موسكو: أعلنت روسيا الخميس تحقيق مكاسب ميدانية جديدة في مواجهة الجيش الأوكراني الذي يتخذ موقفاً دفاعياً في بلاده ويعاني من نقص الأسلحة، قبل يومين من الذكرى السنوية الثانية لبدء الهجوم الروسي.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية الخميس في تقريرها اليومي بأن قواتها سيطرت على قرية بوبيدا الصغيرة الواقعة قرب بلدة ماريينكا المدمّرة على مسافة خمسة كيلومترات غرب مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا.

وقالت الوزارة الروسية "على جبهة دونيتسك، حرّرت وحدات من +المجموعة الجنوبية+ قرية بوبيدا وحسنت مواقعها على طول خط المواجهة".

وأوضحت أن الجيش الروسي حسّن مواقعه في المنطقة نفسها حول قريتي نوفوميخييليفكا وكراسنوغوريفكا الواقعتين قرب بلدة ماريينكا التي دمرت بالكامل بسبب القتال وسيطرت عليها روسيا في كانون الأول (ديسمبر).

ولم يشهد خط الجبهة تغيّرات كبيرة في هذه المنطقة منذ سيطرة الجيش الروسي على ماريينكا بعد أشهر من المقاومة والقصف المكثف.

ولم يؤكد الجيش الأوكراني حتى الآن خسارة بوبيدا، واكتفى بالإشارة إلى أنه يخوض معارك "في المنطقة".

وقال قائد القوات الأوكرانية في المنطقة أولكسندر تارنافسكي على تلغرام "في منطقة ماريينكا، تواصل قوات الدفاع صد العدو في مناطق غورغييفكا وبوبيدا ونوفوميخييليفكا".

سلسلة إعلانات
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلنا الثلاثاء السيطرة على بلدة كرينكي (جنوب) على الضفة المحتلة لنهر دنيبرو، حيث تمكن الجيش الأوكراني من إنشاء رأس جسر في ظروف صعبة جدا في تشرين الأول (اكتوبر)، بتقدّم نادر بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنه في الصيف.

ونفى الجيش الأوكراني من جهته الأربعاء فقدان السيطرة على رأس جسر كرينكي. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر تلغرام الخميس "قواتنا البحرية تمسك بقوة برأس الجسر".

ويأتي إعلان موسكو الخميس السيطرة على قرية بوبيدا بعد تأكيدها في نهاية الأسبوع الماضي السيطرة على مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا في انتصار رمزي لروسيا قبل أيام من الذكرى الثانية لبدء الغزو الروسي في 24 شباط (فبراير).

في المقابل، أقرّ زيلينسكي الاثنين بأنّ الجيش الأوكراني بات حالياً في وضع "صعب جداً" على خط الجبهة.

ويواجه الجيش الأوكراني هجمات روسية متعددة على الجبهتين الشرقية والجنوبية، ويعاني من القصف الشديد فيما يواجه أيضا نقصا في ذخائر المدفعية بسبب تراجع المساعدات الغربية، لا سيما المساعدات الأميركية التي يعرقلها خصوم الرئيس جو بايدن الجمهوريون.

ولكن الجيش الأوكراني يحاول التحرّك، وقد أعلن الخميس أنه "قتل أو أصاب بجروح خطيرة" نحو ستين جندياً روسياً بضربة الأربعاء على موقع تدريب في الجزء المحتل من منطقة خيرسون (جنوب).

وأكدت مواقع على تلغرام لخبراء عسكريين روس مقربين من الجيش وقوع هذه الضربة، وأفاد هؤلاء أيضًا بوقوع ضربة دامية الثلاثاء على موقع عسكري روسي آخر بالقرب من بلدة فولنوفاخا في الجزء المحتل من منطقة دونيتسك الأوكرانية.

صواريخ كورية شمالية
توازياً اتهمت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية الخميس روسيا باستخدام صواريخ كورية شمالية في عدة هجمات دامية على أهداف مدنية في أوكرانيا.

وقالت الاستخبارات الأوكرانية "بحسب التحقيق، أطلقت القوات الروسية أكثر من 20 سلاحًا كوريًا شماليًا فوق أوكرانيا (...) قُتل 24 مدنيًا على الأقلّ وأُصيب أكثر من مئة بجروح خطيرة".

وأشارت إلى أن الأسلحة المذكورة هي "صواريخ بالستية من طراز هواسونغ-11" ونشرت على تلغرام صورًا لحطام الصواريخ.

وعززت روسيا وكوريا الشمالية في الأشهر الماضية علاقاتهما الدبلوماسية. وزار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون روسيا في أيلول (سبتمبر) الماضي حيث التقى الرئيس الروسي.

وتؤكد كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بالإضافة إلى كييف، أن كوريا الشمالية ترسل أسلحة إلى روسيا لدعم هجومها في أوكرانيا، في حين ترفض موسكو هذه الاتهامات.

وتتكبد روسيا أيضاً خسائر كبرى بحسب كييف، لكنها تمتلك عددا أكبر من العناصر وتفوقا في الأسلحة بعدما وجهت اقتصادها نحو المجهود الحربي.

"انتهاكات حقوق الإنسان"
إلى ذلك أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الخميس أنّ الحرب الروسية على أوكرانيا تسبّبت بخسائر "بشرية مروّعة" وبمعاناة كبيرة لملايين المدنيين، مجدداً دعوته موسكو إلى وقف الحرب فوراً.

ودعا تورك إلى تحقيقات مستقلة وشاملة في جميع انتهاكات حقوق الإنسان التي تخللت النزاع وشدد على ضرورة تعويض ضحاياه.

وقال "لا يزال الهجوم المسلّح الواسع الذي تشنه روسيا على أوكرانيا والذي يوشك على دخول عامه الثالث من دون نهاية تلوح في الأفق، يتسبب في انتهاكات خطرة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان ويقضي على الأرواح وسبل العيش".

ولفت إلى أن ملايين الأوكرانيين أجبروا على النزوح وخسر الآلاف منازلهم فيما تضررت مئات المستشفيات والمدارس أو دُمّرت.

وقال "سيشعر (الأوكرانيون) على مدى أجيال بالتأثير بعيد الأمد لهذه الحرب على أوكرانيا".