نبدأ من صحيفة الغارديان البريطانية مع تقرير لكميل أحمد وروث مايكلسون بعنوان "فلسطينيون يدفعون آلاف الدولارات في محاولة للفرار من الحرب في غزة". يقول التقرير إن أعداداً من الفلسطينيين لا يجدون سبيلا للفرار من نيران الحرب في غزة إلا عبر دفع مبالغ تصل إلى عشرة آلاف دولار لسماسرة لمساعدتهم على الخروج من القطاع عبر مصر.

ووفقا للغارديان، لم يتمكن سوى عدد قليل جداً من الفلسطينيين من مغادرة غزة عبر معبر رفح الحدودي، لكن أولئك الذين يحاولون إدراج أسمائهم على قائمة الأشخاص المسموح لهم بالخروج يومياً يقولون إنه يُطلب منهم "دفع رسوم تنسيق كبيرة من قبل شبكة من السماسرة لها صلات مزعومة بأجهزة المخابرات المصرية".

يورد التقرير شهادة لرجل فلسطيني في الولايات المتحدة يقول إنه دفع تسعة آلاف دولار قبل ثلاثة أسابيع لإدراج زوجته وأطفاله على القائمة. وفي يوم السفر، قيل له إن أسماء أطفاله غير مدرجة وسيتعين عليه دفع مبلغ إضافي قدره ثلاثة آلاف دولار. وأضاف بأن السماسرة "يحاولون المتاجرة بدماء الغزيين"، معتبراً أن ذلك "أمر محبط ومحزن للغاية. وأضاف بأنهم "يحاولون استغلال الأشخاص الذين يعانون، والذين يحاولون الخروج من الجحيم في غزة". ولم تغادر عائلته بعد.

وأوردت الصحيفة تقديرات الأمم المتحدة التي تشير إلى أن 85% من سكان غزة أصبحوا الآن نازحين. معظم هؤلاء النازحين يتكدسون في مدينة رفح جنوب القطاع حيث تدفعهم الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية إلى الخروج من الأجزاء الوسطى والشمالية من المنطقة. وتقول الصحيفة إن "مصر، وهي لاعب إقليمي رئيسي في المفاوضات بشأن غزة، قاومت منذ فترة طويلة فتح معبر رفح، خوفاً من فرار الملايين من الناس إلى شبه جزيرة سيناء المجاورة". وتضيف بأن "القاهرة تقول إن هذا التدفق قد يشكل تهديداً أمنياً، وبحسب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فإن التدفق الجماعي للاجئين من غزة سيشكل سابقة منذ تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن".

وبحسب الغارديان، توجد شبكة من الوسطاء مقرها في القاهرة تساعد الفلسطينيين على مغادرة غزة وتمارس نشاطها قرب رفح منذ سنوات، لكن الأسعار ارتفعت منذ بداية الحرب من 500 دولار للشخص الواحد إلى آلاف الدولارات. وتقول الصحيفة إنها تحدثت إلى عدد من الأشخاص الذين قيل لهم إنه سيتعين عليهم دفع ما بين خمسة إلى عشرة آلاف دولار لكل منهم لمغادرة القطاع، وأطلق البعض حملات تمويل جماعي لجمع الأموال. وقيل للآخرين إن بإمكانهم المغادرة عاجلاً إذا دفعوا أكثر. وقال جميع من أجرت معهم الصحيفة المقابلات إنهم تواصلوا مع وسطاء من خلال اتصالات في غزة وإن الدفع يتم نقداً وأحيانًا من خلال وسطاء يقيمون في أوروبا والولايات المتحدة. بلال بارود، وهو مواطن أمريكي أصوله من غزة، قال للصحيفة إن وسطاء أخبروه إنه سيحتاج إلى جمع 85 ألف دولار لإخراج 11 من أفراد الأسرة من القطاع بما في ذلك خمسة أطفال دون سن الثالثة.

وتقول الصحيفة إن القوات الإسرائيلية اعتقلت والد بارود البالغ من العمر سبعين عاماً لفترة وجيزة في ديسمبر/ كانون الأول، وكان واحداً من مجموعة من الرجال الذين تم تجريدهم من ملابسهم الداخلية وتقييد أيديهم ونقلهم إلى مكان سري. ولم يتضمن التقرير المنشور رداً من الحكومة المصرية على ما جاء فيه.

أمر لا مفر منه

دبابة
Getty Images

وننتقل إلى صحيفة هآرتس الإسرائيلية وتحليل لألون بيكاس بعنوان "الحرب بين إسرائيل وحزب الله ستكون مدمرة لكلا الجانبين، فلماذا تبدو أمراً لا مفر منه؟".

ويقول الكاتب "لعل الأمر الأكثر خطورة فيما يتعلق بالمواجهة العسكرية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان هو الشعور بأن هذه المواجهة أمر مفروغ منه، ربما ليس كامتداد للحرب في غزة، ولكن في مرحلة ما في المستقبل القريب".

ويضيف بيكاس أن "الخطاب الحالي حول احتمالية وحتمية ونطاق الصراع بين إسرائيل وحزب الله مضلل إلى حد ما. ولا يتعلق الأمر فقط بالنزاع الإقليمي الذي لم يتم حله في لبنان أو المضايقات والهجمات المستمرة التي يشنها حزب الله، بل يتعلق الأمر أكثر بحرب أوسع مع إيران. ويرى أن هذه هي النقطة الحاسمة التي تتباين فيها تقييمات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية وتفضيلات السياسة الجيوسياسية بشكل كبير".

ويقول الكاتب إن الأهم من ذلك، بالنسبة للولايات المتحدة، هو أن هذا الصراع يتكون من جوانب جيوسياسية واستراتيجية مختلفة للغاية وينذر بحدوث صراعات أكبر، حيث تدعم كل من الصين وروسيا حزب الله، حتى إن كان دعمهم له يأتي بطرق مختلفة.

ويضيف أنه بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول قالت الولايات المتحدة إن منع التصعيد مع حزب الله في لبنان، ومع إيران في جميع أنحاء المنطقة مصلحة أساسية ورئيسية. وأشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى ذلك في خطابه الذي ألقاه في البيت الأبيض في 10 تشرين الأول/أكتوبر، ولتحقيق هذه الغاية، أرسل مجموعتين من حاملات الطائرات إلى المنطقة.

ويقول كاتب المقال إنه "من الممكن أن تكون الحرب بين إسرائيل وحزب الله مدمرة لكلا الجانبين. وعلى الرغم من التفوق العسكري الإسرائيلي إلى حد كبير، فإن ترسانة حزب الله الصاروخية الدقيقة تمثل نوعاً من التعادل".

وأضاف "من يعتقد أن حزب الله يمتلك ما يقرب من 150 ألف نوع مختلف من الصواريخ من بينها 20 ألفا تعمل بنظام جي بي اس بمدى يتراوح ما بين 250-3000 كما أنها قادرة على حمل ما بين 4050-500 كيلوغرام من القنابل. ويضيف أنه خلافاً لغزة، وهي عبارة عن جيب مطوق، فإن لبنان لديه حدود طويلة مع سوريا، والتي بدورها لها حدود طويلة مع العراق وتركيا مما يضمن مرور الأسلحة والمقاتلين".

التهجير القسري

الحرب في غزة
Getty Images

وننتقل إلى صحيفة الأيام الفلسطينية ومن مقال في صفحة الرأي لعبد الله السناوي بعنوان "الوجه الآخر للتهجير القسري".

ويقول الكاتب إنه "يوما بعد آخر تتصاعد دعوات التهجير القسري في الخطاب الإسرائيلي رغم الإدانات والتحذيرات الدولية المتواترة. فإذا ما تصورنا أن الخطر قد زال ببيان للخارجية الأمريكية الذي يشير إلى إن غزة لأهلها وسوف تظل كذلك، فإننا نخدع أنفسنا قبل الآخرين. ويقول إن المشروع قائم ويتم اتخاذ الإجراءات العملية، التي تجعل الحياة شبه مستحيلة في غزة".

ويضيف أن مشروع التهجير القسري من غزة إلى سيناء لم يطرح فجأة، فهو متداول منذ نشأة إسرائيل، التي أعرب مؤسسها ديفيد بن غوريون عن ندمه لعدم إخلاء القطاع من سكانه العرب في أجواء نكبة 1948.

ويرى الكاتب أن صلب ما سماه بـ "الاستهداف الأيديولوجي الصهيوني" هو إخلاء غزة من أهلها بالتهجير القسري، أو الطوعي كما يقترح الآن غلاة اليمين المتطرف لتجاوز الاعتراضات الإقليمية والدولية، التي تشمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجموعة العربية والأغلبية الساحقة من دول العالم.

ويقول الكاتب إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يتجنب بقدر المستطاع أي أحاديث مسهبة في هذا الموضوع الملغّم حتى لا يعرض نفسه لأي إحراجات مع الداعم الأميركي، أو لأي ضغوط أخرى عليه. ويضيف إن نتنياهو قال بشكل واضح وصريح "مشكلتنا هي الدول التي ترغب في استيعابهم، ونحن نعمل على هذا الأمر".