تكبدت روسيا خسائر فادحة في أفدييفكا الاستراتيجية قبل الاستيلاء عليها، إذ انسحبت القوات الأوكرانية من البلدة المحاصرة نهاية الأسبوع الماضي بعد قتال عنيف طوال الشتاء

إيلاف من دبي: اشتدت معركة أفديفكا، في منطقة دونباس شرق أوكرانيا في أكتوبر 2023، وكانت هدفاً رئيسياً للجيش الروسي. وكتب أولكسندر سيرسكي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، منشورًا على فيسبوك قال فيه إنه قرر الانسحاب من المنطقة "لتجنب التطويق والحفاظ على حياة الجنود".

جثث متجمدة
في 17 فبراير، قالت روسيا إنها سيطرت على أفدييفكا، وظهرت مقاطع فيديو لأعلام روسية مزروعة في جميع أنحاء المدينة. إلا أنها دفعت ثمناً باهظاً لتحقيق هذا الانتصار، إذ فقد الروس أكثر من 400 دبابة ومركبة مدرعة و"الآلاف من الأفراد على الأرجح"، بحسب وزارة الدفاع البريطانية.

تزعم أوكرانيا أن أكثر من 17 ألف جندي روسي قتلوا أثناء الاستيلاء على أفدييفكا. وقال دميتري ليخوفي، المتحدث باسم الجيش الأوكراني، إن خسائر الروس في أفدييفكا هائلة. أضاف: "قمت أنا وزملائي بالحسابات واستخرجنا سجلاتنا الأرشيفية منذ بداية العام"، علمُا أن "تلغراف" البريطانية قالت إن ما لا يقل عن 30 ألف جندي روسي أصيبوا في هذه المعركة.

لا يمكن التحقق من الأرقام الأوكرانية، ولكن تم الإبلاغ عن استعداد الكرملين للتضحية بالرجال والمعدات في هجمات "الموجات البشرية" سيئة السمعة، ما ترك ساحة المعركة في أفدييفكا مليئة بالجثث الروسية المتجمدة.

تقديرات أميركية
في الوقت نفسه، تتوافق الأرقام الأوكرانية مع التقديرات الغربية. وتحدث تقييم استخباراتي أميركي رفعت عنه السرية في ديسمبر الماضي عن خسائر روسية كبيرة بشكل مذهل. وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن روسيا تكبدت مقتل وجرح أكثر من 13 ألف جندي وفقدت أكثر من 220 مركبة قتالية أثناء القتال قرب أفدييفكا ومدن أخرى، علمًا أن القتال للسيطرة على أفدييفكا صار أشد شراسة في الشهرين التاليين لنشر التقرير الأميركي.

لا أرقام محددة للخسائر التي تكبدتها أوكرانيا في هذه المعركة الدامية، رغم أنها قد تكون كبيرة أيضًا. وكانت أفدييفكا موطنًا لنحو 32 ألف نسمة، وتحولت موقعًا لمعركة ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في عام 2017، جزءًا من الحرب في دونباس، وكانت على خط المواجهة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير 2022.

المصدر: "إنسايدر"