يواجه نحو خمسة ملايين سوداني شبح الجوع في الأشهر المقبلة على أجزاء مختلفة من البلاد التي مزقتها الحرب، وفقاً لتحذيرات منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث.
وفي مذكرة لمجلس الأمن الدولي، اطلعت عليها وكالة رويترز للأنباء، أشار غريفيث إلى مستويات كارثية من الجوع نجمت عن آثار الصراع المحتدم في البلاد سواء على أقواتها أو على إنتاجها الزراعي، فضلا عما لحق بنيتها التحتية الأساسية من دمار.
كما نوّه المسؤول الأممي إلى ما تسببت به الحرب من عرقلة التدفقات التجارية في السودان، ومن ارتفاع جنوني في الأسعار، وعرقلة وصول المساعدات، فضلا عن موجات واسعة من النزوح.
وقال غريفيث في المذكرة: "بدون مساعدات إنسانية عاجلة ووصول للسلع الأساسية.. سينزلق نحو خمسة ملايين سوداني إلى مستوى كارثي من انعدام الأمن الغذائي في أجزاء عديدة من السودان خلال الأشهر المقبلة".
ونبه غريفيث إلى احتمالية انزلاق العديد من سكان غرب ووسط دارفور إلى هذه المستويات من الجوع في ظل تدهور الأوضاع الأمنية ومع بداية موسم الجفاف.
ولفت المسؤول الأممي في مذكرته إلى وصول المساعدات عبر الحدود من تشاد إلى دارفور كـ "شريان حياة حيوي".
وأشار غريفيث إلى أن حوالي 730 ألف طفل في أنحاء السودان، بينهم أكثر من 240 ألفا في دارفور، يواجهون مستوى حادا من سوء التغذية.
وقال غريفيث: "بالفعل رصدنا في المناطق التي يمكن الوصول إليها معدلات غير مسبوقة من الهزال الشديد الناجم عن سوء التغذية".
"أضخم أزمة جوع في العالم"
وحذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الحرب في السودان تنذر بوقوع "أضخم أزمة جوع في العالم".
واندلعت الحرب في السودان في منتصف أبريل/نيسان العام الماضي، بين الجيش السوداني من جهة وقوات الدعم السريع شبه العسكرية من جهة أخرى.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 25 مليون نسمة -نصف تعداد السودانيين- في حاجة إلى مساعدات، وإن حوالي ثمانية ملايين نسمة نزحوا من ديارهم.
وتنبه الأمم المتحدة إلى أن طرفي الصراع متورطان في جرائم حرب.
ووفقاً لقرار صادر عن مجلس الأمن في عام 2018، يتعين على الأمين العام للأمم المتحدة الرجوع إلى لجنة مؤلفة من 15 عضوا في حال "خطر وقوع مجاعة ناجمة عن صراع ولدى انتشار حالة من انعدام الأمن الغذائي في ظل صراع مسلح".
وأشار غريفيث إلى أنه ومنذ بداية الحرب في السودان، جرى رصد أكثر من 1000 حادثة مرتبطة بوصول المساعدات ما "أثر سلبا على العلميات الإغاثية". ولفت غريفيث إلى أن 71 في المئة من تلك الحوادث إما أنها وقعت عمدا على أصول تابعة للمنظمات الإغاثية أو أنها وقعت بسبب الصراع.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "منظمات الإغاثة تحتاج إلى تأمين وصول المساعدات بشكل سريع ومستدام وبلا عراقيل، بما في ذلك بين خطوط الصراع داخل السودان".
وأضاف دوجاريك بأن "التعبئة واسعة النطاق للموارد من المجتمع الدولي هي أيضا أمر حيوي".
وقالت جيل لولر، رئيسة العمليات الميدانية والطوارئ بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في السودان، إن هناك مخزونا كافيا من المساعدات في بورتسودان، لكن المشكلة تتمثل في وصول هذه المساعدات إلى أيدي المحتاجين إليها.
وحذرت لولر، في حوار للصحفيين، من أن الحرب "تدفع البلاد إلى هاوية مجاعة".
وقالت مانديب أوبراين، ممثلة اليونيسيف في السودان، إن حوالي 14 مليون طفل في حاجة إلى مساعدات غذائية، وإن أربعة ملايين طفل قد تشردوا.
وعلى حسابها عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، قالت أوبراين إنه لم تعد هناك سوى "نافذة صغيرة مفتوحة للحيلولة دون خسارة أرواح الكثير من الأطفال والمستقبل" في السودان.
التعليقات