أدت العملية الإسرائيلية بمداهمة مجمع مستشفى الشفاء في غزة للمرة الثانية منذ بداية الحرب إلى مقتل عدد من الفلسطينيين من بينهم فائق المبحوح، الذي وصفه الجيش بأنه "رئيس مديرية العمليات التابعة لجهاز الأمن الداخلي" في حركة حماس.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه سيطر على المستشفى بالكامل، معلناً عن مقتل جندي خلال العملية العسكرية.

واعتقل الجيش أكثر من 80 شخصا، من بينهم نشطاء وكذلك الصحفي في قناة الجزيرة الإخبارية إسماعيل الغول.

شهادات حيّة

حصل برنامج غزة اليوم لشهادات من فلسطينيين بعد مداهمة الجيش الإسرائيلي لمجمع الشفاء.

شهادات
BBC
شهادات
BBC
شهادات
BBC
شهادات
BBC
شهادات
BBC

عملية سابقة

تعرضت إسرائيل لانتقادات حادة العام الماضي عندما دهمت قواتها المستشفى أول مرة، وقالت إنها اكتشفت أنفاقا قريبة مدعية أن حماس تستخدمها مراكز قيادة وسيطرة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد دخل مجمع الشفاء في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وبات المرفق يعمل بالحدّ الأدنى وبأقلّ عدد من الموظفين.

وبعد تلك العمليّة الكبرى، قال الجيش الإسرائيلي إنّه عثر على "ذخيرة وأسلحة ومعدّات عسكريّة" لحماس في مستشفى الشفاء، وهو ما نفته الحركة الإسلاميّة.

وذكر الجيش الإسرائيلي حينها أنّه اكتشف نفقا بطول 55 مترا قال إنّه يُستخدم "لأغراض الإرهاب" تحت مستشفى الشفاء في غزّة، ودعا الصحفيين إلى تفقّده.

ونفت حماس ومسؤولو المستشفيات تلك الاتهامات.

ما هو مجمع الشفاء الطبي؟

خريطة تبين مواقع المستشفيات في قطاع غزة
BBC
خريطة تبين مواقع المستشفيات في قطاع غزة

يقع مجمع الشفاء الطبي على مفترق طرق في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة في القطاع، ويطل على شارعي عز الدين القسام والوحدة.

تبلغ مساحة المجمع 45 ألف متر مربع، وهو عبارة عن مجمع ضخم من المباني والأفنية يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من ميناء صيد صغير في مدينة غزة، وينحصر بين مخيم الشاطئ للاجئين وحي الرمال.

في الوقت الحالي، يضم المجمع ثلاثة مستشفيات هي الجراحة، والأمراض الباطنية، والنسائية والتوليد، بالإضافة إلى قسم الطوارئ، ووحدة العناية المركزة، وقسم الأشعة، وبنك الدم، وقسم التخطيط، وغير ذلك من أقسام.

ويقدم المجمع خدمات علاجية وصحية متنوعة، وعمليات جراحية لأعداد كبيرة من السكان، وتجرى فيه عمليات جراحية متعددة، وغسيل كلى، وعدة خدمات صحية وعلاجية أخرى في قسم الطوارئ.

نشأته وتاريخه

ويعد المجمع الطبي الحكومي التابع لوزارة الصحة الفلسطينية أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، وأنشأه الانتداب البريطاني عام 1946 بهدف تقديم الرعاية الطبية للمرضى.

وانتقلت إدارة مستشفى الشفاء إلى مصر لنحو 20 عاما، بعد انتهاء الانتداب البريطاني، ليتم توسيعه وزيادة قدرته الاستيعابية.

وبعد حرب عام 1967، سيطرت إسرائيل على المستشفى، وقررت إعادة بنائه ليضم غرفاً تتسع لعدد أكبر من المرضى، حيث كان عدد المستشفيات محدوداً جداً في غزة.

المستشفى كان له دور أساسي في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، حيث دارت فيه أولى مواجهات الانتفاضة حينما اقتحمه طلاب فلسطينيون لمواجهة الجنود الإسرائيليين الذين اتخذوه مركز تجمع للجيش.

وفي عام 1994، أدت قوات الأمن التي كانت تسيطر عليها حركة فتح التحية للعلم الفلسطيني بعد رفعه فوق المستشفى عندما مُنح الفلسطينيون حكما ذاتيا محدودا في غزة خلال عملية أوسلو للسلام.

ثم انتقلت السيطرة الفعلية على المستشفى بعد ذلك من السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح إلى حماس بعد الفوز المفاجئ الذي حققته الحركة في انتخابات عام 2006، وبسط نفوذها العسكري على غزة عام 2007.