إسلام أباد: يعقد رئيس الوزراء الباكستاني الجمعة اجتماعا أمنيا طارئا مع قادة الجيش والاستخبارات عقب تبادل ضربات جوية مع إيران على أهداف لمسلحين أوقعت قتلى في وقت سابق هذا الأسبوع.

وأدت العمليات العسكرية التي قلما تحدث في منطقة بلوشستان الحدودية السهلة الاختراق والمشتركة بين البلدين، إلى زيادة التوترات الإقليمية المتصاعدة أساسا بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس.

وشنت إيران هجوما صاروخيا وبمسيرات على ما وصفته بأهداف "إرهابية" في باكستان ليل الثلاثاء، وردت إيران بضرب أهداف لمسلحين داخل الأراضي الباكستانية الخميس.

واستدعت باكستان سفيرها من طهران وأعلنت أن مبعوث إيران الذي يقوم بزيارة إلى بلده، لن يسمح له بالعودة إلى إسلام أباد.

ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى ضبط النفس، بينما عرضت الصين التوسط بين البلدين.

وقال متحدث باسم مكتب رئيس الحكومة لوكالة فرانس برس إن "رئيس الوزراء دعا إلى اجتماع للجنة الأمن القومي يُعقد اليوم".

وأكد مسؤول أمني في إسلام آباد أن رئيس أركان الجيش ورئيس أجهزة الاستخبارات سيحضران الاجتماع بعد الظهر.

وقطع رئيس الحكومة الباكستانية الموقتة أنور الحق كاكار زيارته إلى دافوس بسويسرا للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي عقب الهجمات.

وتتولى حكومته تصريف الأعمال في باكستان حتى الانتخابات العامة المقررة بعد ثلاثة أسابيع وسط مزاعم عن تزوير.

وقالت كل من طهران وإسلام أباد إنهما استهدفتا عناصر مسلحة تنشط من أراضي كل منهما.

مخاوف من إغلاق الحدود
بلغت حصيلة القتلى في الجانبين 11، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق تقارير من جانبي الحدود التي تعبر منطقة قاحلة شهدت حركات مسلحة منذ عقود.

في القرى النائية والقاحلة قرب موقع الضربة بمقاطعة بنجغور حيث نادرا ما تتوفر تغطية الهواتف المحمولة، يروي المزارعون أحداثا من تقارير نقلها مسؤولو الأمن الزائرين الذين أقاموا نقاط تفتيش في المنطقة.

وقال مولانا محمد صديق (42 عاما) لوكالة فرانس برس الخميس إن "مروحيات كانت تحلق فوقنا وتتجه إلى المنطقة التي وقعت فيها الضربة الإيرانية، لكننا لم نكن نعرف ما حدث". وصديقي إمام في مركز تعليمي ديني على بعد خمسة كيلومترات عن مكان سقوط الصاروخ.

ويخشى القرويون أن يؤدي تدهور العلاقات بين البلدين إلى إغلاق الحدود وقطع الأهالي عن التجارة الإيرانية التي تعتمد عليها المنطقة للوظائف وواردات السلع الغذائية.

وقال حاجي محمد إسلام (55 عاما) "إذا أغلق الإيرانيون الحدود سيتضور الناس جوعا ويسبب ذلك في مزيد من التمرد لأن الشباب سينضمون إلى منظمات إنفصالية".

يشن البلوش الانفصاليون منذ عقود تمردا محدودا ضد السلطات الباكستانية من المنطقة الفقيرة الخارجة إلى حد كبير عن سيطرة الحكومة، سعيا للحصول على حصة أكبر من الموارد المعدنية.

وتقول مجموعات حقوقية إن الحملة العسكرية على التمرد شملت إخفاء قسريا واسع النطاق وعمليات قتل بإجراءات موجزة.

وارتفعت وتيرة التمرد بشدة أيضا على الحدود الباكستانية مع أفغانستان شمالا، بعد عودة طالبان إلى الحكم في كابول في 2021.