باريس: سجلت المزادات على الأعمال الفنية في العالم سنة 2023 إيرادات بـ14,9 مليار دولار، مع انخفاض في حجم المبيعات بنسبة 14% مقارنة بالعام السابق رغم مستويات قياسية من العمليات التجارية خصوصاً عبر الإنترنت، وعودة للسوق الآسيوية مع تقدم ملحوظ للهند، وفق تقرير نشرته شركة "آرت برايس" المتخصصة الأربعاء.

وقال تييري إيرمان، رئيس هذه الشركة الرائدة عالميا في مجال المعلومات عن سوق الفن، لوكالة فرانس برس إن "هذا الانخفاض في عائدات مبيعات الفنون الجميلة (بما يشمل خصوصا الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي ومقاطع الفيديو والتركيبات الفنية والرموز غير القابلة للاستبدال NFT)، يخفي رقماً قياسياً مطلقاً للأعمال التي صودق على بيعها في المزادات (763 ألفاً)، بزيادة 5%، مع ارتفاع كبير في المزادات التي تقل عن ألف دولار (423 ألف مزاد) وزيادة بنسبة 285% في المبيعات عبر الإنترنت".

وأضاف "لقد تحولت السوق بشكل واضح إلى الإنترنت، مدفوعة بالمشترين الجدد الذين انخفض متوسط أعمارهم من 63 إلى 41 عاماً خلال 22 عاماً، حتى بالنسبة لدور المزادات التي كانت تُظهر تردداً في الانتقال إلى النسق الرقمي، وباتت تتنافس في المزادات الإلكترونية على حساب المبيعات الحضورية" التي رأى أنها "محكومة بالزوال".

وأوضح إيرمان أن المبيعات "شهدت طفرة متجددة في آسيا لكنها انخفضت في الغرب، حيث تراجعت المزادات التي تزيد قيمتها عن 50 مليون دولار".

ويأتي الفن الحديث (الفنانون المولودون بين عامي 1860 و1919) في المرتبة الأولى بنسبة 40% من إجمالي المبيعات، يليه فن ما بعد الحرب (1920-1944) بنسبة 25%، والفن المعاصر (بعد عام 1945) بنسبة 17%، والفن القديم (قبل عام 1759) بنسبة 9% وفنون القرن التاسع عشر (1760-1859) بنسبة 8%.

آسيا والهند
لا تزال السوق الأميركية رائدة في هذا المجال، مع مبيعات بلغت 5,2 مليارات دولار (بتراجع 28% عن العام السابق بسبب نقص المجموعات الخاصة الكبيرة).

وعادت الصين التي احتلت المرتبة الثانية، إلى أدائها قبل جائحة كوفيد-19، مع 4,9 مليارات دولار (بازدياد نسبته 4%)، مع تعزيز هونغ كونغ موقعها كمعقل القوة الناعمة الصينية.

وفي الدول الآسيوية الأخرى، كانت الفوارق قوية: فقد تراجعت إيرادات المزادات في اليابان بنسبة 22%، وفي كوريا الجنوبية 49%، في حين سجلت الهند رقماً قياسياً لإيرادات المزادات بلغ 152 مليون دولار (+76%)، وكانت المبيعات مدفوعة بشكل رئيسي بالأسماء الهندية الكبرى في القرن العشرين.

ومع 1,8 مليار دولار (بتراجع 15%)، بقيت المملكة المتحدة في المركز الثالث، مع تراجع مستمر منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتبقى فرنسا، التي بلغ إجمالي إيرادات المزادات فيها 875 مليون دولار (-11%)، في المركز الرابع، مع زيادة كبيرة في عدد الأعمال المباعة (بازدياد قارب 80% مقارنة بالسنوات 2011-2014).

وتلتها ألمانيا (372 مليون دولار)، وإيطاليا (197 مليون دولار)، وسويسرا (125 مليون دولار) التي سجلت نتائج "مستقرة"، وبلجيكا (69 مليون دولار)، وإسبانيا (27 مليون دولار) التي ارتفعت بنسبة 21 و31% على التوالي.

نساء و"ان اف تي"
شهد عام 2023 صعوداً قوياً للفنانات في المزادات. وقد دخلت خمس منهنّ قائمة أفضل 50 فناناً في العالم: يايوي كوساما (189,7 مليون دولار)، جوان ميتشل (112,6 مليون دولار)، جورجيا أوكيف (56,2 مليون دولار)، لويز بورجوا (50,2 مليون دولار) وسيسيلي براون (46,6 مليون دولار).

وقد تضاعف عدد المعاملات المتعلقة بهنّ ثلاث مرات خلال عشر سنوات. ويبلغ عدد الأعمال التي فاقت قيمتها مليون دولار 206 أعمال، مقارنة بـ80 عام 2013.

واحتلت يايوي كوساما المرتبة الثامنة عالمياً، بين رينيه ماغريت (المركز السابع) وغوستاف كليمت (المركز التاسع)، خلف بابلو بيكاسو (1881-1973)، وجان ميشال باسكيا (1960-1988)، وتشانغ داتشيان (1899-1983)، وغيرهارد ريختر (1932) وأندي وارهول (1928-1987) وكلود مونيه (1840-1926)، وقبل تشي بايشي (1864-1957).

وشهد العام الماضي أيضاً ترسيخ مكانة الـ"ان اف تي" (الرموز غير القابلة للاستبدال، وهي شهادات توثيق رقمية)، في المتاحف، حيث "تصبح منتجات مشتقة طبيعية، كما الحال في المتحف البريطاني أو متحف اللوفر"، بحسب ايرمان.

بعد تسجيل انخفاض كبير في الـ"ان اف تي" عام 2022 بعد انهيار العملات المشفرة، انتعش سوق هذه الأعمال ليسجل 22,7 مليون دولار (+64,6%).