطة إرهابية.

واتهم ماغوميد حسين دوفتاييف (31 عاما) بمراقبة المقر الرئيسي لشركة إيران إنترناشيونال، في غرب لندنـ كجزء من خطة من قبل آخرين لتنفيذ هجوم إرهابي. وأدين بتهمة محاولة جمع معلومات مفيدة للإرهاب.

وعندما سئل دوفتاييف عن سبب اهتمامه بالمبنى والمناطق المحيطة به، قال لمحكمة "أولد بيلي" اللندنية إنه "بكل بساطة أحبه" وكان "متعجبًا من الهندسة المعمارية".

تصوير سري
وقال ممثلو الادعاء إن دوفتاييف، قام بتصوير مواد سرًا على هاتفه من أجل "تحديد نقاط الضعف" في أمن شركة الإعلام والتي يمكن أن يستغلها الآخرون.

وقال المدعي العام نيكولاس دي لا بوير، إن القناة التلفزيونية الناطقة باللغة الفارسية وموظفيها أصبحوا أهدافًا لأعمال انتقامية عنيفة بسبب تغطيتها للاحتجاجات في إيران، والتي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا في عام 2022 بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في إيران.

ولم يصدر عن دوفتاييف أي رد فعل وهو في قفص الاتهام عندما صدر الحكم بالإجماع. وقد تم حبسه على ذمة التحقيق وسيصدر الحكم عليه يوم الجمعة.

محطة ارهابية
وكانت إيران اعلنت أن المحطة التلفزيونية منظمة إرهابية.

ونفى دوفتاييف التهمة، وقال للمحكمة إنه "تم الإيقاع به" من قبل جهة اتصال مجهولة. وقال لهيئة المحلفين إنه لا يعرف سبب إرساله إلى تشيسويك بزنس بارك - الذي كان مقراً للمقر الرئيسي لشركة إيران الدولية - وأنه شعر بأنه تعرض للخداع من قبل جهة الاتصال التي لم يعرف هويتها.

وفي معرض تقديم الأدلة في دفاعه، اعترف دوفتاييف بأنه التقط مقطع فيديو على هاتفه وسط مجمع الأعمال.

وقال للمحكمة: "لديك هذه المباني وفي وسطها لديك البحيرة، وكنت مندهشًا من هذه الهندسة المعمارية، لقد أحببتها بكل بساطة".

وقال ممثلو الادعاء إنهم لا يشيرون إلى أن دوفتاييف نفسه كان يهدف إلى تنفيذ هجوم على المبنى أو العاملين فيه أو المشاركة فيه.

استطلاع عدائي
واستمعت المحكمة إلى أن دوفتاييف كان وصل إلى مطار غاتويك قادما من فيينا في 11 فبراير/شباط من هذا العام من أجل إجراء "استطلاع عدائي".

وسافر مباشرة إلى مقر المحطة التلفزيونية، حيث شوهد وهو يسير "بلا مبالاة" أمام المبنى. وأظهر الفحص اللاحق لهاتفه أنه كان يسجل الترتيبات الأمنية أثناء مروره.

وقيل إن زيارة دوفتاييف، هي الأحدث في سلسلة من ثلاث زيارات على الأقل قام بها "آخرون مجهولون"، قاموا أيضًا بالتقاط مقاطع فيديو، بدءًا من صيف عام 2022.

شرطة مكافحة الارهاب
وعلى صلة، قال القائد دومينيك ميرفي إن شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية "على دراية تامة" بالتهديد الذي تشكله إيران على أهداف محتملة على الأراضي البريطانية.

وقال رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة: "لفترة طويلة، كنا قلقين بشأن التهديدات المتوقعة على المملكة المتحدة من إيران"،

وأضاف: "في الوقت الحالي، لا نعرف سبب قيام دوفتاييف بهذا النشاط إلا أن نقول إننا نعتقد بقوة أن ذلك كان من أجل الإرهاب".

وأكد ميرفي أن المحطة التلفزيونية لا تزال تبث من لندن ولكن في موقع مختلف.
وأضاف أنه تم إحباط 15 مؤامرة "نفذتها إيران" ضد أفراد أو منظمات في المملكة المتحدة، وما زالت الشرطة على علم بالتهديد الذي تشكله الدولة المعادية.