كييف: استمرّت الهجمات الصاروخية الروسية بالتوازي مع هجمات بطائرات من دون طيار الجمعة على أوكرانيا، حيث أسفرت إحداها عن مقتل ثلاثة أشخاص في أوديسا (جنوب)، في الوقت الذي تستعدّ فيه الولايات المتحدة للكشف عن تفاصيل عقوبات جديدة ضدّ موسكو عشية الذكرى السنوية الثانية لبدء الحرب.
وقالت الشرطة الأوكرانية عبر تطبيق "تلغرام"، "هاجمت القوات الروسية أوديسا مرّة أخرى بمسيّرات وصواريخ"، مشيرة إلى أنّ حريقاً اندلع في إحدى منشآت البنية التحتية المدنية قبل أن يتمّ إخماده.
وأضافت قوات إنفاذ القانون "نتيجة للقصف، قُتل ثلاثة أشخاص".
من جهة أخرى، أفاد حاكم منطقة دنيبروبتروفسك (وسط شرق البلاد) سيرغي ليساك عبر "تلغرام"، عن "ليلة رعب"، حيث كان عناصر الإنقاذ يبحثون عن أشخاص "بين أنقاض مبنى تعرّض لأضرار جسيمة"، مشيراً إلى أنّ شققه "دُمّرت بالكامل".
بدورها، أفادت هيئة الأركان العامّة الأوكرانية في تقريرها اليومي الذي نُشر صباح الجمعة، عن هجمات ليلية بطائرات مسيّرة وصواريخ روسية على البلاد، موضحة أنّ نظام الدفاع الجوي الأوكراني أسقط 23 مسيّرة.
"صعب للغاية"
يواجه الجيش الأوكراني الذي أضعفه الهجوم المضاد الذي نفذه خلال الصيف والنقص المتزايد في الذخيرة، وضعاً "صعباً للغاية" على الجبهة، وفقاً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي اضطرّ الأسبوع الماضي إلى سحب قواته من مدينة أفدييفكا (شرق) في مواجهة الهجمات الروسية.
إضافة إلى ذلك، أعلن الجيش الروسي الخميس سيطرته على قرية بوبيدا الواقعة في الشرق أيضاً، الأمر الذي لم تؤكده كييف على الفور، مشدّدة على أنّها لا تزال تقاتل "في المنطقة".
وفي الجزء المحتل من منطقة خيرسون (جنوب)، أعلنت القوات الأوكرانية الخميس "أنّها قتلت أو أصابت بجروح خطرة" حوالى ستين جندياً روسياً من خلال استهداف موقع تدريب.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في رسالة وجهها الأربعاء إلى وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي، إنّ "الجنود الأوكرانيين مصمّمون على القتال، لكنّهم بحاجة إلى الذخائر بشكل عاجل وبكميات كبيرة"، داعياً إياهم إلى بذل المزيد من الجهد من أجل تزويد أوكرانيا بالذخائر.
وأضاف بوريل أنّ "التأخير في تسليم الذخائر له تكلفة على صعيد الأرواح، ويضعف قدرات أوكرانيا الدفاعية".
وكان الاتحاد الأوروبي قد تعهّد تزويد كييف مليون قذيفة خلال العام الماضي، لكنّ من المتوقّع أن تحقق ما يزيد قليلاً عن النصف من هذا الهدف بحلول الموعد النهائي الشهر المقبل.
من جهته، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته البرازيل لحضور اجتماع مجموعة العشرين، بعض الدول الغربية بمحاولة "توجيه اتهامات باطلة" ضدّ موسكو و"جعل الموضوع الأوكراني مهيمناً" على جدول أعمال القمة، على حدّ تعبيره.
عقوبات جديدة
ستعلن الولايات المتحدة الجمعة تفاصيل عقوبات جديدة ضدّ موسكو، قالت إنها الحزمة "الأكبر" منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وتستهدف هذه العقوبات أكثر من 500 كيان مرتبط بـ"الدعم" وبـ"آلة الحرب" الروسية، حسبما أفادت متحدثة باسم وزارة الخزانة الأميركية وكالة فرانس برس الخميس.
وتأتي هذه العقوبات أيضاً رداً على وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن، التي اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالمسؤولية عنها.
واتفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، هذا الأسبوع مع اقتراب الذكرى السنوية لبدء الحرب على أوكرانيا، على الحزمة الـ13 من العقوبات، بينما كشفت المملكة المتحدة عن إجراءات ضدّ أكثر من خمسين شخصية وشركة، بالتزامن مع إعلان وزارة العدل الأميركية عن لوائح اتهام ضدّ أثرياء روس مقربين من النظام.
من جهته، أعلن صندوق النقد الدولي الخميس أنه سيصرف 880 مليون دولار لأوكرانيا في المرحلة الثالثة من خطة مساعدة بقيمة 15,6 مليار دولار تمت المصادقة عليها العام الماضي. ولا تزال المساعدة بحاجة إلى موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، لكن من المتوقع أن تحظى بها بشكل سريع.
ويأتي ذلك فيما لا تزال المساعدات المالية الأميركية عالقة في الكونغرس الذي لم يوافق عليها بعد.
ويُعرقل الجمهوريون المقرّبون من الرئيس السابق دونالد ترامب في مجلس النواب حزمة جديدة من المساعدات تشمل 60 مليار دولار كمساعدة عسكرية لأوكرانيا، وافق عليها مجلس الشيوخ ذو الغالبية الديموقراطية.
وحثّ فولوديمير زيلينسكي الكونغرس على المصادقة على هذه المساعدات في مقابلة بُثّت الخميس على قناة فوكس نيوز الأميركية المحافظة.
وقال زيلينسكي "هل ستنجو أوكرانيا من دون دعم الكونغرس؟ بالطبع. ولكن ليس جميعنا".
التعليقات