أظهر تحليل جديد اطلعت عليه بي بي سي، أن أكثر من نصف المباني في غزة قد تضررت أو دمرت منذ بدء إسرائيل عمليتها رداً على هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

كما تظهر الصور المفصلة للقطاع قبل الحرب وبعدها، تصاعد القصف في جنوب ووسط غزة منذ بداية ديسمبر، وتبين تأثير العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل كبير على مدينة خان يونس.

وطلبت إسرائيل مرارًا من سكان غزة الانتقال جنوباً لضمان سلامتهم.

في مختلف المناطق في غزة، دمرت المناطق السكنية، وتحولت الشوارع التجارية المكتظة سابقا إلى ركام، وتم تدمير الجامعات وتجريف الأراضي الزراعية، كذلك انتشار الخيام على الحدود الجنوبية التي تأوي الآلاف من الأشخاص الذين فقدوا منازلهم.

نزح حوالي 1.7 مليون شخص - أكثر من80 في المئة من سكان غزة - وتجمع نصفهم تقريبًا أقصى جنوب القطاع، وفقًا للأمم المتحدة.

تشير تحليلات إضافية من فريق تدقيق المعلومات BBC Verify إلى مدى تدمير الأراضي الزراعية، حيث تم تحديد مناطق متعددة تعاني من أضرار كبيرة.

وعند سؤال الجيش الإسرائيلي بشأن حجم الأضرار، قال إنه يستهدف كلا من مقاتلي حماس و"البنية التحتية الإرهابية".

وتظهر تحليلات بيانات الأقمار الصناعية التي حصلت عليها بي بي سي، حجم الدمار الحقيقي. ويشير التحليل إلى أن ما بين 144 ألف مبنى و175 ألفا في قطاع غزة قد تضرر أو دمر. وهذا ما يعادل بين 50 و 61 في المئة من مباني غزة.

أجرى تحليل البيانات كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة سيتي في نيويورك، وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون، حيث قارنا بين الصور للكشف عن التغييرات المفاجئة في ارتفاع المباني أو هيكلها، والتي تبين حدوث تدمير.

صور من الأقمار الصناعية
BBC

التدمير جنوبي قطاع غزة

تعرضت مدينة خان يونس الجنوبية بشكل خاص لضربات قوية في الأسابيع الأخيرة، وتشير التحليلات الآن إلى أن أكثر من 38 ألف مبنىً (أو أكثر من 46 في المئة من المباني) قد دمر أو تضرر. وخلال الأسبوعين الماضيين، تم تدمير أو تضرر أكثر من 1,500 مبنىً.

برج الفرا - وهو مبنى سكني متكون من 16 طابقًا في وسط المدينة، وهو أطول مبنى في المنطقة - سويَّ بالأرض في 9 يناير/كانون الثاني، كما يظهر في الصور التي تقارن بين تاريخ الثاني من ديسمبر/كانون الأول و 15 يناير/كانون الثاني. وتم تسوية أغلب المباني، في الحي الذي يقع فيه البرج، بالأرض بعد الهجمات الإسرائيلية في أواخر ديسمبر/كانون الأول.

"استهدفت القوات الإسرائيلية المجمعات السكنية، خاصة في وسط منطقة خان يونس"، هذا ما قالته روان قداح، من سكان خان يونس تبلغ من العمر 20 عامًا وتم تهجيرها وفقدت الاتصال بعائلتها.

وأشارت إلى أن المدارس هي من ضمن العديد من المباني التي تعرضت للتدمير، والتي يتم استخدام بعضها الآن لإيواء النازحين مؤقتًا.

يمكن رؤية حجم الدمار بوضوح، حيث أصبحت الشوارع التي كانت نابضة بالحياة سابقًا، مهجورة أو مدمرة الآن.

وتظهر هذه الصور الواجهة الأمامية لمطعم سنابل قبل بدء الهجوم الإسرائيلي، وكيف كان التقاطع نفسه في صورة مركبة من يناير/كانون الأول بعد قصف مكثف للمنطقة.

مبان مدمرة في غزة
BBC

برر الجيش الإسرائيلي الأمر بالإشارة إلى أن حماس تتعمد إقامة مقراتها في المناطق المدنية، وشرح سبب تدمير المباني في سياق استهداف المقاتلين. ولكن تم طرح أسئلة حول تدمير مبانٍ تبدو أنها تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي.

من بين المباني، جامعة الإسراء شمالي قطاع غزة، والتي تضررت بشكل كبير قبل أن يتم تفجيرها بالكامل في ما يبدو أنه كان انفجارًا هائلًا ومنظمًا. تم تداول الفيديو بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتم التحقيق الآن في عملية الموافقة على تفجير الجامعة.

تعرضت كثير من المواقع الأثرية في غزة لأضرار واسعة، ومنها جامع العمري الذي بُني في القرن السابع.

قال شير، أحد الأكاديميين الذين عملوا على تقييم الدمار في غزة، إنه يختلف بشكر كبير عن مناطق الحروب الأخرى التي قام بتحليلها.

وأضاف: "لقد قمنا بتحليل الدمار في أوكرانيا، وحلب ومدن أخرى، ولكن حجم الدمار وسرعة حدوثه أمران مثيران للانتباه. لم أرَ هذا القدر من الدمار يظهر بهذه السرعة أبدًا".

ساعد في إعداد التقرير جيك هورتون، تورل أحمد زاده، كيت جاينور ولميس الطالبي.