انتشرت في الأيام القليلة الماضية فيديوهات وصور لعمليات الجيش الإسرائيلي في محيط مستشفى الشفاء في شمال غزة، إلا أن بعضها لا يمت لهذه الأحداث بصلة.
وقد داهم الجيش الإسرائيلي المجمع الطبي قائلا إنه استهدف بما وصفهم بـ"المسلحين" في هذه المنطقة، بينما اتهمت وزارة الصحة التابعة لحماس القوات الإسرائيلية باحتجاز عشرات المرضى والكوادر الصحية.
فريق بي بي سي لتقصي الحقائق تحقق من بعض المنشورات المنسوبة لأحداث المجمع الطبي الأخيرة.
الأسرى في "ساحة الشفاء"
تم تداول صور قيل أنها لأسرى فلسطينيين في ساحة مجمع الشفاء الطبي على وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة.
كما بثتها عدد من وسائل الإعلام العربية.
ووفقا للمنشورات، الصور تظهر طاقم أطباء وممرضين مستشفى الشفاء بعد اعتقالهم وتعريتهم من قبل القوات الإسرائيلية.
لكن هذا ليس صحيحًا.
التقطت هذه الصور من قبل جندي إسرائيلي في هذا الموقع داخل مدرسة الكويت الثانوية للبنات، بالقرب من المستشفى الإندونيسي، في بيت لاهيا، شمال غزة.
قمنا بالاستدلال عن معالم المكان من خلال صورة أخرى لنفس الحادث.
لم نتمكن من تحديد تاريخ النشر الأول لهذه الصورة، ولكن من المؤكد أنها لم تحدث في ساحة مستشفى الشفاء.
"تفجير" مبنى الجراحات في مستشفى الشفاء
انتشرت صورة أخرى لتدمير مبانٍ مصحوبة بادعاءات أنها تظهر تفجير "مبنى الجراحات التخصصي" داخل مجمع الشفاء الطبي.
في الصورة نرى بوضوح دمار مسجد العباس المجاور لمجمع الشفاء وليس مبنى الجراحات داخل المستشفى.
دُمر مسجد العباس في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وليس مؤخراً.
ولكن يظهر بوضوح في الصورة تصاعد دخان وأتربة قد تكون من مجمع الشفاء.
لم تنشر أي صور أو فيديوهات تظهر تدمير مبنى داخل المجمع، وقال بعض الصحفيين الذين تواصلنا معهم داخل غزة أن المنطقة تشهد تواجداً أمنياً إسرائيلياً شديداً مما يجعل من الصعب الاقتراب من المنطقة، وهو ما أظهرته صور الأقمار الصناعية، حيث يمكن رؤية المدرعات الإسرائيلية بكثافة في محيط المستشفى.
في مقاطع فيديو نشرت يوم 20 مارس/ آذار، يمكن مشاهدة مبنى الجراحات التخصصي بالمجمع سليم ولم يتعرض للتدمير.
الأحداث من سيئ إلى أسوأ داخل مجمع الشفاء الطبي المحاصر داخله عدد من النساء والأطفال لليوم الرابع. #عاجل pic.twitter.com/T8ibC5UIkU
— خبرني Khaberni (@khaberni) March 21, 2024
فيديو الأسرى
نُشر فيديو يعرض بعض الأسرى الفلسطينيين خلال نقلهم من شاحنة لأخرى ليلاً ويمكن رؤية ما يبدو آثار تعذيب على ظهر أحدهم.
في الفيديو يتحدث شخص باللغة الفرنسية لا يمكن رؤيته يقول "سترون ظهره...انظروا كيف عذبوه".
افضحو جرائم الصهاينة ومرتزقتهم للشعب غزة العزل الصائمين 😡😡😡
— Granddaughter of Omar AlMukhtar 💚 7 أكتـوبـر 💚 (@OmarAlMakhtar86) March 21, 2024
هذا ماقاله المرتزق الفرنسي"يمكنكم النظر إلى ظهره أنظروا كيف قمنا بتعذيبه"
ليس جديد ع فرنسا بدعم مرتزقتها للارهاب في اوطان المسلمين فمجازر الجزائر شاهده عليها
#مستشفى_الشفاء#فريق_مجاهدون pic.twitter.com/REWDSQU2GY
تواصلت بي بي سي مع الجيش الإسرائيلي بشأن الفيديو والذي بدوره أكد صحة الفيديو، وأنه التقط أثناء احتجاز الفلسطينيين من مستشفى الشفاء.
ولكن قال إن صوت الشخص الفرنسي تم تركيبه على الفيديو، ولا يوجد متحدثون باللغة الفرنسية يخدمون في هذه الوحدة.
بالتحقق من الفيديو وبعض الصور الأخرى المماثلة للقطات الفيديو، تبين أن الفيديو والصور نُشروا للمرة الأولى على انستغرام.
ونشر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق صوراً لعدد من الأسرى الفلسطينيين قال إنه تم اعتقالهم من داخل مستشفى الشفاء.
ولكن في اليوم التالي أعلن المتحدث الرسمي للجيش دانيال هاغاري أنه بسبب خطأ بشري، نشرت بعض الصور خاصة بمعتقلين لم يلقَ القبض عليهم بعدُ لكن يعتقد أنهم متواجدون في منطقة المستشفى ويتحصنون فيه.
التعليقات