شنت الولايات المتحدة ليلة السبت هجموماً على أهداف في العراق وسوريا، وذلك على إثر مقتل ثلاثة جنود أمريكيين بهجوم مسيّرةٍ على قاعدة في الأردن قرب الحدود مع سوريا.

أعلنت الولايات المتحدة أنها قامت باستهداف مواقع لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والفصائل المرتبطة به، في العراق وسوريا.

وشاركت في الهجوم عدة طائرات أمريكية، بما فيها قاذفة القنابل بعيدة المدى من طراز بي1، التي انطلقت من الولايات المتحدة.

واستهدفت الضربات 85 هدفاً موزعا في سبعة مواقع، أربعة في سوريا وثلاثة في العراق، واستغرقت العملية 30 دقيقة، بحسب الإعلان الأمريكي.

امتدت الأهداف في سوريا على طول 130 كيلومتراً، وأسفرت عن مقتل 18 عنصراً مرتبطاً بإيران، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد مصدر أمني عراقي لبي بي سي مقتل شخصين في العراق، في حصيلة أولية.

وجاءت الضربات رداً على هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة أمريكية في شمال شرقي الأردن في 28 يناير/كانون الثاني، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.

وكانت الولايات المتحدة توعدت بالردّ على مقتل جنودها، بينما نفت إيران في عدة تصريحات رسمية علاقتها بالهجوم على القاعدة الأمريكية.

وقبيل تنفيذ الضربات العسكرية، شارك الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في مراسم نقل جثامين الجنود القتلى، ووقف برفقة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في استقبال الجثامين في الولايات المتحدة.

واعتبر العراق الضربات الأمريكية انتهاكاً لسيادته، فيما أكدت واشنطن أنها أبلغت بغداد بالهجوم قبل تنفيذه.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على حرس الثورة الإيراني بالتزامن مع الضربات العسكرية.

ومن جانب آخر، شنت الطائرات الأمريكية والبريطانية السبت، حسبما قال موقع "المسيرة نت" التابع للحوثيين في اليمن، ثلاث غارات على شرق مدينة صعدة.

وكان الطيران قد أغار في وقت سابق على منطقة الجر في مديرية عبس في محافظة حجة.

وقال جون كيبربي، المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي، إن الرد الأمريكي "بدأ الليلة ولن ينتهي الليلة".

وحذرت سوريا في أول رد فعل لها على الغارات من أن تلك الضربات "ستؤجج الصراع في الشرق الأوسط بشكل خطير".

صورة بالقمر الصناعي للقاعدة العسكرية الأمريكية في الأردن حيث وقع الهجوم
MAXAR TECHNOLOGIES
القاعدة العسكرية الأمريكية في الأردن التي تعرضت لهجوم أدى لمقتل ثلاثة جنود أمريكيين قبل نحو أسبوع

وقال الإعلام السوري إن معظم المواقع التي استهدفها القصف الأمريكي كانت قد أخليت بشكل كامل. وأدانت وزارة الخارجية السورية في بيان لها، السبت، "الانتهاك الأمريكي السافر" لأجوائها، وعبرت عن رفضها لما وصفته "الذرائع والأكاذيب التي تروّجها الإدارة الأمريكية لتبرير هذا الهجوم".

وقال الجيش السوري إن الضربات الأمريكية داخل دمشق أسفرت عن مقتل مدنيين وعسكريين وتسببت في أضرار جسيمة.

وقالت مصادر عراقية أمنية إن الضربات الأمريكية استهدفت منشآت يستخدمها الحشد الشعبي بالقرب من الحدود العراقية السورية، وأدى القصف على العراق إلى مقتل 16 شخصاً بينهم مدنيون وإصابة 25 آخرين ووقوع خسائر وأضرار بالمباني السكنية وممتلكات المواطنين.

ونفى باسم العوادي، الناطق باسم الحكومة العراقية، في بيان له وجود تنسيق مسبق للهجوم، واصفاً الإعلان الأمريكي بالادعاء الكاذب الذي يهدف إلى "تضليل الرأي العام الدولي، والتنصل من المسؤولية القانونية لهذه الجريمة المرفوضة وفقاً لجميع السنن والشرائع الدولية"، على حد قوله.

كيف سيكون رد إيران والمسلحون في المنطقة؟ تحليل لماكس ماتزا – بي بي سي

نفت إيران أن يكون لها دور في الهجوم الذي أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين أمريكيين.

وقال قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، ومستشار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، يوم الأربعاء قبل بدء الغارة الأمريكية "لن نقبل بأي تهديد دون رد".

وجاءت تصريحاته بعد يوم من تصريح أمير سعيد إرافاني، سفير إيران لدى الأمم المتحدة، للصحفيين الإيرانيين في نيويورك بأن طهران "سترد بحزم" على أي هجوم على البلاد، وفقا لوكالة أنباء إرنا الحكومية.

ويعتقد الخبراء أن التأخير لمدة أسبوع تقريباً كان يهدف إلى السماح لإيران بسحب أفرادها، وربما تجنب صراع أوسع.

وقال أحد المسؤولين العراقيين لبي بي سي نيوز: "إذا علمت أنك هدف، فسوف تختفي".

وقد يشبه أحد ردود الفعل المحتملة من جانب إيران ما حدث في الأيام التي أعقبت اغتيال الولايات المتحدة للجنرال في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وبعد خمسة أيام من الاغتيال، أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على القواعد الأمريكية في سوريا، بعد إعطاء الولايات المتحدة إشعاراً بذلك قبل عدة ساعات.