إيلاف من بيروت: هل انشق الرئيس اللبناني السابق ميشال عون نهائيًا عن حزب الله؟ هل استكمل النائب جبران باسيل، خليفة عون في رئاسة التيار الوطني الحر، عملية الانشقاق مبتعدًا عن الحزب؟ هل فقد حزب الله أخيرًا الغطاء المسيحي الذي تمتع به بفضل عون-باسيل واتفاق "مار مخايل" منذ عام 2005؟

يبدو ذلك واضحًا في مبالغة عون، الذي أبقي حزب الله لبنان أكثر من عامين ونصف العام بلا رئيس كرمى لعينيه، في انتقاده فتح حزب الله جبهة الجنوب ضد إسرائيل تضامناً مع غزة، قائلًا: "لسنا مرتبطين بمعاهدة دفاع مع غزة"، حتى قيل إنه تجاوز الفريق المسيحي "السيادي" في دعوتها إلى تحييد لبنان عن المحاور الإقليمية.

غير جائز
كان عون يتحدث في حوار متلفز على القناة التي تنطق باسم تياره البرتقالي حين نفى ارتباط لبنان بمعاهدة دفاع مع غزة، قائلًا: "من يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية، لكن قسماً من الشعب اللبناني قام بخياره، والحكومة عاجزة عن أخذ موقف، والانتصار يكون للوطن وليس لقسم منه"، مضيفًا أن مقولة الحرب الاستباقية لمنع إسرائيل من الاعتداء على على لبنان "مجرد رأي"، لافتًا إلى أن الدخول في المواجهة "قد لا يبعد الخطر عن لبنان بل يزيده".

وردّ عون بصراحة على بعض الطروحات التي تصدر من قياداة في حزب الله عن إمكانية تسوية "في سلة واحدة"، تضم جبهة الجنوب والفراغ الرئاسي، واصفًا ترجمة تطورات غزة والجنوب في صفقة رئاسية بأنه "أمر غير جائز سيادياً، وإلا تكون تضحيات الشهداء قد ذهبت سدى، وتكون أكبر خسارة للبنان".

لسنا مع وحدة الساحات
واستكمل باسيل استدارة "الوطني الحر" بعيدًا عن محور المقاومة، مؤكدًا في خطاب الأربعاء موقف تياره البديهي بشأن الوقوف إلى جانب حق الفلسطينيين في دولتهم، والدفاع عن لبنان، "إلا أنّنا لسنا مع تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين، ولسنا مع وحدة الساحات" بين قوى المقاومة داخل فلسطين وخارجها، تحديداً في ما يتّصل بربط وقف الحرب في الجنوب بوقف الحرب على غزة.

وشدد باسيل على رفض استخدام لبنان منصّة هجمات على غسرائيل، "فلبنان غير قادر على أن يدفع وحده ثمن استحصال الفلسطينيين على حقوقهم".

هذا الكلام لافت اليوم لأنه يناقض البند العاشر من اتفاق مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي ينص على أن حماية لبنان وصون استقلاله وسيادته "مسؤولية وواجب وطني عام تكفلهما المواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان، لا سيما في مواجهة أي تهديدات أو أخطار يمكن أن تنال منهما من أي جهة أتت".

هذا هو البند الذي كان يمثل فيه التيار الوطني الحر غطاءً مسيحيًا لسلاح حزب الله من عام 2005.