وسّع الجيش الاسرائيلي عملياته البرية، الليلة الماضية، في مناطق شرق وغرب مدينة غزة تحت غطاء ناري وقصف مكثّف، طال أحياء الدرج والتفاح المجاورين لمنطقة الشجاعية التي تتوغل فيها قوات الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عشرة أيام.
ووفق مراسل بي بي سي لشؤون غزة عدنان البرش، فقد أدى التوسع في الهجمات إلى نزوح الآلاف مجدداً ومقتل وإصابة العشرات، فيما قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه كان يشن عملية ضد البنية التحتية للمسلحين في قطاع غزة، وأنه أوقف أكثر من 30 مقاتلاً شكلوا تهديداً للقوات الإسرائيلية.
وقال شهود عيان لبي بي سي، إن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية نفّذت سلسلة غارات عنيفة على المناطق المذكورة، وسُمعت أصوات انفجارات عنيفة هزت مدينة غزة وسمع صداها في مناطق شمالي ووسط القطاع.
وأكد جهاز الدفاع المدني بغزة أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا باستهدافات إسرائيلية لمناطق سكنية شرقي مدينة غزة وأن الجيش الإسرائيلي استهدف منازل مأهولة في شارع يافا شرقي مدينة غزة ما أسفر عن وجود قتلى ومصابين عالقين تحت الأنقاض.
وتوغلت قوات إسرائيلية، فجر الاثنين، بشكل مفاجئ في مناطق واسعة جنوب غربي مدينة غزة تحت غطاء ناري كثيف استهدف طرقات ومنازل ومباني سكنية، ما أدى إلى حركة نزوح واسعة لآلاف الفلسطينيين من تلك المناطق باتجاه الأحياء الشمالية الغربية بالمدينة.
#عاجل قوات جيش الدفاع قضت على أكثر من 30 مخربًا في منطقة رفح وعلى عشرات المخربين في منطقة الشجاعية على مدار آخر أربع وعشرين ساعة؛ تدمير مواقع إطلاق جاهزة نحو الأراضي الإسرائيلية
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 8, 2024
🔻قوات جيش الدفاع من الفرقة 162 وطائرات سلاح الجو قضت في الساعات الماضية على أكثر من ثلاثين مخربًا… pic.twitter.com/wVN6Q3YQS9
وأكدت مصادر محلية أن الآليات العسكرية الإسرائيلية توغلت في حي تل الهوى ومنطقة الصناعة والجامعات، والأطراف الجنوبية لحي الرمال، بالتزامن مع غطاء ناري كثيف نفذته الطائرات الحربية والآليات المدفعية على هذه المناطق ومحيطها.
واستهدفت الغارات مباني سكنية وطرقات وشققا سكنية، أدت لمقتل وإصابة عشرات المواطنين في مناطق متفرقة من مدينة غزة، بينما لا تستطيع أطقم الإنقاذ والإسعاف التحرك بالمدينة لإنقاذ المصابين وانتشال الضحايا بسبب شدة القصف.
وفي بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، قصفت طائرات إسرائيلية بناية سكنية ما أدى لتدميرها ومقتل 10 أشخاص على الأقل من عائلة الهجين، فضلا عن عالقين تحت الركام.
حماس توافق على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن "دون وقف دائم لإطلاق النار"
من جانبه، توجّه رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" رونين بار، الاثنين، إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء محادثات مع الوسطاء بشأن تفاصيل مقترحة لإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل السجناء والمعتقلين والرهائن بين حركة حماس وإسرائيل، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.
ونقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي لم يُسمه قوله إن فريق التفاوض الإسرائيلي ربما يجري مفاوضات حول التفاصيل الخاصة باتفاق التبادل المقترح، بما في ذلك مسألة أسماء السجناء والمعتقلين الفلسطينيين المنتظر إطلاق سراحهم في إطاره، وقضايا أخرى تتعلق بتنفيذ الاتفاق.
كما سيبحث الوفد الإسرائيلي مع الوسطاء القضايا الأمنية المتعلقة بالصفقة، مثل مسألة إدارة وتشغيل معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة ومحور فيلادلفيا. وذكر الموقع الإسرائيلي أن وفد التفاوض يضم ممثلين عن الجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات "الموساد".
- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمالي غزة صعباً؟
- الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي يُثير انتقادات سياسية داخل إسرائيل
وأعلنت حركة حماس، الأحد، موافقتها على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة "دون وقف إطلاق نار" دائم، في وقت تتكثف فيه جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في الحرب التي دخلت شهرها العاشر.
ويأتي ذلك في وقت قال فيه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يوم الاثنين إن وقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة الآن سيكون خطأ فادحاً.
وكتب سموتريتش عبر منصّة إكس: "حماس تنهار وتتوسل لوقف إطلاق النار، هذا هو الوقت المناسب للضغط عليها وسحقها، التوقف الآن، قبل النهاية، والسماح لها بالتعافي لمحاربتنا مرة أخرى، هو حماقة لا معنى لها".
ومنذ أشهر، تواجه جهود قطر والولايات المتحدة ومصر، الدول الوسيطة بين إسرائيل وحماس، عقبات في طريق التوصل إلى وقف لإطلاق النار في وقت يصرّ كلّ من الطرفين على مطالبه.
ولا يزال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يصر على أنّ الحرب في غزة لن تنتهي إلا عندما "تتحقق" كلّ أهدافها، بما في ذلك "القضاء" على حماس وتحرير كلّ الرهائن المحتجزين في القطاع.
وبعدما كانت حماس تشترط أن توافق إسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار بشكل دائم لتخوض مفاوضات حول الرهائن، قال قيادي في الحركة لوكالة فرانس برس الأحد إنّ "هذه الخطوة تمّ تجاوزها".
وأضاف أنّ "الوسطاء تعهّدوا بأنه طالما مفاوضات الأسرى مستمرة، يستمر وقف إطلاق النار".
ولفت إلى أنّ "حماس تتوقع أن تستغرق المفاوضات من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في حال لم تعطل إسرائيل مسار التفاوض كما المرات السابقة".
كذلك أوضح أنّ الحركة "أبلغت الوسطاء بأنها تريد إدخال المساعدات بكميات تصل إلى 400 شاحنة يومياً في المرحلة الأولى للاتفاق وتريد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فلادلفيا ومعبر رفح".
وكانت قناة القاهرة الإخبارية، المقربة من الحكومة المصرية، قد أعلنت في وقت سابق أنه من المتوقع أن يتوجه مدير الاستخبارات الأمريكية "سي آي آيه" ويليام بيرنز، إلى القاهرة هذا الأسبوع للمشاركة في المفاوضات بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار.
كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أمس الأحد، عن مصادر وصفتها بالمطلعة ولم تُسمها، قولها إن بيرنز سيسافر أيضاً إلى قطر هذا الأسبوع.
وتسلمت إسرائيل الأربعاء الماضي، عبر وسطاء، رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين في إسرائيل وصفهم لرد حماس بأنه "يتيح لأول مرة فرصةً للتقدّم، ويوجد فيه أساس لإطلاق المفاوضات".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد أن "أي اتفاق سيسمح لإسرائيل بالعودة والقتال حتى تحقيق كلّ أهداف الحرب".
وأضاف "ستعمل إسرائيل على ضمان إعادة أكبر عدد من الرهائن الأحياء من أسر حماس".
وبينما أعلنت حماس الأربعاء عن "أفكار" جديدة لإنهاء الحرب وإعادة إطلاق المسار الدبلوماسي، أفاد مكتب نتنياهو بأنّ إسرائيل ستعاود "الأسبوع المقبل" إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات بشأن وقف للنار في القطاع، لافتاً إلى وجود "تباعد بين الجانبين".
ويأتي ذلك فيما ذكرت قناة "القاهرة الإخبارية" المقربة من السلطات مساء السبت نقلاً عن مصدر رفيع المستوى، بأنّ مصر "تستضيف وفوداً إسرائيلية وأمريكية للتباحث حول النقاط العالقة في اتفاق التهدئة بقطاع غزة".
ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من انتزاع إلّا هدنة واحدة من الطرفين في تشرين الثاني/نوفمبر سمحت بإطلاق سراح 80 رهينة لدى حركة حماس في مقابل الإفراج عن 240 معتقلاً فلسطينياً.
التعليقات