خاركيف: قُتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال السبت في ضربات ليلية روسية بمسيرات استهدفت محطة وقود في مدينة خاركيف بشرق أوكرانيا، وتسببت بـ"سيل من النيران" في شارع وتدمير أكثر من عشرة منازل.

وأفاد رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف بأنّ مسيّرات من طراز شاهد إيرانية الصنع "أصابت محطة وقود وتسبّبت في تسرّب الوقود المشتعل، ما أدى إلى احتراق 14 منزلاً"، مضيفاً أنّ الحريق امتد على مساحة كبيرة ودفع الى إجلاء حوالى خمسين شخصاً.

وقالت ناتاليا، وهي من أقارب الضحايا لوكالة فرانس برس "اتصلت والدة زوجي وقالت إن النيران مشتعلة (...) ثم عاودت الاتصال وبدأت تصرخ بأن النيران قد امتدت في المنزل. سمعنا الصرخات الأخيرة... وفقدنا الاتصال بها".

تمكن أولكسندر لاغوتين من النجاة بعدما هرب من النيران. وقال "سمعنا دوياً واشتعلت النيران، وخلال خمس دقائق امتد سيل من النيران".

قُتل سبعة أشخاص، من بينهم ثلاثة أطفال أحدهم في السابعة من العمر والآخر في الرابعة، إضافة الى رضيع يبلغ من العمر ستة أشهر تقريباً، بحسب حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف.

واوضح سيرغي بولفينوف، وهو مسؤول في شرطة خاركيف "كانت عائلة متواجدة في أحد المنازل، مكونة من خمسة أفراد. الوالدان وأطفالهما الثلاثة. ماتوا جميعاً، احترقوا أحياء. وفي مبنى آخر كان رجل مشلول ترعاه زوجته. ماتا أيضاً حرقاً".

وأشار الى أن حوالى 3800 طن من الوقود كانت مخزنة في المحطة.

وأضاف بولفينوف "تحول الشارع بأكمله إلى كتلة جهنمية منصهرة. اختلط الوقود بالثلج وبدأ بالاشتعال وامتدت النيران إلى المنازل الواقعة على طرفي الشارع".

وأعرب مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك عن سخطه على تلغرام بالقول إن "غضبنا مطلق. دفع هؤلاء الناس الثمن".

ويأتي هجوم السبت بعد سلسلة من الهجمات الليلية في خاركيف وفي مدينة فيليكي بورلوك الواقعة إلى الشرق.

وقال حاكم منطقة خاركيف إنّ الضربات طالت مناطق مدنية في المدينتين.

كما قتل شخصان وأصيب آخران في ضربة روسية على قرية فيليتينسكي في منطقة خيرسون جنوباً، بحسب الإدارة الإقليمية.

واستهدفت مسيرات روسية أوديسا المطلّة على البحر الأسود، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بشظايا الآليات المتحطمة، وفقًا للحاكم أوليغ كيبر.

وأضاف أن الضربات أدت إلى تدمير منشآت صناعية في إسماعيل الواقعة على نهر الدانوب.

وأكد سلاح الجو اعتراض 23 مسيرة من أصل 31 أطلقتها روسيا على منطقتي خاركيف وأوديسا.

"حاجات أوكرانيا"
الى ذلك، أكد الحلفاء الغربيون على أهمية مواصلة دعم لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي الذي يتمّ عامه الثاني في أواخر شباط (فبراير).

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي أنه ناقش مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي السبت الوضع على الجبهة و"حاجات أوكرانيا" على صعيد الأسلحة والذخائر.

وكتب زيلينسكي على منصة إكس "تحدثنا عن الوضع في ساحة المعركة وحاجات أوكرانيا على صعيد الدفاع، والتي تشمل طائرات مسيرة ومدفعية وذخائر (...) ومنظومات الدفاع الجوي".

ووصف الاتصال بأنه "ايجابي جدا وملموس"، شاكرا لفرنسا "دعمها الراسخ".

وذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين بحثا "تطور الوضع الميداني وحاجات أوكرانيا"، مضيفة أن "رئيس الجمهورية كرر عزم فرنسا على تقديم كل دعم ضروري (بالتعاون) مع جميع شركائها لإفشال حرب روسيا العدوانية".

وفي برلين، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أوروبا إلى زيادة إنتاجها من الأسلحة لدعم أوكرانيا.

وأصر ستولتنبرغ قبل اجتماع مهم لوزراء دفاع الحلف في بروكسل والذكرى الثانية للحرب الروسية الأوكرانية، على "أننا بحاجة إلى إعادة تشكيل وتوسيع قاعدتنا الصناعية بشكل أسرع، لزيادة الإمدادات إلى أوكرانيا وإعادة ملء مخزوناتنا".

تأتي تعليقاته مع مناشدات متزايدة للحصول على قذائف وذخيرة ومساعدات عسكرية أخرى من أوكرانيا في وقت تقاتل القوات الروسية.