كييف: أجرت السلطات الروسية في الفترة من 15 إلى 17 آذار (مارس) انتخابات رئاسية في بلدين، وهما روسيا والمناطق في أوكرانيا التي يسيطر عليها الروس، وفقاً لتقرير صحيفة "كييف اندبندنت"، التي أضافت :"لم يكن التصويت حراً ولا نزيهاً، وكانت النتيجة معروفة مسبقاً".

وتابع تقرير الصحيفة الأوكرانية :"في المناطق المحتلة، تم إجراء التصويت بشكل غير قانوني تحت تهديد السلاح، وفي روسيا، لم تكن الانتخابات سوى مهزلة، وكان احتكار الكرملين للتلفزيون والمطبوعات سبباً في ضمان حرمان منتقدي بوتن من المشاركة في الانتخابات".

لا منافسة حقيقية

لم يُسمح للسياسيين المعارضين بالترشح، إذ حُرموا من التسجيل أو قُتلوا في السجن. ومن الصعب اعتبار أولئك الذين سُمح لهم بالترشح إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منافسين حقيقيين. في الواقع، هم أنفسهم بالكاد يريدون أن يكونوا كذلك، ووفقاً للبيانات الأولية، حصل بوتين على 87% من الأصوات، وهو رقم لم يكن مفاجئاً.

التصويت في الأراضي المحتلة

"كييف اندبندنت" تابعت :"ما يسمى بالانتخابات الرئاسية الروسية لعام 2024، شهدت إجبار مئات الآلاف من الأوكرانيين على المشاركة في شبه جزيرة القرم، التي تم ضمها بشكل غير قانوني في عام 2014، وكذلك المناطق التي تم ضمها في عام 2022، بما في ذلك أجزاء من ولايات خيرسون وزابوريزهيا ودونيتسك ولوهانسك، حيث تسيطر روسيا على هذه المناطق جزئيا فقط، وتقع عواصم ولايتي خيرسون وزابوريزهيا تحت السيطرة الأوكرانية".

اجبار الناخبين على التصويت

وقالت مصادر في الأراضي المحتلة لصحيفة "كييف إندبندنت" إن القوات الروسية أجبرت الناخبين بشكل جماعي على التصويت في الانتخابات، وعلى وجه التحديد، قبضوا على السكان المحليين في الشوارع وأجبروهم على التصويت خارج مراكز الاقتراع، بحسب المصادر.

كما أظهرت مقاطع الفيديو والصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام القوات الروسية بمراقبة الناخبين في مراكز الاقتراع، وزيارة منازلهم، وإجبارهم على التصويت.

الناخبون أكثر من السكان

إن العدد المزعوم للناخبين الذين أبلغت السلطات الروسية عنهم في ولايات خيرسون، وزابوريزهيا، ودونيتسك، ولوهانسك يتجاوز عدد سكان تلك المناطق، وبحسب الصحافة الاستقصائية، يبلغ عدد سكان المناطق حوالي 3 ملايين نسمة، منهم 2.5 مليون بالغ. وقد فر حوالي نصف سكان المناطق المحتلة قبل الحرب، ومع ذلك، تم تسجيل 4.5 مليون ناخب في المناطق، وفقًا للجنة الانتخابات المركزية الروسية، كما قررت لجنة الانتخابات المركزية إخفاء أعداد الناخبين في مراكز الاقتراع الفردية واللجان الانتخابية في المناطق المحتلة.

الانتخابات في روسيا

استغلت المعارضة الروسية الانتخابات كفرصة للاحتجاج على نظام بوتين والحرب في أوكرانيا، ونظراً لعدم وجود مرشحين معارضين حقيقيين ينتقدون بوتين أو يعارضون الحرب، دعا فريق زعيم المعارضة الراحل أليكسي نافالني الناخبين إما إلى التصويت لأي مرشح آخر غير بوتين أو إفساد الاقتراع.

وحضر معارضون إلى مراكز الاقتراع بأعداد كبيرة في وقت واحد في الساعة 12 ظهرًا. كجزء من احتجاج منسق.

من هو الثاني في الانتخابات؟

فاز بوتين بنسبة 87.34% من الأصوات، بينما جاء نيكولاي خاريتونوف من الحزب الشيوعي في المركز الثاني بنسبة 4.11%، بحسب البيانات التي نشرتها لجنة الانتخابات المركزية الروسية بعد فرز 50% من الأصوات.

وحصل فلاديسلاف دافانكوف من حزب الشعب الجديد، وهو مشروع سياسي جديد صديق للكرملين، على 4%، وحصل ليونيد سلوتسكي من الحزب الديمقراطي الليبرالي، وهو حزب قومي متشدد، على 3.11%.

انتقادات واسعة

وفقاً للتقرير الأوكراني فقد انتقد مراقبو المعارضة الغربية والأوكرانية والروسية نتائج الانتخابات، وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، إن "صناديق الاقتراع أغلقت في روسيا، بعد إجراء الانتخابات بشكل غير قانوني على الأراضي الأوكرانية، وعدم وجود خيار أمام الناخبين وعدم وجود مراقبة مستقلة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".

أرملة نافالني: لا تعترفوا بالانتخابات

دعت أرملة نافالني، يوليا نافالنايا، الغرب إلى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات في مقال افتتاحي نشرته صحيفة واشنطن بوست بتاريخ 13 آذار (مارس).

وكتبت :"لماذا تستمر الدول الديمقراطية في الاعتراف بشرعية سلطته الإجرامية؟، لماذا يضع زعماء العالم المنتخبون بشكل عادل أنفسهم على نفس مستوى المجرم الذي قام لعقود من الزمن بتزوير الانتخابات، وقتل وسجن وإجبار كل منتقديه على مغادرة البلاد، والآن أطلق العنان لحرب دموية في أوروبا من خلال مهاجمة أوكرانيا"