سيطر الروس على أفدييفكا، وحققوا بذلك خرقًا كبيرًا على الجبهة الأوكرانية. لكن، هل سأل أحد عن التكلفة الباهظة التي دفعها الجيش الروسي ليحقق هذا الاختراق؟

إيلاف من دبي: يرجح معهد دراسات الحرب (ISW) أن يتجاوز عدد الجنود الروس الذين لقوا حتفهم أثناء الاستيلاء على أفدييفكا عدد الذين قتلوا في الحملة السوفياتية على أفعانستان، والتي استمرت عشرة أعوام. ويقدر مسؤولون عسكريون أوكرانيون مقتل ما يصل إلى 47000 جندي روسي على أعتاب أفدييفكا، إضافة إلى تدمير عشرات الدبابات والمركبات القتالية، فيما يُعتقد أن نحو 25 ألف جندي سوفياتي قتلوا في الحرب السوفياتية - الأفغانية بأكملها.

قتلى بالآلاف
معروف أن روسيا تقلل من شأن خسائرها، إلا أن مدونًا عسكريًا بارزًا قال أخيرًا إن روسيا خسرت 16 ألف جندي و300 مركبة مدرعة في موقعة أفدييفكا. وبعد أيام من تصريحه هذا، عُثر على المدون "منتحراً"، كما يقول موقع "بزنس إنسايدر".

إلى ذلك، يشير محللو الحرب والقادة الأوكرانيون إلى أن التكتيكات الروسية للاستيلاء على أفدييفكا تضمنت هجمات كثيفة على طريقة "الموجات البشرية"، أي سعوا إلى إعراق الأوكرانية بأعداد كبيرة من الجنود الروس هاجموا سيرًا، بطريقة تذكر بما كان يفعله الإيرانيون في الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانمينيات القرن الماضي. يضيف الموقع: "كان العديد من هؤلاء الجنود غير مسلحين جيدًا، أو سيئي التدريب، وقد قتل منهم عدد كبير جدًا".

استخدمت روسيا تكتيكًا مماثلًا للاستيلاء على باخموت، وهو النصر الكبير الآخر لموسكو في الحرب، والذي نتج منه أيضًا خسائر فادحة في الأرواح.

مكلف وفارغ
قبل سقوط أفدييفكا، قال جورج باروس، المحلل الروسي في معهد دراسات الحرب، إن أي انتصار روسي سيكون "مكلفًا وفارغًا".

أضاف باروس: "هذا ما حصل في باخموت. كان نصراً تكتيكياً - وأقول فشلاً عملياتياً - ساهم في استمرار الفشل الاستراتيجي الروسي. فحتى الآن، لم يحقق الروس نصرًا كبيرًا، وليس واضحًا إن كانوا سيفعلون ذلك".

وفي تقويمه لتقدم الحرب في أوكرانيا مع بدء عامها الثالث، يقول المعهد: "الوضع خطير، لكنه أبعد ما يكون عن اليأس. صحيح أن الروس استعادوا زمام المبادرة، لكن مكاسبهم محدودة جدًا ومكلفة جدًا".

يضيف التقويم: "أوكرانيا لم تخسر، ولا سبب لخسارتها الحرب. الروس يتأقلمون مع مجهود حربي طويل الأمد في أوكرانيا، لكنهم ليسوا جحافل الجيش الأحمر المغلفة برايات النصر في الحرب العالمية الثانية التي يتظاهر بها بوتين ودعاته".

المصدر: "بزنس إنسايدر"