سلطت محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترامب، السبت، في ولاية بنسلفانيا الضوء على جهاز الحرس الرئاسي أو ما يُعرف بـ"الخدمة السرية"، إذ توجه أفراد لحماية ترامب ونقله بسرعة من موقع الهجوم.
ما تاريخ إنشاء هذا الجهاز؟
يُعد الجهاز من أقدم وكالات إنفاذ القانون، في الولايات المتحدة، وقد تأسس في الأصل عام 1865 بهدف مكافحة تزوير العملة الأمريكية بعد الحرب الأهلية، إذ كان تزوير العملة حينها بمثابة مشكلة كبيرة في الولايات المتحدة، وقدّر أن أكثر من نصف العملة المتداولة في تلك الفترة كانت مزيفة، بحسب الموقع الرسمي لجهاز "الخدمة السرية".
- خطة جهاز الخدمة السرية لتأمين البيت الأبيض "فشلت"
- دونالد ترامب: الحرس الخاص أطلقوا النار على مسلح خارج البيت الأبيض
من هم الأشخاص الذين يحميهم الجهاز وفقاً للقانون؟
وبجانب مهامه الخاصة بمكافحة تزوير الأموال، يوفر الجهاز الحماية للرؤساء ونواب الرؤساء وعائلتهم وكذلك للمرشحين للرئاسة والأشخاص المرشحين لنواب الرئيس وأفراد أسرهم القصر(تحت سن 16 عاماً) وبعض مواقع الجهات الرسمية والبعثات الدبلوماسية والزوار الأجانب رفيعي المستوى.
وخلال الانتخابات الرئاسية، تتوسع مسؤوليات الجهاز لتشمل المرشحين، والمؤتمرات السياسية، والمناظرات، والمناسبات العامة.
و يقول تورمان رول، وهو مسؤول كبير سابق في المخابرات الأمريكية وكبير مستشاري مشروع مكافحة الإرهاب لبي بي سي نيوز عربي إن الجهاز يضم أكثر من 7000 فرد في 150 مكتباً في الولايات المتحدة وخارجها.
اغتيالات تعامل معها الجهاز
كانت حادثة اغتيال الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة جون كنيدي عام 1963، من أبرز حوادث الاغتيال التي شهدها الجهاز.
يقول تورمان رول المسؤول السابق في الاستخبارات لبي بي سي نيوز عربي: "بعد تلك الحادثة توسعت مهام الجهاز لتشمل حماية أرملة الرئيس كنيدي وأولاده مدى الحياة".
كما كان الجهاز حاضراً حين تعرض الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان لمحاولة اغتيال عام 1981 أثناء مغادرته لفندق هيلتون في العاصمة واشنطن دي سي، ليفتح مسلح النار عليهما.
وأصيب حينها ريغان بطلق ناري في الرئة، لكنه تعافى منه.
ويقول تورمان رول، المسؤول السابق في المخابرات الأمريكية لبي بي سي، إن الجهاز أجرى إصلاحات بعد محاولة اغتيال ريغان، وتوسع من حيث الحجم واستخدامه للتكنولوجيا، "غير أن الإصلاحات الهامة كانت تستهدف الجرائم المالية".
وفي عام 2012 هزت "فضيحة مدوية" جهاز الحرس الرئاسي أو "الخدمة السرية"، عندما قام عدد من أفراد الجهاز المكلفين بحماية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أثناء زيارته إلى كولومبيا بجلب فتيات إلى غرفهم في الفندق.
ليس هذا فحسب، بل وصل الأمر إلى حدوث إلى خلاف مالي بين بعض من عناصر الجهاز وإحدى الفتيات، الأمر الذي تسبب حينها في استقالة مدير الجهاز، مارك سوليفان.
واضطر ثمانية من عناصر الجهاز إلى الاستقالة من عملهم بعد اتهامهم بالتورط في فضيحة كولومبيا.
هل أخفق الجهاز في حماية ترامب؟
يقول جوناثان جيليان وهو عميل فيدرالي خاص سابق وضابط سابق في القوات الخاصة بالبحرية الأمريكية لبي بي سي نيوز عربي: "بالطبع هناك فشل".
ويوضح أنه كان يتعين أن يفحص جهاز الأمن السري المبنى الذي تم إطلاق النار منه.
ويضيف: "قبل بدء أي حدث بأسبوع، تُجري الجهة المكلفة بالحماية مسحاً مبدئياً للمنطقة التي ستشهد الحدث الانتخابي، كما تُحدد أماكن تواجد عناصر الأمن المكلفة بالحماية الإطار الذي سيتحركون فيه وكيفية توفير الحماية الُقصوى للشخصية المسؤولين عن تأمينها".
ويردف جيليان في حديثه لبي بي سي: "من السهل أن تصل البنادق الطويلة والمسدسات إلى الهدف على بعد 148 ياردةً (135 متراً) بسهولة إلى الهدف، وهذا كان المكان الذي تواجد فيه مطلق النار".
وقد أعلنت، مديرة جهاز الحرس الرئاسي أو "الخدمة السرية" الأمريكية، كيمبرلي تشيتل، الاثنين في حوار مع شبكة أيه بي سي نيوز مسؤوليتها عن فشل الجهاز في منع الهجوم على الرئيس السابق دونالد ترامب أثناء تجمع انتخابي، لكنها قالت إنها لن تستقيل.
"مهام هائلة"
ويقول تورمان رول، المسؤول السابق في المخابرات الأمريكية لبي بي سي إن "مهام عمل جهاز الخدمة السرية ليست كبيرة فحسب بل هائلة"، إذ نفذ الجهاز نحو 29 ألف عملية اعتقال جنائي تتعلق بالتزوير والجرائم المالية الأخرى، ما بين عامي 2003 و2019.
كما أنه وفر في عام 2023، الحماية لما يقرب من 5000 زيارة محلية وأكثر من 340 زيارة خارجية، وفقاً لرول.
ويقول رول إنه على الرغم من "تلك النجاحات" لا تزال هناك دعوات بين الحين والآخر، لضرورة أن تتركز مهام جهاز "الخدمة السرية" على توفير الحماية الأمنية فقط، وأن تُنقل مسؤولياته المتعلقة بالجرائم المالية إلى وزارة الخزانة أو وزارة العدل.
التعليقات