إيلاف (خاص) من القاهرة: علمت "إيلاف" أن القاهرة استقرت على تعيين بدر عبد العاطي وزيراً للخارجية، خلفاً للوزير الحالي سامح شكري، ومن المعروف أن الدبلوماسية المصرية من بين الأعرق شرق أوسطياً.

وتعد حقيبة الخارجية "سيادية" طوال تاريخها في مصر، كما أن ملفات مصر الخارجية دائماً ما يكون لها تأثير كبير على الداخل، وعلى المنطقة العربية بأكملها، فضلاً عن أن الفترة الأخيرة تشهد تحولات سياسية كبيرة عربياً وعالمياً، الأمر الذي جعل عبد العاطي الرجل المناسب للمرحلة المقبلة.

لماذا عبد العاطي؟
يملك بدر عبد العاطي خبرة دبلوماسية وسياسية كبيرة، تمتد لحوالي 35 عاماً منذ بدايات التحاقة بالخارجية المصرية قبل عام 1990، وعلى الرغم من ذلك فهو لا يتمتع بشهرة كبيرة في الأوساط الإعلامية والشعبية في مصر أو المنطقة العربية، ويبدو أن هذا التوجه كان مقصوداً، لكي يحصل على فرصة لمعاجلة الملفات الشائكة دون ضغوط إعلامية أو شعبية.

كما أن عبدالعاطي يملك خبرات كبيرة في ملفين، وهما اسرائيل وأوروبا، ويبدو أن التوجه المصري في المرحلة المقبلة يصب في طريق تعميق التعاون مع القارة الأوروبية، خاصة أن أوروبا هي الكتلة الأكثر تقدماً الأقرب إلى مصر، فضلاً عن أن وزير الخارجية الجديد الذي يقوم بحلف اليمين الدستورية غداً أمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لديه خبره في الملف الاسرائيلي الفلسطيني، وهو من أكثر الملفات الحاحاً في الفترة الراهنة.

من هو وزير خارجية مصر الجديد؟
هو أحمد محمد عبد العاطي ( من مواليد 8 شباط (فبراير) 1966 (58 عاماً) وهو من مواليد أسيوط التابعة لصعيد مصر، وعن دراسته فقد درس العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وفي عام 1989 عمل باحثاً في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، وهو من أهم مراكز الأبحاث السياسية في الشرق الأوسط، وتخرج منه العديد من وجوه السياسة والدبلوماسية المصرية والعربية.

بداية العمل
التحق عبدالعاطي بوزارة الخارجية المصرية عام 1989 وعمل بها ملحقاً حتى عام 1991.

العمل في اسرائيل
ومن عام 1991 إلى عام 1995، شغل منصب سكرتير ثالث في السفارة المصرية في إسرائيل في تل أبيب، حيث كان مسؤولاً عن شؤون إسرائيل الداخلية وعملية السلام في الشرق الأوسط .

وفي عام 1995 عاد إلى وزارة الخارجية بالقاهرة بصفته سكرتيرًا ثانيًا. وعمل هناك في مكتب مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الاقتصادي الإقليمي في الشرق الأوسط.

ماستر في قضية فلسطين
وفي عام 1996 كان عضواً في الوفد المصري إلى المؤتمر الاقتصادي للشرق الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا بالقاهرة. وفي نفس العام حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة القاهرة، حيث ركز على السياسة الخارجية المصرية تجاه القضية الفلسطينية.

اليابان وإيران
وفي عام 1997، انتقل إلى سفارة اليابان في طوكيو كسكرتير ثانٍ ، حيث كان مسؤولاً عن الشؤون الأفريقية وعملية السلام في الشرق الأوسط وإيران .

وفي عام 2001، أصبح السكرتير الأول في ديوان وزير الخارجية المصري، حيث كان مسؤولاً مرة أخرى عن الشؤون الأفريقية وعملية السلام في الشرق الأوسط.

في 2003 عمل أيضًا محاضرًا في أكاديمية ناصر العسكرية بالقاهرة. وفي نفس الوقت حصل على درجة الدكتوراه. في العلاقات الدولية من جامعة القاهرة.

مستشاراً في واشنطن
وأصبح مستشارًا سياسيًا للسفارة المصرية في واشنطن عام 2003، وكان مجال عمله الشؤون الأفريقية والكونغرس الأميركي.

وفي عام 2007 أصبح رئيساً لقسم فلسطين بوزارة الخارجية المصرية حتى انتقل إلى السفارة المصرية في بروكسل نائباً لرئيس البعثة في عام 2008.

مرحلة العمل الأوروبي
وفي عام 2012 أصبح نائب وزير الخارجية المسؤول عن الاتحاد الأوروبي وأوروبا الغربية واتحاد التنسيق الوطني في البحر الأبيض المتوسط. وفي يونيو 2013 أصبح أيضًا المتحدث باسم وزارة الخارجية.

وفي سبتمبر 2015 أصبح سفيراً لمصر في ألمانيا، و خلال فترة عمله سفيرًا في ألمانيا، انتقد علنًا هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ، واتهمهما بالعيش في برج عاجي وافتقارهما إلى المصداقية. وكانت المنظمات قد انتقدت أوضاع حقوق الإنسان في مصر.