إيلاف من الرباط: قال نزار بركة،الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي (غالبية حكومية)، السبت، ببوزنيقة (جنوب الرباط)، إن حزبه على غرار الهيئات السياسية التي تتسم بالدينامية والحيوية الداخلية وتسعى إلى التجديد المستمر لرؤاها وأسئلتها وحكامتها، كان له نصيبه من "النقاشات والتحليلات والتدافع في وجهات النظر والتقديرات" التي أخذت منه وقتا وجهدا قبل الوصول إلى "التوافقات الضرورية من أجل العمل بفضل الذكاء الجماعي الاستقلالي"، من أجل "الانتصار لكل الخيارات والتصورات التي من شأنها تعزيز وحدة الصف والتماسك العضوي بين الاستقلاليين وتنظيماتهم التمثيلية"،والحفاظ على أن يبقى البيت الاستقلالي "الآمن الذي يتسع للجميع".

استثمار زخم المصالحة الداخلية

ودعا بركة،خلال افتتاح دورة المجلس الوطني لحزبه، تحضيرا للمؤتمر العام الـ 18، المقرر في أبريل المقبل،إلى "استثمار زخم المصالحة الداخلية"،التي تم تحقيقها غداة المؤتمر السابع عشر وما تمخض عنها من نتائج ومكتسبات في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة،لكي يتم الارتقاء بالحزب إلى "مراتب الصدارة بكيفية مستدامة، لكي يكون أكثر نجاعة في حكامته التنظيمية،وأكثر مصداقية اتجاه المواطنين، وأكثر تأثيرا في المشهد السياسي الوطني".

وشدد بركة على أن استهداف الصدارة، الذي قال عنه إنه هدف مشروع بالنسبة لحزبه وقابل للتحقيق،يحتاج إلى تظافر الجهود وتعبئة وتوحيد القوة والإمكانات التأطيرية والتنظيمية في اتجاه واحد، هو الصالح العام وصالح حزب الاستقلال.

محطة لإعادة ترتيب وفرز وتوسيع قاعدة النخب

وقال بركة،في معرض عرضه السياسي،خلال هذا اللقاء الذي ترأسه ترأسه رئيس المجلس الوطني شيبة ماء العينين، إن المؤتمر المقبل ينبغي أن يكون "محطة لإعادة ترتيب وفرز وتوسيع قاعدة النخب الحزبية والسياسية القادرة على مواكبة الطموحات والمشاركة في تفعيلها على أرض الواقع"،وأن يكون "جامعا"و"محطة تنظيمية فارقة في تاريخ الحزب لمده بنفس جديد وتحقيق الريادة"،وأن تكون كذلك "محطة للتقييم والنقد الذاتي لتطوير الأداء وتحديث آليات العمل والاشتغال وتجديد النخب وتطوير الفكر التعادلي بما يعزز جاذبية العرض الاستقلالي ويجعله قادرا على مواكبة الجيل الجديد من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".

وذكّر بركة بعدد من الأمور التنظيمية والاستحقاقات المرتبطة بالزمن السياسي الوطني، وصولا إلى المشاركة في الغالبية الحكومية وامتداداتها الترابية، جهويا وجماعيا وإقليميا، لافتا إلى أن كل ذلك جاء متزامنا مع ظرفية فارقة في "مسار واعد بالفرص والآمال والتحولات الإيجابية" على مستوى البلد، وحاملة أيضا ل"تحديات كبيرة وإشكاليات متراكمة وأزمات مركبة"، من قبيل ندرة المياه بفعل الجفاف، وتضخم الأسعار الذي أثر على القدرة الشرائية للمغاربة، وتداعيات الأزمة الصحية على الاقتصاد والتشغيل، فضلا عن زلزال الحوز وما ترتب عنه.

وأوضح بركة أن هذه التحولات والمستجدات كانت لها انعكاسات على الزمن التنظيمي للحزب، مشددا على أن هذا الأخير كان دائما وسيظل يضع مصلحة البلاد وخدمة المواطنين فوق كل اعتبار.

وأضاف بركة أن حزبه قام بالاضطلاع بمسؤولياته اتجاه الصالح العام من موقعه في الحكومة والبرلمان والجهات والجماعات الترابية التي يترأسها أو يشارك فيها،مشددا على أن الحكومة تقوم بعمل"استثنائي"،غير أن الوضعية "ليست سهلة".

ورش مفتوح للتحولات والإصلاحات الهيكلية

وقال بركة إن البلاد غدت ورشا مفتوحا للتحولات والإصلاحات الهيكلية التي تنسجم مع تحولات المجتمع وتطوره،وتستجيب لمتطلبات المرحلة وتطلعات وانتظارات المغاربة، بشكل يرتقي بالبلاد إلى مصاف الدول الصاعدة، بفضل الإصلاحات الدستورية والسياسية.

وشدد بركة على أن المغرب عرف صحوة اجتماعية كبيرة، انتقلت به "من منطق الإقصاء الاجتماعي إلى منطق الإنصاف والإدماج الاجتماعي لتحقيق العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية والحد من الفقر والهشاشة".

وتطرق بركة إلى مراجعة مدونة الأسرة، وقال إن من شأن ذلك أن يرتقي بأوضاع المرأة ويحقق المصلحة الفضلى للطفل.

طفرة تنموية

رأى بركة أن بلاده حققت "طفرة تنموية"،من خلال إنجازات كبرى على مستوى البنيات التحتية واللوجيستيكية والصناعية والمنشآت التقنية والعمرانية ذات الإشعاع القاري والإقليمي.

واستدرك قائلا:"لكن، هناك طموحات أخرى في أفق السنوات القليلة المقبلة تتعلق بالصعود كقوة إقليمية دولية.هذا هدفنا وهذا طموحنا وراء جلالة الملك، لكي يكون المغرب قطبا اقتصاديا في مهن المستقبل والصناعة والطاقة والرقميات والاقتصاد الأخضر والاقتصاد الأزرق واللوجستيك والرباط القاري".

وقال بركة إن الدورة تتزامن مع "الدينامية الإيجابية" التي تعرفها قضية الوحدة الترابية للمغرب بفضل حكمة وتبصر الملك محمد السادس.وتحدث في هذا الصدد عن "تحقيق نتائج جد إيجابية"،تتمثل في تزايد وتيرة الدعم والإسناد والإشادة بعدالة القضية الوطنية،واتساع زخم اقتناع المجتمع الدولي بمشروعية ووجاهة ورجاحة مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية"،وكذا "نجاعة الاستراتيجية التنموية التي اعتمدتها البلاد بالأقاليم الجنوبية(الصحراء)برعاية ملكية،من خلال تطبيق أكثر من 80 بالمائة من المشروع التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية".

التصدي للمناورات ضد مصالح البلاد

وجدد بركة انخراط حزب الاستقلال في صدارة التعبئة الوطنية والتجند وراء ملك البلاد للتصدي لكل المناورات صونا للوحدة الترابية والدفاع عن المصالح العليا للمملكة في مختلف المحافل والمنتديات.

كما رأى بركة أن الدورة تتزامن مع "استمرار العدوان الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة وباقي المناطق الفلسطينية"،و"إمعان آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف المدنيين العزل وإحداث دمار في البنية التحتية والمستشفيات والمدارس ودور العبادة فضلا عن الحصار الجائر الذي حرم الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة الأساسية".

وقال بركة إن حزبه يشجب ويدين "المجاز التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني"، وذلك في "خرق سافر لقوانين الشرعية الدولية والقيم الإنسانية". وعبر، في هذا الصدد،عن رفض حزبه لسفك الدم الفلسطيني، والتهجير القسري للفلسطينيين خارج أرضهم،وللحصار والدمار والتجويع،وكذا تهويد القدس واستفزاز مشاعر المسلمين عبر العالم.