قتلت عناصر من القوات الإسرائيلية - تنكّر بعضها بلباس مدني فلسطيني أو كممرضين - ثلاثة فلسطينيين في مدينة جنين في الضفة الغربية يوم الثلاثاء، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن عناصره قتلت "إرهابيين" من حركة حماس.

المدير الطبي للمستشفى، نجي نزال، قال إن أحد القتلى كان يعالج في المستشفى منذ أكتوبر/تشرين الأول، ولا يقوى على الحركة.

مراسلة بي بي سي في رام الله زارت المستشفى في أعقاب الهجوم، وتحققت من صحة الفيديوهات المتداولة للمستشفى، ومكان الهجوم، وأيضا هوية الضحايا الفلسطينيين.

في الفيديو المتداول على نطاق واسع، تظهر كاميرات المراقبة أشخاصا يحملون أسلحة، ويسيرون عبر ممر المستشفى.

بعضهم كان متنكرا كأطباء أو ممرضين، وكان أحدهم على كرسي متحرك. وتمكنا من إحصاء اثني عشر مسلحا ظهروا في الفيديو.

وقال أحد الأطباء في المستشفى لبي بي سي إن القوات الإسرائيلية استهدفت الشبان الثلاثة بالرصاص في رؤوسهم وهم نيام، ما أدى لمقتلهم على الفور، بالإضافة إلى "الاعتداء على الطواقم الطبية في المستشفى".

من هم الفلسطينيون الذين تم استهدافهم في هذا الهجوم؟

قالت كتائب القسام إن الشبان الثلاثة الذين قتلوا هم محمد وليد جلامنة التابع لكتائبها في جنين، ومحمد وباسل الغزاوي التابعين لسرايا القدس، التابعة للجهاد الإسلامي.

بينما أعلن الجيش الإسرائيلي عن "تصفية خلية من مسلّحي حماس داخل مستشفى ابن سينا في جنين"، مشيرا إلى أنّ الخلية "خططت لتنفيذ عملية تخريبية"، ولكنه لم يقدم أي دليل على ذلك.

محمد وليد عارف جلامنة

هو أحد أبرز قادة كتائب القسام في جنين بحسب المركز الفلسطيني للإعلام. ويبلغ من العمر 27 عام.

اعتقلته القوات الإسرائيلية من قبل لمدة 16 شهرا وتم إطلاق سراحه في 21 أكتوبر/تشرين الأول عام 2022.

وفي فيديو نشر على حساب الجلامنة على فيسبوك، يظهر محمد لحظة إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية.

ولكن سرعان ما وضع اسمه مرة أخرى على لائحة المطلوبين لدى إسرائيل، وظلت تطارده لما يقرب من عام.

وكانت القوات الإسرائيلية قد شنت عدة مداهمات واعتقالات في حي الألمانية والحي الشرقي بـمدينة جنين، ودارت مواجهات مع الشبان تخللها إطلاق نار، وإلقاء عبوات ناسفة محلية الصنع تجاه جنود وآليات الجيش الإسرائيلي العسكرية. وكان من ضمن المعتقلين في هذا اليوم الشيخ وليد جلامنة من حي خروبة في جنين، وهو والد محمد جلامنة.

محمد أيمن عوني الغزاوي

هو أحد مؤسسي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، كما ذكر المركز الفلسطيني للإعلام، مع جميل العموري الذي قتل على يد القوات الإسرائيلية في 10 يونيو/حزيران 2021، وكان يبلغ من العمر 23 عاما.

وكان الغزاوي أحد عناصر وحدة قوة البهاء التي شاركت في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، بحسب فيديوهات إعلام سرايا القدس التي تم نشرها يوم الثامن من أكتوبر الماضي.

باسل أيمن عوني الغزاوي

هو شقيق محمد. كان يبلغ من العمر 18 عام، وهو أحد المصابين الذين يتلقون العلاج داخل مستشفى ابن سينا بجنين. كان وليد قد تعرض للإصابة في تفجير صاروخ داخل مقبرة الشهداء في جنين في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويظهر في أحد الفيديوهات المتداولة وكان يعاني من إصابات أثرت على قدرته الحركية.

كان الجيش الإسرائيلي قد صرح آنذاك أنه نفذ ضربة بطائرة مسيرة خلال اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين في جنين.

وأسفر هذا الهجوم الإسرائيلي على مقبرة مخيم جنين، عن مقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة 27 آخرين.

تتطابق التقارير الإخبارية لهذا اليوم مع ذلك، كما يمكننا مشاهدة موقع الهجوم في اليوم التالي في هذا التقرير لقناة الجزيرة.

جريمة حرب

قال المرصد الأورومتوسطي أن قتل إسرائيل لجريح بحالة خطرة أمر ينتهك قواعد القانون الدولي الإنساني التي تفرض حماية للجرحى، ويشكل جريمة حرب، وكذلك الحال بالنسبة للغدر والتخفي بالزي الخاص بالأطباء والممرضين والمدنيين.

وتنص المادة (18) من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949م على أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات.