"أصبحت أبسط أمنياتي أن استحم وأنظف نفسي وأغير ملابسي ولو لمرة واحدة". هكذا بدأ معاوية، وهو اسم مستعار لنازح في مدينة رفح الفلسطينية بقطاع غزة، حديثه لبي بي سي.
يضطر معاوية إلى الوقوف في طابور لست أو سبع ساعات لملء غالون مياه من المستشفى التي تبعد 10 كيلومترات عن مكان نزوحه.
ويقول: "استخدام الحمام داخل المستشفى والمدرسة يكون بالدور، ويستغرق الأمر من خمس إلى ست ساعات لكي يأتي دورك".
وبنى معاوية حماما صغيرا من الخيش لأبنائه، موضحا أنه وجد مدخل عمارة بأحد الشوارع، فجمع بعض الاقمشة وأغلق مكانا صغيرا.
ويضيف: أنا أحمي أبنائي وأوفر الوقت والجهد لجلب المياه والسير بها لمسافة طويلة إلى حمام المستشفى أو المدرسة.
لم يختلف كلام معاوية كثيرا عن هدايت، وهو اسم مستعار لسيدة نزحت من مخيم المغازي إلى رفح.
وتقول لبي بي سي إن هناك انتشاراً للإسهال والنزلات المعوية وأمراض جلدية كالجدري وانتشار القمل والإنفلوانزا.
وتضيف: "هذه الحرب قضت علينا. لقد مررنا بتجارب لم نرها من قبل في حياتنا. حياتنا أصبحت عبارة عن مشقة".
ماذا نعرف عن مستشفيات شمالي قطاع غزة؟
لماذا تواصل إسرائيل استهدافها للمستشفيات في قطاع غزة؟
"الناس هنا تقضي حاجاتها في الشوارع"
ويقول تيمور، وهو اسم مستعار لنازح في مخيم دير البلح، لبي بي سي إن " درجة حرارته، منذ يومين، كانت 40 درجة مئوية"، لكنه تحسن بعدما حصل على حقنة.
ويرجع سبب إصابته وإصابة الكثيرين من سكان المخيم بنزلات البرد إلى هبوط درجة حرارة الجو، قائلاً "عندما نتوضأ خارج الخيام يكون الجو بادراً للغاية".
ويضيف: "الناس هنا تقضي حاجاتها في الشوارع، والرائحة كريهة جداً. نحن قريبون من البحر وغالبا ما نذهب إليه لنغتسل فيه".
تسجيل قرابة 26 حالة جرب و3600 حالة تقمّل
وقال الدكتور موسى عابد، مدير عام الرعاية الصحية الأولية في قطاع غزة، لبي بي سي إن من أبرز الأمراض المعدية المنتشرة في القطاع بين النازحين في مدينة رفح هي أمراض الإسهال.
وأضاف أنه، منذ بداية الحرب، سُجلت 14 ألف حالة إسهال، وما يقارب 480 ألف حالة لأمراض الجهاز التنفسي.
وتابع: "سجلنا أيضاً قرابة 26 ألف حالة إصابة بمرض الجرب. أنا متأكد أن هناك عددا أكبر بكثير من هذا الرقم لم يأت إلى مراكز الإيواء لتلقي الخدمة الصحة".
كما أن هناك 3600 ألف حالة إصابة بالتقمّل.
وأرجع الدكتور موسى عابد انتشار مرض الجرب إلى نقص المياه "وانعدام النظافة الشخصية والازدحام الشديد، بعدما نزح ما يقرب من مليون ونصف المليون نسمة من شمال ووسط غزة وخان يونس إلى رفح".
شحّ الأدوية
ووفقا للدكتور موسى عابد، تتفاقم معاناة النازحين في ظل شح المراكز الصحية، إذ أن "هناك مركزين فقط لوزارة الصحة في مراكز الإيواء، وهو ما لا يكفي لهذا العدد الكبير من النازحين. بشكل عام يمكن القول إن الخدمة الصحية غير متاحة للمواطن الفلسطيني".
ويضيف: "يأتي العديد من الشاحنات عبر معبر رفح، لكن الأدوية التي نستلمها تكفي فقط لـ 20 في المئة من احتياجاتنا في هذه الظروف، فأدوية الرعاية الصحية الأولية شحيحة للغاية، وخاصة أدوية الجرب والتقمّل والجهاز التنفسي والإسهال".
كما أن هناك أمراضاً لم تُشخص بسبب عدم توفر الفحوصات المخبرية.
وقد تواصلت وزارة الصحة في غزة مع بعض المؤسسات الأممية لتوفير الأدوية، وتم توفير بعضها "في حدود الحد الأدنى"، بحسب الدكتور موسى عابد.
ويقول الدكتور عادل إنه ناشد جميع المؤسسات الإغاثية بدعم القطاع الصحي وإدخال التطعيمات والأدوية والأجهزة الطبية بكميات كبيرة وبشكل عاجل إلى غزة.
التعليقات