إيلاف من لندن: في ختام جولته الرابعة للإقليم والخامسة لإسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر، أجرى وزير الخارجية الأميركي محادثات مع القادة الإسرائليين.
وعلمت "إيلاف" أن الوزير الأميركي أنتوني بلينكن، المحبط من المواقف الإسرائيلية، كما حال البيت الأبيض، سيعرض على القادة الإسرائليين "أجندة" مهمة من الضروري السعي من جانب تل أبيب لتنفيذها للخروج من المأزق الراهن الذي سببته حرب غزة والتصعيد المرافق الذي لا نهاية له.

مواقف عربية
وقالت مصادر دبلوماسية غربية، أمام "إيلاف" إن بلينكن سيبلغ تل أبيب بمواقف الدول العربية الثرية التي زارها وتتقدمها المملكة العربية السعودية والامارات وقطر، والتي تتلخص ببساطة أن هذه الدول ليست مستعدة لضخ الأموال أو رأس المال السياسي في حل المشكلة أو المساهمة في إعادة إعمار غزة، حتى يتم إيجاد "مسار عملي" حقيقي للشعب الفلسطيني.
وأضافت المصادر أن الوزير بلينكن يحتاج إلى إقناع القادة الإسرائيليين بأن من مصلحتهم تخفيف التوترات والانسحاب من القتال الأكثر ضراوة في غزة، مع الاعتراف أيضًا بأن حماس لا تزال نشطة وأن التهديد داخل غزة لم يتحقق بعد وأهداف إسرائيل.
وعلم أن وزير الخارجية الأميركي الذي كان التقى يوم الإثنين بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ربما يعرض على قادة تل أبيب استئناف محادثات التطبيع السعودية، وإمكانية الاتفاق على حدود رسمية مع لبنان، والاتفاق على إطلاق سراح المزيد من الرهائن من غزة، إن لم يكن جميعهم.

لقاء مخيم العلا
وفي اللقاء الذي تم في المخيم الشتوي في محافظة العُلا، يوم الاثنين، تبادل الأمير محمد بن سلمان مع بلينكن الآراء حول تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ، خاصة الأحداث في غزة ومحيطها والمساعي بشأنها.
وأكد ولي العهد السعودي "أهمية وقف العمليات العسكرية (في غزة)، وتكثيف المزيد من الجهود على الصعيد الإنساني، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي إنه ناقش التطبيع ما بين إسرائيل والسعودية مع ولي العهد السعودي. وكان احتمال انضمام السعودية إلى ما يسمى بـ "اتفاقيات إبراهيم" هدفا رئيسيًا لإدارة بايدن قبل هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وقال المسؤولون في ذلك الوقت إنه تم إحراز بعض التقدم.
وأضاف بلينكن "هناك اهتمام واضح هنا بمواصلة" التطبيع. وتابع: "هناك مصلحة واضحة في المنطقة في متابعة ذلك، لكن ذلك سيتطلب إنهاء الصراع في غزة وسيتطلب بوضوح أيضًا أن يكون هناك مسار عملي لقيام دولة فلسطينية".
وقال بلينكن: "هذا ما سمعته من كل من تحدثنا إليهم حول هذا الموضوع. لكن الاهتمام موجود. إنه حقيقي. ويمكن أن يكون تحويليا".

تقليل المساعدات
وبالمقابل، فإنه من المحتمل أن يحذر بلينكن محادثيه الإسرائيلييين من أنه يمكن للولايات المتحدة أن تقلل من المساعدات العسكرية التي تقدمها لإسرائيل، أو يمكنها أن تزيل الغطاء الدبلوماسي الذي منحته لإسرائيل في الأمم المتحدة.
وإلى ذلك، قالت المصادر إنه رغم ذلك، لن يبتعد البيت الأبيض عن الجانب الإسرائيلي، لكن الإدارة الأميركي تعلم بالقدر نفسه أنها أصبحت معزولة بشكل متزايد على المسرح العالمي، وأنها لا تحصل على الكثير مقابل دعمها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وتتزايد معارضة الحرب أيضًا في الولايات المتحدة، كما اكتشف الرئيس بايدن مساء الاثنين عندما تعرض لمضايقات في تساؤلات وجهت إليه في تجمع سياسي.