كشف الجيش الإسرائيلي عن موعد إكمال سيطرته على منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، بعد هزيمة نصف قوات حماس وتدمير عشرات الأنفاق في المنطقة.

وبحسب الجيش فإنه من المرجح السيطرة على رفح بالكامل في غضون أسبوعين، في ظل المعارك الدائرة حاليا مع الكتائب المتبقية لحماس في أجزاء من تل السلطان والجزء الشرقي من الشابورة.

كما أشارت هيئة البث الإسرائيلية عن وثيقة استخباراتية أعدها الجيش الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول الماضي، تستعرض تدريبات لقوات النخبة في كتائب القسام تتضمن اجتياحا واسعا لمناطق إسرائيلية وأسر ما يتراوح بين 200-250 إسرائيليا.

وأظهرت الوثيقة التي أعدتها فرقة غزة أن قادة الاستخبارات كونوا تصورا لخطة حماس لمداهمة الغلاف واقتحام مواقع واختطاف مئات الأشخاص قبل أقل من ثلاثة أسابيع من 7 أكتوبر/تشرين الأول.

من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي في رد على هيئة البث أن التحقيقات جارية لاستخلاص الدروس من تلك الأحداث، وسيتم عرض النتائج بشفافية على الجمهور.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين، إن الفرقة 162 قضت على نصف كتائب حماس في رفح، وقتلت ما لا يقل عن " 550 إرهابيًا، فضلاً عن تدمير حوالي 200 فتحة نفق"، والقضاء على آخر مخزون كبير للصواريخ لدى حماس، بحسب ما نقلته صحيفة جيروزاليم بوست.

منذ بداية الحرب وحتى الآن، عانت الفرقة 162 من 3800 جريح و180 قتيلاً، و23 سقطوا في معارك رفح.

نتنياهو يحلّ مجلس الحرب وتجدد القصف على غزة بعد "هدوء نسبي"

رحلة أطفال غزة المستحيلة للحصول على غذاء

هل تنضم إيران لحزب الله في حرب مع إسرائيل؟ - يديعوت أحرونوت

كما كشف الجيش الإسرائيلي أن المنازل والأنفاق في رفح بها أنواع جديدة من الدفاعات والفخاخ، مع وجود كاميرات مراقبة في كل غرفة من المنزل لتسهيل الكمائن.

بالإضافة إلى ذلك، قال جيش الدفاع الإسرائيلي في بيان له، إن شبكة الأنفاق في رفح، وخاصة بالقرب من ممر فيلادلفيا مع مصر، أكثر تعقيدا من تلك الموجودة في خان يونس وجباليا والحي العسكري في مدينة غزة.

وأشارت جيروزاليم بوست أن الفرقة 162 بقيادة إسحاق كوهين، سيطرت بالفعل على أكثر من 60 إلى 70 في المئة من كامل مساحة رفح، حيث فر نحو 1.4 مليون مدني إلى المواصي على الساحل ووسط غزة وخان يونس.

وكانت إحدى أصعب المعارك تدور حول منطقة "إن بي كيه" التي تقع إلى الشمال قليلاً من منتصف ممر فيلادلفيا، وكانت مقر قائد لواء رفح التابع لحماس.

وبدأ الجيش الإسرائيلي هجومه على رفح في السادس من مايو/أيار، وبحلول العشرين من مايو/أيار كان قد سيطر على نحو 30 إلى 40 في المئة من رفح بما في ذلك ممر فيلادلفيا، وقتل نحو 130 من عناصر حماس، بحسب تقارير إسرائيلية.

نتنياهو يحلّ مجلس الحرب

حلّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجلس الحرب المكون من ستة أعضاء، الاثنين.

وتأتي هذه الخطوة المتوقعة بعد انسحاب بيني غانتس وحليفه غادي آيزنكوت من الحكومة.

وكان نتنياهو يواجه ضغوطاً من شركائه في الائتلاف القومي الديني، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لإدراجهم في مجلس الحرب.

وأكد المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر هذا القرار مشيرا إلى أن الحكومة الأمنية ستتخذ "القرارات المتعلقة بالحرب".

وقال مينسر خلال مؤتمر صحافي إن "مجلس الحرب كانت شرطا مسبقا لتشكيل حكومة وحدة وطنية (...) ومع مغادرة غانتس من الحكومة، لم يعد مجلس الحرب ضروريا، وستتولى مهامه الحكومة الأمنية".

والحكومة الأمنية المصغرة التي تضم وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، هي الهيئة الرئيسية المسؤولة عن اتخاذ القرارات المتعلقة بالحرب مع حماس.

وقال الجيش الإسرائيلي في تعليق لبي بي سي نيوز إن التغيير الأخير "لن يؤثر على سلسلة القيادة".

قصف في لبنان

نيران مشتعلة في بلدة حدودية داخل إسرائيل بعد قصف استهدفها من لبنان
Getty Images
نيران مشتعلة في بلدة حدودية داخل إسرائيل بعد قصف استهدفها من لبنان

تم الإعلان عن تفكيك حكومة الحرب بينما كان المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوششتاين موجودًا في إسرائيل، سعياً لتهدئة الوضع على الحدود المتنازع عليها مع لبنان.

حيث قالت إسرائيل إن التوترات مع حزب الله المدعوم من إيران تقرب المنطقة من صراع أوسع. قال الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين إنه قتل ناشطًا كبيرًا في أحد أقسام الصواريخ والقذائف التابعة لحزب الله في منطقة سلعا في جنوب لبنان.

وتأتي زيارة هوكشتاين بعد أسابيع من تبادل إطلاق النار المتزايد عبر الخط الفاصل بين إسرائيل ولبنان، حيث انخرطت القوات الإسرائيلية منذ شهور في صراع محتدم مع حزب الله استمر إلى جانب الحرب في غزة.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الاثنين، أنه أغار على مبان عسكرية وبنى تحتية لحزب الله في عيترون وعيتا الشعب وشقرا جنوبي لبنان.

وكان يوم الاثنين، اليوم الثاني من احتفالات عيد الأضحى، هادئا نسبيا على طول الحدود الشمالية مقارنة بالأيام السابقة، عندما أشعلت الصواريخ حرائق واسعة النطاق في ظروف موجة الحر.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي، وهو مركز أبحاث مقره القدس، أن 36 في المئة من المستجيبين يفضلون توجيه ضربة فورية لحزب الله، ارتفاعًا من 26 في المئة قبل شهر.

وفقًا لمعهد ألما للأبحاث، وهو مركز أبحاث إسرائيلي يركز على الحدود الشمالية، شهد شهر مايو/آيار أعلى مستوى من الضربات ضد إسرائيل.

قصفت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية جنوب لبنان، وفي الأسبوع الماضي قتلت إسرائيل أحد كبار قادة حزب الله في ضربة ضد مركز قيادة وسيطرة، مما أدى إلى تكثيف الهجمات.

بالإضافة إلى الهجمات بالصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات، كانت هناك زيادة ملحوظة في هجمات الطائرات بدون طيار التي أكدت قوة الترسانة التي بناها حزب الله منذ آخر صراع كبير بين الجانبين في عام 2006.

الاحتجاجات في إسرائيل

تظاهرات تطالب حكومة نتنياهو بقبول اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن
Reuters

انطلقت في إسرائيل يوم الاثنين، احتجاجات في عدة مناطق ضد سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومن المقرر استمرار التظاهرات حتى الثلاثاء.

ويشارك في تلك التظاهرات أقارب رهائن محتجزين في غزة لتجديد الضغط على نتنياهو بشأن العمل على الإفراج عنهم. واستهدفت الاحتجاجات منازل وزراء الحكومة الإسرائيلية وإغلاق الطرق.

ومن المقرر تنظيم احتجاج ومسيرة في جنوب إسرائيل يوم الأربعاء، وتجمع يوم الخميس للمتظاهرين في قيسارية بالقرب من منزل نتنياهو.

تأتي الاحتجاجات في وقت لا يزال التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة يبدو بعيدًا، بعد أكثر من ثمانية أشهر منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول على مستوطنات غلاف

على الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن معظم الإسرائيليين يؤيدون هدف الحكومة المتمثل في تدمير حماس، فقد كانت هناك احتجاجات واسعة النطاق تهاجم الحكومة لعدم بذل المزيد من الجهد لإعادة حوالي 120 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة.